بعد أن كشفت إثيوبيا عن حقيقة نواياها بالنسبة لاستكمال بناء سد النهضة الإثيوبي وأصبح هذا السد قضية كبيرة وخطيرة بالنسبة لمصر والسودان. فلابد أن يكون لنا موقف حازم تجاه ما يجري في إثيوبيا. إن المؤامرات حول سد النهضة ليست إثيوبية فقط لكنها محاولات من جانب بعض الدول الأوروبية إلي جانب إسرائيل والتي تحرِّض ضد المصالح المصرية بالنسبة لمياه النيل. لقد كان موقف الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات حكيماً في قراره وموقفه من هذه المؤامرة ضد مصر وشعبها. وهدد إثيوبيا عند إصرارها علي بناء السد وما يمثله من خطر علي مياه النيل وحياة الشعبين المصري والسوداني. وكان أنور السادات يشعر بالخطر من هذا السد بالنسبة لمصر والسودان. وما قاله الرئيس الأسبق أنور السادات ضد هذا السد هو أن هذا السد خطر علي مصر والسودان لأن النيل هو شريان الحياة للبلدين مصر والسودان. للأسف الشديد ظل مشروع سد النهضة الإثيوبي بعيداً عن الرأي العام في مصر إلي أن بدأت إثيوبيا في طلب استعانة من الدول الأوروبية الخارجية في إقامة هذا السد. بالنسبة للشعب المصري والشعب السوداني ظلا في حالة غيبوبة إلي أن كشفت إثيوبيا عن حقيقة نواياها في بناء هذا السد الذي يحرم مصر والسودان من حصتهما من مياه نهر النيل. حكمة السادات كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات حكيماً في قراره بتهديد كل من يوقف مياه النيل عن مصر والسودان وحرمانهما من حصتهما في مياه النيل. حاولت مصر عن طريق التفاهم الودي مع حكومة إثيوبيا توقيف هذا المشروع ولكن الجانب الإثيوبي أصر علي عدم وقف بناء هذا السد مدعومين من بعض الدول الأوروبية وإسرائيل عدوة العرب الأولي. لقد بدأت اجتماعات الجولة التاسعة للجنة الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي في القاهرة وسط أجواء من الإحباط من جانب بعض الدول. لقد أصر الجانب الإثيوبي علي عدم وقف الإنشاءات في سد النهضة وأكدت مصر أنها لن تقبل أن ينفرد مكتب استشاري واحد. وكلنا أمل في التوصل إلي اتفاق بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا بالحفاظ علي حصة كل بلد من البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.