دفع مندوب مبيعات عينيه ثمنا لشهامته بعد أن شاهد لصين يخطفان حقيبة إحدي السيدات أثناء سيرها في شارع فيصل في وضح النهار فقام بمطاردتهما بسيارته حتي تمكن من إيقاعهما من علي دراجة بخارية كانا يستقلانها وحاول الامساك بهما إلا أن احدهما أطلق الخرطوش عليه فتسبب في فقد عينه اليمني واصابة اليسري بشظايا. قام الأهالي بابلاغ الشرطة التي حضرت وقامت باستدعاء سيارة الإسعاف لنقله إلي إحدي المستشفيات في محاولة لإسعافه وفور اخطار الوزير مجدي عبدالغفار بالواقعة كلف قطاع الخدمات الطبية بنقله إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة وتحمل الوزارة نفقات علاجه تقديراً لشهامته وبطولته في مطاردة اللصوص. الواقعة دارت أحداثها في التاسعة من صباح أول أمس حيث كان حسن طه محمد خليل "47 سنة" مندوب مبيعات في إحدي شركات التجميل متواجدا في شارع فيصل لتسليم بضائع لعملاء الشركة التي يعمل بها. فوجئ حسن بشابين يستقلان دراجة بخارية قام احدهما بخطف حقيبة يد من إحدي السيدات أثناء سيرها الأمر الذي تسبب في سقوطها أرضا لترتفع صرخاتها طالبة النجدة. بلا تفكير أدار محرك سيارته وانطلق لمطاردتهما في مشهد جسد بطولة مطلقة حتي تمكن بالفعل من الإيقاع بهما أرضا بعد محاصرتهما ثم نزل من السيارة محاولا الإمساك بهما إلا أن طلقة الغدر كانت أسرع منه. أخرج أحد المتهمين فرد خرطوش من طيات ملابسه ووجهه في اتجاه مندوب المبيعات الشهم لتخرج طلقة من علي بعد متر تستقر في وجهه لتسيل دماؤه علي الارض ويسقط مغشيا عليه في الوقت الذي تمكن المتهمان من الهرب دون أن يجرؤ احد علي اعتراضهما خوفا من السلاح الذي بحوزتهما. ظل حسن ملقي علي الارض ينزف الدماء حتي حضر رجال الشرطة وقاموا باستدعاء سيارة الإسعاف ونقله إلي مستشفي الهرم بعد أن اغتالت طلقة الغدر نظره وتسببت في تصفية عينه اليمني تماما وإصابة اليسري بشظايا إلي جانب جروح متفرقة في جميع أنحاء الوجه. في مستشفي الهرم تبين للأطباء خطورة الحالة الأمر الذي استدعي نقله إلي مستشفي قصر العيني ليتم عمل الإسعافات اللازمة له وأثناء ذلك فوجئت أسرته بحضور ضابطين وابلغوهم أن وزير الداخلية قرر علاجه علي نفقة الوزارة تقديراً لموقفه الشجاع في مطاردة المتهمين وتكليف رجال المباحث بتكثيف التحريات لضبط المتهمين الهاربين. ويقول رضا طه "37 سنة" ميكانيكي شقيق الضحية أنه علم بالحادث من أحد المواطنين الذي اتصل من هاتف شقيقه عقب اصابته وأبلغ زوجته بأمر الاصابة ونقله للمستشفي فهرعوا إلي هناك وعلموا بتفاصيل الواقعة. ويصمت والدموع في عينيه لما آل إليه حال شقيقه ثم يستطرد حديثه بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل" لقد ضاع مستقبله ومستقبل أبنائه السبعة فالضحية متزوج وله 7 أبناء اكبرهم مريم طالبة في كلية الحقوق واصغرهم خالد سنتين وهو العائل الوحيد لهم. وقدم الشكر لوزارة الداخلية علي رعاية شقيقه وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له حيث أخضع لعملية جراحية ومازال محتجزاً تحت الرعاية في قسم الجراحة.