ضع اناء فارغاً تحت صنبور مياه غير محكم الغلق أو بعيب داخلي يتسبب في تسرب نقطة مياه كل ثانية منه أو مع كل نبضة قلب شخص بالغ مثلا وعاير بالتقريب كمية المياه المتجمعة بالإناء بعد ساعة وستندهش من زيادة حجم المياه المتجمعة بالإناء علي اللتر ثم قدر عدد الصنابير التي لا نعتني بغلقها أو المعيبة بتسرب المياه منها علي مستوي القطر كله والتي تقدر بالملايين وستجد أنها تهدر مئات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه النقية في السن فضلاً عن صور الإهمال والإهدار الأخري كترك الصنابير مفتوحة لحين احضار ما سنغسله تحتها أو تشغيل غسالات الملابس والأطباق لبضع قطع أو المستأنسين بصوت خرير المياه خلال حلاقة ذقونهم أو غسيل أسنانهم أو المتجاهلين ضرورة التبسط في كم المياه اللازمة للوضوء الشرعي والتي تصل للنهي عن الإسراف في المياه ولو علي شط نهر خلافاً مع ما يتم إهداره بالمصالح الحكومية والمدارس والأندية أو ما يساء استخدامه لرش الشوارع أو غسيل السيارات وغيرها والتي لو أضفناها لسابقاتها لتعدت الملياري متر مكعب في السنة ولمكنت من تغذية مدينة أخري كالعاصمة الجديدة بالمياه النقية أو حدت علي الأقل من صراخ مناطق وقري لا تصلها تلك النقطة وذلك ليس فقط لخفض قيم الفواتير ولكن الحد من دعم المياه أيضاً. والغريب أن كثيرا من تلك العادات السيئة أو التجاوزات المقيتة للأسف يحدث علي المستوي السكني خاصة في العقارات المتعددة الوحدات المركب بها عداد مياه واحد لحساب الاستهلاك الكلي لوحداته فيرتفع نصيب الوحدة من قيمة الفاتورة لغياب روح الجماعة من جهة ولدخول النسبة الأكبر من الاستهلاك في الشرائح الأعلي سعراً "برغم أنه يمثل ظلماًَ بينا لعدم إفادة كل أسرة أو وحدة سكنية بالإعفاء المقرر لها". وإذا كنا نناشد الجميع بترشيد الاستهلاك ومراجعة السلوكيات وإصلاح الأجزاء المعيبة والتي لا تتطلب مهارة كبيرة بخلاف بعض العدد البسيطة لابدالها وياحبذا لو تعاونت أجهزتنا الإعلامية لإرشاد المواطنين لعمل ذلك وإعادة النظر في حساب قيمة الفوواتير للوحدات ذات العداد الواحد بمضاعفة الشرائح الدنيا بحسب وحداته لتحقيق العدالة التي هي غاية وأمل أي مخلوق قبل لقاء ربه.