رغم قسوة ماحدث في الإسكندرية وتبعات الكارثة المدمرة للمدينة وسكانها إلا أنها جاءت كناقوس الخطر ليحذر الحكومة والمواطنين من مخاطر التغيرات المناخية القادمة لا محالة وأن الكوارث الطبيعية اصبح لها عنوان دائم في مصر. ولابد من اتخاذ إجراءات فورية لمواجهتها. الحقيقة أن هذه الكارثة لم تكن بعيدة عن توقعات علماء وخبراء المناخ في مصر بل كثيرا ما اطلقوا صيحات التحذير للحكومة من ضرورة الاستعداد وأن الخطر قادم والمتمثل في الامطار الغزيرة والسيول علاوة علي ارتفاع سطح البحر المتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الارض والذي يهدد بغرق مواقع بعينها في الاسكندرية والساحل الشمالي والدلتا ولكن للاسف التجاهل دائما هو سيد الموقف الصادر عن الحكومة فكما تعودنا دائما حكومتنا لا تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة. الكارثة الاعظم أن المخاطر التي حذر منها العلماء في مصر والعالم ثبت انها اقل واخف مما يحدث علي أرض الواقع بل وتتفاقم الكوارث يوما بعد يوم فعلي مدي العشر سنوات الماضية حدثت في العالم حوادث جامحة مثل السونامي الذي اجتاح مناطق عديدة في العالم وكانت مفاجأة واكبر من قدرات الحكومات والاجهزة المحلية لعدة اسباب منها أن الكارثة جاءت مبكرة عن التوقيت المتوقع لها أو قد تأتي في وقتها ولكن بدرجة اشد قسوة مما هو متوقع لها. علي الحكومة أن تستفيد من الدروس التي تركتها كارثة غرق الإسكندرية أولا بالاهتمام برأي العلماء الذين حذروا من غزارة الامطار والسيول المتوقعة هذا العام وصدر بها بيان من مركز الحد من الكوارث التابع لمجلس الوزراء وتم اعتماده من أمين عام مجلس الوزراء في شهر سنتمبر الماضي وتم توزيعه علي جميع المحافظات ولم يهتم به احد من المحافظين ودفعت الإسكندرية ثمن هذا الاهمال والتجاهل. علي الحكومة مراجعة مشروعات التنمية السياحية المقامة علي سواحل مصر للتأكد من سلامة وامان المواقع بعيدا عن مخرات السيول والمناطق الهشة بيئيا وأن تعيد النظر في مشروع استغلال الرمال السوداء بسواحل الدلتا وجميعها مناطق هشة بيئيا ومهددة بالغرق. علي الحكومة أن تستعد بأعداد أماكن بديلة ينتقل اليها سكان المناطق بالغرق وأن تقيم معسكرات في اماكن بعيدة عن السواحل لاستقبال ضحايا التغيرات المناخية وأن تعيد النظر في الخريطة الزراعية لمصر لان بالفعل خريطة الامطار ومواعيدها تغيرت وهذا يستوجب الاتجاه لمحاصيل زراعية تتناسب مع المناخ من حيث تحمل الجفاف والملوحة وتحتاج لكميات اقل من المياه. ما ذكرته قليل جدا مما يستوجب علي الحكومة القيام به والاستعداد من خلاله لمواجهة المخاطر المتوقعة والقريبة جدا للتغيرات المناخية.