فجر غرق معدية ديروط المحمودية التي تربط سنديون فوة كفر الشيخ مساء الجمعة وحمولتها التي راح ضحيتها 15 شخصا علي الاقل في أحضان نيل رشيد وكأن المحافظتين تتقاسمان الاحزان معا ملف معديات الموت المنتشرة بطول النهر من كوم حمادة وايتاي البارود وحتي شبراخيت والمحمودية والرحمانية وانتهاء برشيد وبترع الرياح البحيري بكوم حمادة والناصري بمركز بدر وترع المحمودية والخندق بكفر الدوار وابو حمص ودمنهور والتي تتجاوز المئات من المراكب والقوارب واللنشات التي يستخدمها المواطنون في تنقلاتهم اليومية لأراضيهم ومستشفياتهم ومدارسهم وافراحهم في الضفة الثانية من النهر حتي الموتي غير عابئين بتوافر شروط السلامة ومعدات الانقاذ أو الاطفاء أو حتي تراخيصها في ظل غياب كامل من الجهات المنوط بها المراقبة والمتابعة وغياب الضمير وسيادة الجشع والطمع والفوضي كونها الوسيلة الوحيدة والاساسية للنقل لبعد الكباري وعدم وجود سيارات تعمل أوطرق ممهدة حتي رغم وجود اتوبيس نهري بمنطقة دون الاخري أو لسيادة ثقافة الاستسهال في كل شئ. يقول محمد الوزان صياد بالمحمودية تقع كل نهاية اسبوع حوادث المعديات والمراكب بفرع نهر النيل برشيد امام قري المحمودية في ديروط وفزارة والمدينة نفسها وقري ايتاي البارود نكلا العنب وشبراخيت وكوم حمادة وبالرياح البحيري وترعتي الحاجر والنوبارية والشيخ زايد والمحمودية بكفر الدوار وابو حمص ودمنهور وذلك لعدم صلاحية المراكب وحمولتها المضاعفة وقيادة الصبية وعدم وجود اشتراطات الامن والسلامة الملاحية وغياب الرقابة والمتابعة من قبل شرطة المسطحات المائية أو الشرطة والوحدات المحلية والمحافظات التابع لها النيل وهيئة النقل النهري لكونها بالقاهرة ولاتوجد لها فروع بالمحافظات باستثناء فرع حماية النيل. الكباري ولا تكفي يقول علي ناجي مزارع من المحمودية رغم وجود كباري علي النيل كالجدية والمحمودية فوة للسيارات وعودة الاتوبيس النهري للعمل مرة اخري برشيد بعد توقفه عام 2000 لخسارته الا ان الأهالي يستسهلون ركوب المعديات لبعد كوبري الجدية أو المحمودية عن قراهم كما ان العبارة أو الاتوبيس التابع للوحدة المحلية برشيد يظل لفترة طويلة حتي يتم التحميل للركاب بل والسيارات والجرارات و الموتي حيث يفضل اهالي الوقف الدفن في مدافن ابومندور الاثري برشيد ويخشي الاهالي سقوطها عليهم ولا تعمل ورديات بل فترة صباحية فقط نتيجة لشدة البرودة وسوء الاحوال الجوية ولاتلبي احتياجاتهم اليومية خاصة ان مدن المحمودية ورشيد تعتبر سوقا لهم. أكد محمود إبراهيم موظف علي وجود حملات متعددة من المسطحات لضبط المعديات والمراكب المخالفة العاملة في المجاري المائية الا انه ما ان تنتهي الحملة من مأموريتها حتي تعود مرة اخري المعديات لعملها في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية وبرغم انفاق الملايين من الجنيهات علي الشواطئ والكباري الا انها تقام دون دراسة جادة وحقيقية بمواطن الكوارث علي النيل وبالترع والمجاري المائية التي تعمل بها معديات لنقل المواطنين بمدن كفر الدوار والمحمودية وأبوحمص ورشيد وشبراخيت والرحمانية وكوم حمادة ومركز بدر ووادي النطرون والنوبارية. محمد فليفل مزارع لايقتصر نقل المواطنين فقط في المراكب والمعديات بل يتم نقل المواشي والدواب والطيور والحاصلات الزراعية حتي الموتي يتم توضع جثثهم في المراكب لدفنها بابو مندور خاصة اهالي قري الوقف البحري. ولازالت الكارثة قادمة يقول رجب متولي من المحمودية رغم عدم مرور ساعات قلائل علي دفن 3 ضحايا من ابناء ديروط بمقابر القرية لاتزال عشرات المراكب والمعديات تعمل بالنيل والرياحين وترع المحمودية وغيرها ناقلة المواطنين من مطوبس لرشيد ومن فوة للمحمودية ومن ايتاي لكفر الزيات وبمركز بدر والبريجات وعلقام وأبوالخاوي كوم حمادة ومكدسة بحمولة تزيد علي 30 عاملا زراعيا خاصة بالمناطق الصحراوية والغريب ان بعض المعديات تستغل الفترة المسائية في الاعمال المنافية للاداب وتعاطي المخدرات ونقل الزريعة السمكية المحظور صيدها. يؤكد محمد بدري موظف ان حادثة سنديون ليست الاولي ولن تكون الاخيرة طالما ظل الاهمال واللامبالاة وتضارب الا ختصاصات وغياب الرقابة والضمير علي اصحاب المراكب العشوائية مشيرا إلي ان المراكب والمعديات بالنيل والرياحات والترع تفتقد لكل ضوابط السلامة الملاحية ولا توجد بها أدوات انقاذ وعدم التزامها بالحمولة أو عدد الركاب خاصة انها تمتلئ بالركاب عن اخرها وعلي حافتها وسوء المرسي مشيرا إلي انها قديمة ويصل طولها إلي 7 أمتار والعرض متران يتزاحم جزء منهم علي حافة المركب والآخرون بداخله ونظرا لجشع البعض يقومون بتكديس العشرات من الركاب بها خاصة في أوقات الذروة وخروج الموظفين من عملهم وأيام السوق والمناسبات مما يجعل المركب يغوص في المياه ناهيك عن الصبية الذين يقودون هذه المراكب ويتسابقون في المياه للوصول إلي البر الثاني للفوز بالحمولة خاصة ان المسافة ما بين الضفتين لا تزيد علي 500 متر عرض النهر بين مطوبس ورشيد أو فوة والمحمودية والأجرة لا تزيد علي جنيهاً ولا تستغرق الرحلة سوي 15 دقيقة أو 10 دقائق فقط. سعيد العزازي "موظف" الاهالي بقري فوة ومطوبس يستخدمون المعديات بصفة يومية لقضاء مصالحهم واحتياجاتهم سواء كانت صحية أو تعليمية أو تجارية أو حتي لاستقلال سيارات من موقف المحمودية للسفر إلي دمنهوروالاسكندريةوكفر الدوار خاصة ان الطريق الموصل لمركز مطوبس ضيق جداً وغير ممهد وتبعد مطوبس عن محل اقامتهم بأكثر من 20 كيلو مترا ولا توجد سيارات تليق بالبني آدمين تعمل علي هذا الخط التي غالبا ما تكون نصف نقل وجرارات وتزيد الاجرة علي 5 جنيهات ذهابا. ويطالب إبراهيم حمدي حمزة المحامي بانشاء كباري بمناطق المعديات خاصة علي الرياح البحيري امام قري علقام ودمشلي والصواف وأبوالخاوي وكافة قري الساحل والبريجات بكوم حمادة وفرع نهر النيل وربط القري ببدر خاصة ان حياتهم اليومية مرتبطة بالبر الثاني وتكثيف الرقابة علي المعديات والمراكب بالنيل والترع أشار إلي وجود العديد من الوحدات النهرية المرخصة وغير المرخصة بفرع نهر النيل برشيد والرياح البحيري والناصري والنوبارية موضحا ان بعض المعديات مرخصة امام كفر بولين وزاوية البحر وأبوالخاوي وعلقام ودمشلي والبريحات والاخماس والكيلو 7 علي ترعة النوبارية والفار من هيئة النقل النهري بناء علي طلب المحليات الا ان المتابعة علي باقي المعديات غير المرخصة وغير جادة ومطلوب الاهتمام ببناء هذه المعديات والمراسي الخاصة بها منعاً لحدوث كوارث يروح ضحيتها الابرياء. أرمنت.. والاسطول النهري اوضح مصطفي جويلي خبير بحري انه تفادياً لكثير من العوار الذي صاحب بناء كثير من السفن والمراكب والمعديات قامت هيئة قناة السويس ببناء ترسانة بأرمنت بهدف بناء أسطول نهري خاصة بعد تجهيز الممر النهري بين محافظتي الاسكندرية وأسوان وتجهيزه بالشمندورات وتوقيع الممرات الملاحية علي خرائط نهرية وانشاء مدارس عن طريق النقل النهري لتخريج البحارة النهريين للعمل علي الوحدات حرصاً علي أرواح الركاب وعدم تعريض حياتهم للخطر مطالبا بانشاء هيئة للسلامة النهرية علي غرار هيئة السلامة البحرية وتكثيف الحملات التفتيشية علي ترسانات بناء الوحدات النهرية. من جانبه يكشف وهدان السيد المتحدث الرسمي للمحافظة عن قرار محافظ البحيرة من 3 شهور بمنع عمل المعديات في النيل لسوء الاحوال الجوية فمثلاً ضبط اكثر من 50 معدية ومركباً عاملة بفرع نهر النيل برشيد وشبراخيت والرحمانية المحمودية وترعة المحمودية بابو حمص وكفر الدوارودمنهور والرياحين البحيري والناصري في حملات مكبرة من 4 أيام تضم شرطة المسطحات وحماية النيل والحماية المدنية والوحدات المحلية لعدم وجود تراخيص لها او وسائل الامان وحمولة زائدة.