** يجمع المراقبون علي أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تسير في اتجاه معاكس فيما يتصل بالمسألة السورية. فقد بدا وأضحا أن قوات التحالف الدولي التي واصلت عملياتها فوق الأراضي السورية منذ ما يقرب من عام لم تحسم المعركة ودعونا نعترف ان الثورة السورية التي اندلعت منذ خمس سنوات قد تم إعدامها مبكرا بدعم مادي عربي ودعم لوجستي تركي فإذا بالتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة يؤكد بتردده وممارساته المسرحية انه يقف وراء دعم الإرهاب وليس تصفيته.. الأمر الذي دفع روسيا الاتحادية إلي دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة موسكو وفور الإعلان عن خبر الزيارة ظن بعض المحللين انها رحلة اللاعودة علي طريق الخروج الآمن ولكن عودة الرئيس السوري إلي دمشق أكدت للمجتمع الدولي ان الروس حريصون علي حماية النظام السوري خاصة بعد أن نشرت روسيا أنظمة للدفاع الجوي علي الأراضي السورية وكانت المرة الأولي التي تعلن فيها موسكو علي لسان وزير الدفاع عن ارسال أنظمة صاروخية وتشغيلها في سوريا بدعوي حماية قواتها في سوريا ولو كانت الأهداف مشتركة بين واشنطنوموسكو لنجحوا في ايجاد حل سياسي حقيقي من خلال ما سمي مؤتمري جنيف 1. 2 بديلا عن الحل العسكري الذي يستمر لعدة سنوات وفقا لتصريحات قادة التحالف أنفسهم. ** مخطئ من يظن أن حل الأزمة السورية يكمن في الإطاحة بالرئيس الأسد وأن سقوط النظام السوري يعني انتصار الثورة السورية فقد سقط الكثيرون في فخ الفتنة الأمريكية بتأجيج الصراع بين السنة والشيعة واشعال حرب طائفية أتت علي الأخضر واليابس وغيبت الأمن وأضاعت الأمان وكم تورطت الدول الخليجية في عملية تدمير وتخريب سوريا الشقيقة وانفقت عشرات المليارات من الدولارات علي دعم الجماعات التكفيرية علي الأراضي السورية بدعوي مواجهة إيران والتصدي للمد الشيعي وواقع الحال أن سيطرة الشيعة علي سوريا - حديث إفك - فهناك 38 طائفة في سوريا وأغلب الشعب السوري من الطائفة السنية وزوجة الرئيس السوري - العلوي - من الطائفة السنية أيضا ومن ثم لا يوجد هناك صراع ديني أو طائفي بدليل ان بطاقات الهوية السورية ليس بها خانة للديانة ولكن المشروع الصهيو-أمريكي القائم علي اشعال الفتنة الطائفية لتقسيم الدول العربية استغل دول الخليج العربية واستثمر أموالها في تنفيذ مخططه دون أن ينفق دولارا واحدا ضاربا عرض الحائط بالعروبة والإسلام. ** علينا ألا ننساق وراء الغرب في شيطنة حكامنا فالرئيس السوري في موقف لا يحسد عليه وهو يري المشهد من قريب وبوضوح ويصر علي المقاومة حتي الرمق الأخير في مواجهة سيناريو التقسيم من ناحية ودعاوي الخيانة والدموية والاستبداد من ناحية أخري وهو الأقدر علي رصد الأخطار المحدقة بوطنه والقوي التي تستهدف نظامه وتصر علي انهاك جيشه وتفتيته وفي ظل نضاله يصر الشعب السوري علي مقاومة الإرهاب ويقدم درسا في الصمود في مواجهته المتكالبين علي بلاده للحفاظ علي ما تبقي من مؤسسات الدولة حتي لا تسقط البلاد في قبضة التكفيريين وصدق أو لا تصدق أن الدوري الكروي السوري لم يتوقف وان المنتخبات السورية وفرق الأندية السورية منتظمة في المنافسات القارية والدولية وفي مسابقة كأس العالم للناشئين التي استضافتها شيلي بمطلع الشهر الحالي كان منتخب سوريا للناشئين هو المنتخب العربي الوحيد في المسابقة. ** آخر الكلام : أرادت روسيا الاتحادية بتدخلها العسكري السافر في سوريا ارسال ثلاث رسائل إلي المجتمع الدولي: * الرسالة الأولي: ان أمريكا لم تعد القطب الأوحد. * الرسالة الثانية: ان النظام السوري سوف يستمر ولن ينهار. * الرسالة الثالثة: ان إسرائيل دولة صديقة لأن روسيا ليست هي الاتحاد السوفيتي الذي كان يساند القضايا العربية في الحقبة الناصرية.. جدير بالذكر ان اليهود الروس الذين هاجروا إلي فلسطينالمحتلة عام 1991 يزيد عددهم علي مليون روسي يهودي تولي كثير منهم مواقع قيادية ومهمة في الكيان الصهيوني وكانوا أشد قسوة في مواجهة الفلسطينيين وقمع انتفاضاتهم..!