اهتمت الدوائر السياسية العالمية والاقليمية بالزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلي دمشق ولقائه بالرئيس بشار الاسد واجتماعه مع نظيره السوري وليد المعلم.. الاهتمام العالمي بالزيارة أولا انها كسرت القطيعة الخليجية وعواصمها الست لدمشق.. وثانيا ان اللقاء المفاجئ وهي طبيعة ذكاء دبلوماسي يعرفه المتابعون للتحرك العماني ان اللقاء جاء لقاء فيينا الاخير وقبل ساعات من لقاء باريس امس "الثلاثاء" ففي الاول غابت ايران ومصر والأردن وفي الثاني غاب ضلع رئيسي في الأزمة وهو موسكو.. الرسائل الزكية التي حملها ابن علوي في لقاء الأسد تؤكد ان هناك مناخا جديدا في التعامل مع الأزمة في ظل التحرك الأخير من زيارة بشار لموسكو.. واتصال بوتين الاثنين الماضي بالملك سلمان بن عبدالعزيز.. ونجاح التحرك الروسي في مكافحة الإرهاب كطرف اصيل وليس مجرد شاهد يعكس ان هناك متغيرا ما لحق الأزمة بثوابت لا تغيب عن رسائل ابن علوي ان الشعب السوري هو صاحب قرار بقاء أو رحيل الاسد.. اما الرسالة الأهم في كسر طوق الخطر الخليجي علي دمشق في زيارة ابن علوي هو ان بن صلالة لا يتحرك إلا بملفات ناجحة ورسائل واضحة واهمها وحدة سوريا وضرورة مكافحة الإرهاب ومواصلة هذا الكفاح بتعاون الجميع واولها تجفيف منابعه وتمويله الذي ليس بعيدا عن اطراف خليجية.. وقد اكد ابن علوي إن بلاده مستمرة في بذل المسعي الممكن في ايجاد مخرج وحل للأزمة.. قالت مصادر ل "الجمهورية" إن زيارة بن علوي إلي دمشق سبقها اشارات دبلوماسية بين سلطنة عمانوسوريا.. وتشير الدوائر المختلفة اقليميا وعربيا ان ابن علوي بهدوئه وحكمته القادر علي التعامل مع المعارضة السورية في الخارج والداخل وله تجارب كثيرة في هذا الاطار منذ عام 70 إلي اليوم فهو رجل حل "العقد" في الخليج وإذا تكلم يسمع له وإذا ابتسم بدبلوماسية فهو يرسل كبسولة هنا أو هناك ولا يعرف الكلام بقدر ايمانه بالفعل ومن هنا كان الاهتمام العالمي بزيارته لدمشق.. ولا يغيب عن المتابعين زيارة وزير الخارجية السوري إلي سلطنة عمان قبل أكثر من شهرين والتي اتفق خلالها علي انه آن الأوان لوضع حد لهذه الأزمة. ومما يعطي أهمية أكثر انتظارا للنتائج وان مسقط لم تقطع علاقاتها مع دمشق وتتمتع بعلاقات قوية مع ايران وهذا وضح في وساطاته في الافراج عن الامريكية التي كانت محتجزة بايران عام 2010 سارا شاورد وكذلك الافراج عن الدبلوماسي الايراني الذي كان موقوفا في لندن نصرة طاجيك. وتؤكد مصادر دبلوماسبة ان الافكار والمبادرات التي طرحها الرئيس بوتين وما تمخض عنه اجتماع فيينا كان علي طاولة لقاء الاسد وبن علوي الذي تؤكد المصادر ان الأيام القليلة القادمة ستشهد مكوكية إلي دمشق في اطار تحرك دولي واقليميِ تقوده روسيا لانهاء الأزمة يتركز علي أسس في مقدمتها مكافحة الإرهاب في المنطقة.. كما تؤكد المصادر ان هناك لقاءات دولية ستضم الاطراف العربية الفاعلة في الأزمة بينها مصر والاردن والعراق ستعقد قريبا للوصول إلي صيغة تدعم الحل السياسي في ضوء مشاركة اطراف أخري مهمة اقليميا وعربيا في تمثيل اكثر اتساعا. وبالرغم من ان دوائر وزير الخارجية العماني لم تدل بأي من التصريحات وتؤكد الشواهد ان رجل الوساطات الناجحة اطلق "خنجرا" عمانيا في وجه القطيعة الخليجية لدمشق وبتأكيده حرص بلاده علي وحدة سوريا وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.