لا شك أن الأمطار التي شهدتها بعض المحافظات المصرية خلال الفترة الماضية كشفت أداء المحافظين والوزراء المعنيين.. ونوابهم ومساعديهم.. تجمعت مياه الأمطار وفشلوا في تصريفها نتيجة جلوسهم الدائم في مكاتبهم الوثيرة والمكيفة.. فكانت النتيجة العديد من الوفيات والمفقودين والمصابين.. وتضرر البعض في منازلهم ومحلاتهم وأراضيهم وأموالهم.. ولأول مرة نشاهد المراكب وقد أصبحت وسيلة نقل للمواطنين. نعم.. أكدت الأمطار كذب الصورة التي صدرها نظام المخلوع مبارك في إنفاق العديد من المنح والقروض في مشروعات البنية التحتية.. كما أكدت عدم وجود خطط للحكومة سواء وزراء أو محافظين في التعامل مع الكوارث الطبيعية.. علماً بأن احتمال سقوط الأمطار بهذه الكثافة شيء وارد بسبب التغيرات المناخية.. ورغم ذلك لا حياة لمن تنادي وكأن أعضاء الحكومة وقد ذهبوا في نوم عميق.. واستيقظوا علي وقع الكارثة فاكتفوا بامتصاص غضب المواطنين. مازال المواطن المصري تائه بين كلام أعضاء الحكومة في وسائل الإعلام وبين الواقع الملموس.. وبين الطموح المأمول.. فهو لا يشعر بجديد في الأمور الحياتية.. فمازال الفساد يستشري.. والتلاعب بالأسعار مستمر.. وتدني الخدمات قائم.. مازال المواطن يبحث عن الوساطة والمحسوبية لتلقي العلاج وإيجاد سرير في مستشفي لإجراء جراحة.. مازالت أزمة المرور واستفحال إمبراطورية الفتونة في قيادة الميكروباصات التي تسير معظمها بلا لوح وأرقام.. ومازال الانتظار الخاطيء لسيارات في الشوارع تحت رعاية رجال المرور.. مازالت القمامة تملأ الشوارع.. والأتربة تغطي الأسفلت.. والمقاهي تحتل الأرصفة والشارع.. والدروس الخصوصية تلتهم كل ميزانية الأسرة من خلال إمبراطورية عجزت وزارة التعليم عن القضاء عليها.. والباعة الجائلون منتشرون في الشوارع والميادين حتي في الأماكن التي أعلنت الحكومة عن نقل الباعة منها. زرت خلال الأيام الماضية بعض المدن والقري بمحافظات مصر بدعوة من بعض مرشحي مجلس النواب القادم لاصطدم بالواقع المؤلم.. هذه القري مازالت تعيش في العصور الوسطي.. الفقر هو سيد الموقف.. والحاجة والعوز هما محور الحوار.. مازال الوصول لبطاقة التموين أمل قد يكون صعب المنال.. أزمات أنبوبة البوتاجاز قائمة.. هناك تدني في معظم الأماكن بل حرمان من الخدمات العامة والبنية التحتية.. قد تكون إن لم يكن أصبحت أرضاً خصبة للفكر المتطرف ومعقل للإرهاب بعد أما عانت من التهميش واستشعر أبناؤها بالدونية والقهر.. وتحولت طاقاتهم من الحماس إلي اليأس والاحباط.. وحل بها الفكر المتطرف بحثاً عن التنمية الموعودة من قيادات هذا الفكر وانتشال أبناء هذه القري والمدن من البطالة.. مازالت هناك قري تعاني من عدم صلاحية مياه الشرب وتشتري المياه بالجراكن.. وافتقادها لشبكات الصرف الصحي والطرق الممهدة والمواصلات.. واستشعر المواطن تخلي الحكومة عنه في الوقت الذي تغازله قوي أخري سعيت إليه وزرعت أفكارها الهدامة داخله. هناك قري محاصرة بالتلوث سواء من الصرف الصحي أو الزراعي فانتشر الفشل الكلوي.. وأمراض الكبد وأصبح المواطن في هذه القري معتلاً ومريضاً غير قادر علي الإنتاج في وقت تحتاج مصر فيها إلي كل جهد لتحقيق برنامج التنمية الشاملة الذي يقوده الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يؤكد دائماً أنه لن يبني مصر إلا بسواعد أبنائها.