لا تكتفي القوات المسلحة الباسلة بخوض معركة الدفاع عن بقاء ووجود الدولة المصرية وحمايتها من التهديدات والأخطار وتأمين حدودها والحرب ضد الإرهاب وضمان سلامة الجبهة الداخلية بل تشارك أيضاً في ملحمة بناء الوطن من خلال مشروعات عملاقة في كافة ربوع البلاد من طرق وكباري ومطارات وموانئ وإسكان واستصلاح وزراعة ملايين الأفدنة وأيضاً المساهمة في تخفيف العبء عن كاهل الشعب من خلال رفع آثار الكوارث مثل السيول والأمطار وكذلك توفير احتياجات المواطنين من السلع والمواد الغذائية بأعلي جودة وبأسعار تقل عن مثيلاتها في السوق المحلي. ومن هذا المنطلق اقتحمت القوات المسلحة بإمكانياتها الهائلة مجالات جديدة لتوفير الاحتياجات الاستراتيجية والحيوية للشعب ومساهمة في مواجهة الأزمات.. ومن أبرزها استخدام التكنولوجيا الحديثة في حل الأزمات وتوفير الطاقة سواء للمواطن أو المشروعات ولعل الشركة العربية العالمية للبصريات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة من أبرز الأمثلة والنماذج التي تساهم بقوة في مشروعات التنمية المجتمعية والحضارية علي أرض مصر لتحقيق رؤية وتوجيهات القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة للنهوض بالمجتمع والاقتصاد المصري وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة. انشئت الشركة عام 1982 ودخلت العمل عام 1985 وهي متخصصة في مجال الكهروبصريات والأجهزة البصرية والليزر وتعمل علي تصنيع الأجهزة والمعدات والأنظمة ذات التقنيات الحديثة لتلبية احتياجات القوات المسلحة من المنتجات العسكرية واحتياجات السوق المصري من المنتجات المدنية والتصدير للخارج كما تساهم الشركة في خدمة القطاع المدني في مختلف المجالات عن طريق انتاج أنظمة الملاحة بواسطة الأقمار الصناعية. أنظمة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية. أنظمة الأرصاد الجوية السطحية ولطبقات الجو العليا. أنظمة الحاسب اللوحي "التابلت". أنظمة تسوية الأراضي بالليزو وكذلك انتاج المستشعرات المختلفة وأجهزة الليزر. الميكروسكوبات المدرسية والمعملية. أنظمة المراقبة والتأمين للمنشآت المدنية. لوحات الملاعب والشاشات الالكترونية الخاصة بالإعلانات كما تقوم الشركة بالتطوير المستمر للأجهزة والمعدات الالكترونية لمسايرة أحدث أنظمة التكنولوجيا وكذلك أعمال الصيانة الدوية وخدمات ما بعد البيع للحفاظ علي كفاءة المعدات والأجهزة التي تنتجها الشركة. جاء إنشاء تلك الشركة كنتيجة للخبرات المكتسبة من حرب أكتوبر 1973 حيث كان يتم حينذاك تضييق علي مصر في الحصول علي أجهزة المراقبة والرؤية الليلية الحديثة مما دفع القيادة العامة للقوات المسلحة لإنشاء تلك الشركة تحت مظلة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لتوفير الكثير من احتياجات القوات المسلحة وبعد حصول الشركة علي شهادات الخبرة والجودة العالمية تمكنت الشركة من تصدير منتجاتها لبعض الدول العربية ومع مرور الوقت أصبحت الشركة شريكا قويا وأساسيا في مشروعات التنمية الحضارية بمصر خاصة بعد توسعها واحتوائها علي مصانع لإنتاج محطات الطاقة الشمسية ولمبات الليد وكذلك أنظمة الطلاء الكهربي كما تساهم الشركة في القضاء علي مشكلة البطالة حيث ان جميع المهندسين والعمال بها من المدنيين الذين يتم توفير كافة سبل الرعاية والتأمين والتدريب علي أعلي درجة لهم. قامت الشركة مؤخراً بإنشاء مصنع لتصنيع وإنتاج مكونات اللمبات التي تعمل بتكنولوجيا الليد الموفرة للطاقة بطاقة انتاجية قدرها مليون لمبة في الشهر وتجهيز ذلك المصنع بمصدر طاقة من خلايا الطاقة الشمسية والإضاءة الداخلية والخارجية من كشافات الليد تنفيذاً لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة وتحقيقاً لرؤية القيادة السياسية لتوفير الطاقة ويتكون المصنع من خط انتاج الدوائر الإلكترونية وتصنيع الدوائر الإلكترونية لليدات والدوائر الالكترونية لمنظم التيار وخط تصنيع اللمبات للاستخدام في الانارة الداخلية للمنازل والمصالح الحكومية وخط تصنيع اللمبات للاستخدام في الإنارة الخارجية للشوارع والطرق العامة وخط تصنيع اللمبات الاسطوانية البديلة للمبات الفلورسنت وخط مراقبة الجودة للتأكيد علي مطابقة المواصفات القياسية للمبات وتحملها الظروف البيئية والمناخية المختلفة للاستخدام الشاق للمبات الداخلية والخارجية وأجهزة مراقبة الجودة والاختبارات الطيفية للمبات وكذلك أجهزة مراقبة الجودة والتفتيش علي العمر التقديري للمبات وجميع منتجات الشركة مطابقة للمواصفات القياسية العالمية لمتطلبات الأداء والأمان وكذلك المواصفات المصرية الصادرة من الهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي وجودة الإنتاج. كانت الشركة العربية العالمية للبصريات سباقة في مجال انتاج أنظمة الطاقة الشمسية حيث دخلت ذلك المجال منذ أوائل التسعينيات إيماناً بأن الطاقة الجديدة والمتجددة هي الحل الأمثل لمشكلة نقص الطاقة في العالم والتي تتيح إنتاج طاقة نظيفة وآمنة وخالية من أي أبخرة أو غازات أو اشعاعات قد ينتج عنها أضرار بيئية فأنشأت مصنعاً لإنتاج أنظمة الطاقة الجديدة والمتجددة مساهمة منها في خدمة الاقتصاد المصري عن طريق وضع حلول الطاقة المناسبة طبقاً للاحتياجات ولجميع الأغراض والاستخدامات وبأقل تكلفة مع جودة فائقة بالإضافة إلي تصميم وإنتاج جميع أنواع منظومات الطاقة الشمسية والحرارية بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وتنفيذ أعمال التركيب والتشغيل لجميع أنواع المنظومات بمعدلات أداء عالية ودقة متناهية وفي أزمنة قياسية ونفذت الشركة 5 محطات طاقة شمسية بالمحافظات اثنان منها بقدرة 90 كيلو وات وواحدة بقدرة 150 كيلو وات وأخري بقدرة 80 كيلو وات وواحدة بقدرة 65 كيلو وات. وتمشياً مع ثورة التكنولوجيا والمعلومات تشارك الشركة في مسيرة التقدم والرقي عن طريق انتاج أجهزة الحاسب الآلي والحاسب اللوحي والمعامل المتكاملة للقطاعات والوزارات المختلفة حسب متطلبات كل قطاع مع تقديم الدعم الفني الكامل لها بالإضافة إلي إنتاج أنظمة المراقبة التليفزيونية لتأمين المدن وتنظيم المرور ووحدات التسجيل الرقمي والكروت الذكية وشاشات الليد والشاشات الالكترونية وأجهزة البصمة والكارت لتأمين المداخل والمخارج والمواقع ذات درجة السرية وكذلك نظارات العمليات الدقيقة. كما تساهم الشركة في تنمية القطاع المدني تنفيذاً لرؤية القيادة السياسية وتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة حيث ساهمت مع وزارة التربية والتعليم في تطوير المنظومة التعليمية ب 16 محافظة كمرحلة أولي بمشروع تابلت لكل طالب وتقديم أجهزة البروجيكتور بالإضافة إلي مساهمتها مع وزارة الزراعة في تنمية منطقة حلايب وشلاتين وإنشاء الصوبات الزراعية وكذلك توقيع بروتوكول مع محافظة القاهرة لإنتاج كاميرات المراقبة الأمنية والمرورية وتركيبها في 250 تقاطعا كمرحلة أولي وتم تنفيذ 80% من المشروع ليتم تسليم المرحلة الأولي قبل مارس المقبل. كما ساهمت الشركة مع وزارة الصحة في تطوير 31 مستشفي وكذلك مع وزارة التموين حيث قامت بتطوير المكاتب الإدارية التابعة للوزارة وميكنتها فضلاً عن مشاركتها مع وزارة الثقافة في تطوير 40% من المسارح وقصور الثقافة ويجري العمل حالياً في تطوير متحف جمال عبدالناصر علي أن يتم تسليمه أول مارس المقبل كما تعاونت الشركة مع وزارة البحث العلمي وهيئة الاستشعار عن بعد لتصنيع كاميرا استشعار عن بعد لعمل المسح للأراضي سطحياً وداخلياً لخدمة الأغراض المدنية. وإيماناً من الشركة والقوات المسلحة عموماً بمسئوليتها المجتمعية فإنها تقوم باحتضان الشباب أصحاب الاختراعات والأفكار الهادفة وتوجيههم وصولاً إلي منتج نهائي يساهم في تنمية المجتمع وخدمة الاقتصاد المصري لتبقي القوات المسلحة يداً تبني ويداً تحمل السلاح.