كانوا مجموعة من طلبة كلية الاعلام في زيارة للجريدة منذ سنوات تحدثوا أمامي عن مادة فنون التحرير الصحفي ووصل كلامنا إلي فن كتابة العمود اليومي. واتفقت معهم علي صعوبة كتابة المقال اليومي بأسلوب وأفكار تجذب القارئ. ووجدت نفسي أقول لهم اقرأوا عمود محمد العزبي كل يوم في "الجمهورية" "وانتوا تعرفوا تجاوبوا كويس في امتحان آخر السنة"! ومن عجائب أسلوب العزبي في الكتابة. انك لو حذفت عناوين مقالاته وجعلتها مسلسلة وراء بعضها لن تشعر لحظة بأي فقرات غير مريحة. لأنه أصلا ينتقل في مقالاته بسلاسة من موضوع إلي آخر مثل الفراشة التي تطير بين الزهور. والطريف أنه "قارئ كبير" قبل أن يكون كاتباً كبيراً. وأحدث مقالاته التي ينشرها في العدد الأسبوعي للجمهورية ليست سوي قراءة للآخرين تحولت إلي كتابة عنهم وكأن العزبي أصبح يعمل قارئاً عند القارئ. وهي مهنة جديدة اخترعها الكاتب الكبير صاحب الموهبة الحقيقية. وقد صدر قبل أسابيع في سلسلة "كتاب الجمهورية" التي يرأس تحريرها الزميل سيد حسين كتاب "الصحافة والحكم" أحدث كتب أستاذنا الكبير محمد العزبي. وفيه يمارس هوايته بالحديث عما يحبه فقط. وهو يحب الصحافة والحرية والضحك.. وكل ذلك في اطار ذكرياته والتي من الواضح ان استرجاعها يسعده علي المستوي الشخصي. ولو كانت تحزنه ما تذكرها هكذا وكتب من الذاكرة عشرات المقالات. وبما أن هذه الصفحة سينمائية متخصصة. فإن كتاب العزبي الجديد يصلح أن يكون مرجعاً لكتاب السيناريو لكتابة الكثير من المشاهد الكوميدية في فيلم عن الصحافة. ولكن النقاد سوف يعتبرونه من الكوميديا السوداء بالتأكيد. لقد أهدي العزبي كتابه إلي كثيرين منهم ابنه سامح الذي "أخذ بيدي من عالم الكتابة المنكوشة إلي عالم الانترنت الواسع" علي حد تعبيره.. إن سر بقاء كتابات العزبي انه كاتب يعيش عصره. وأصبح مثل الادباء الشبان الذين يرسلون قصصهم pdf لأصدقائهم.. تحية ومحبة للكاتب الشاب محمد العزبي.