واصلت نيابة الرمل أول تحقيقاتها في حادث حريق مستشفي الشروق حيث استعجلت النيابة تقارير الصفة التشريحية الخاصة بالمتوفيات الأربعة وهن شريفة مسعد حسن 30 سنة ليبية الجنسية واليسر خليفة محمد 23 سنة ليبية الجنسية ومصريتان اسراء محمد علي عبدالحميد 23 سنة اللاتي توفين داخل حمام بالدور الخامس بالمستشفي أثناء اختبائهن من الحريق وكشفت الأسباب الأولية للوفاة أنها نتيجة استنشاق غاز أول أكسيد الكربون وعدلات عبدالواحد فهمي 78 سنة التي توفيت أثناء عملية انقاذها واخراجها من العناية المركزة كما تسلمت النيابة تقارير خاصة بالحالة الصحية بالمصابين الذين تم نقلهم للمستشفي الجامعي بسموحة وعددهم 13 بعد اسعاف 6 آخرين. وقد أمرت النيابة بتشكيل لجنة ثلاثية لبيان سبب الحريق ومعاينة المستشفي وبيان مدي مطابقته للمواصفات والاشتراطات المنصوص عليها في القانون.. كانت النيابة قد تسلمت أمس ملف المستشفي من الحماية المدنية وتبين ان المستشفي كان عبارة عن جزء "أ" هو الذي صدرت به موافقات منذ سنوات ثم توسع المستشفي باقامة جزء "ب" وجزء آخر "ج" الخاص بقسم الاشعة والقسمين الاخرين لم يصدر بهما أي موافقات من ادارة الحماية المدنية وتم توجيه انذارات للمستشفي بضرورة تطبيق اجراءات الأمن والحماية المنصوص عليها وفقاً للقانون حفاظاً علي أرواح المرضي والعاملين كما تبين وجود مخاطبة من الحماية المدنية لحي شرق واخري لمديرية الصحة بهذه المخالفات في قسمي ب وج وتبين ان القسمين الجديدين بالمستشفي لم يتم الحصول علي تصريح وترخيص بتشغيلهما من إدارة العلاج الحر برغم افتتاحهما منذ ما يقرب من عام وقد اتهم عدد من أهالي المرضي المتوفين والمصابين في الحادث ادارة المستشفي بتعريض حياة ذويهم للقتل حيث ان الحريق نشب بالمستشفي في الساعة الواحدة والنصف بقسم الأشعة وكانت بدايته تفحم أحد الكابلات وبسبب عدم مراعاة اشتراطات الحماية تصاعدت أدخنة كثيفة من القسم وبدأت تنتشر بجميع أقسام المستشفي وبدلاً من قيام ادارة المستشفي باخراج جميع المرضي خاصة الأطفال في الحضانات منعت أياً من المرضي من مغادرة الغرف ولم تبلغ الحماية المدنية الا في الساعة الثانية والنصف أي بعد الحريق. وكشف المصابون في التحقيقات ان قوات الحماية المدنية هي التي أنقذتهم بعد قيامهم بكسر حائط في عقار ملاصق للمستشفي وتمكنوا من خلاله من الدخول للمستشفي لاجلاء المرضي المحتجزين في الادوار بجانب الآخرين الذين تم اجلاؤهم بالسلم الهيدروليكي وبلغ عددهم 100 حالة منهم 17 حالة أنقذهم حيث الرائد أحمد حجازي من الغرفتين 516 و517 بالدور الخامس حيث كانت تلك الغرف التي تجمع بها النزلاء بعد اندلاع الحريق بالمستشفي كله كما تبين قيام الرائد كريم باهي باقتحام غرفة الأشعة حيث مكان الحريق دون انتظار قطع شركة الكهرباء لفصل التيار بعد تأخرها في فصله وقام بالتعامل مع النيران ومحاصرتها لمنع وصولها لباقي أقسام وأدوار المستشفي. وقد كلفت النيابة الأجهزة الرقابية باجراء تحريات موسعة لتحديد الجهة المسئولة عن التراخي في إصدار قرار اغلاق للمستشفي بسبب مخالفته وعدم حصوله علي تراخيص للأقسام الجديدة وكشفت التحريات الأولية للأجهزة الأمنية أن أصحاب المستشفي نجحوا في تأخير اصدار تلك القرارات التي كان من المفترض صدورها منذ شهور وتبين ان مالك المستشفي خارج البلاد بدبي وانه لم يتحدد وصوله بعد حيث يقوم بمتابعة التحقيقات عبر باقي شركائه في المستشفي.. طلبت النيابة ملف المستشفي بحي شرق وجميع الرخص الحاصله عليها وتاريخ التوسعات الجديدة التي أقامها.. كانت وزارة الصحة قد أصدرت قراراً باغلاق المستشفي لمدة ثلاثة شهور ووضعها تحت تصرف النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.