قالت صحيفة العرب اللندنية، إن الجهات الإقليمية والدولية الداعمة للحل السياسي في سوريا حرصت على إيجاد وسيط ينجح في تحويل الأفكار المطروحة خلال هذه الأيام إلى نواة لحوار ولقاءات بين مختلف الأطراف المعنية. وحضر الوسيط العماني الآن ليقوم بالدور المطلوب، مستفيدا من تجارب ناجحة للسلطنة، وذلك على هامش الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى دمشق والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مراقبون إن سلطنة عمان هي الأقرب لأداء هذه المهمة لعلاقاتها المميزة بمختلف الأطراف، ولقدرتها على أن تكون همزة الوصل بين دول الخليج بما فيها قطر، وبين روسياوإيران والولايات المتحدة. وأشاروا إلى أن وسطية السلطنة تجاه النزاعات الإقليمية ترشحها لأن تحتضن اللقاءات التي ستجمع بين ممثلي نظام الأسد والمعارضة القريبة منه، من جهة، وبين المعارضة السياسية أو المسلحة من جهة ثانية، وذلك لتدارس الجوانب التنفيذية التي تقدمت بها القوى الإقليمية المعنية والقوى الكبرى قبل الدخول في المرحلة الانتقالية التي قد تتوج بتنحي الأسد، فضلا عن لقائهم بمختلف المسؤولين الأجانب وممثل الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا. وتأتي زيارة المسؤول العماني إلى دمشق في وقت نجحت فيه روسيا في طمأنة مختلف الأطراف المعنية بالملف السوري بأن تدخلها هدفه تحضير الأجواء الملائمة للبدء في حوار سياسي جدي يفضي إلى حل للأزمة السورية، وفي وقت بدا فيه الأسد مقتنعا بأن روسيا، التي أنقذته من نهاية ربما تكون مهينة، لا يمكنها أن تعرّض مصالحها للخطر لأجل بقائه في السلطة. وكانت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأخيرة حول الانفتاح على الجيش الحر والاستعداد لحمايته من هجمات داعش الإشارة الروسية الأبلغ إلى أن الحل السياسي قد انفتحت أبوابه بجدية، وأن الأسد ربما يكون قد تم إعلامه في زيارته الأخيرة لموسكو أن عليه أن يتفهم الحاجة إلى التغيير السياسي، ولو بعد حين. ومن شأن بدء اللقاءات في مسقط أن يرسل إشارات جدية إلى الأطراف المعنية بالحل، من المعارضة المعتدلة أو الأطراف الإقليمية الداعمة لها، كما أنه سيدفع إلى كشف المجموعات الرافضة للحل والجهات الخارجية الداعمة لها. واستقبل الرئيس السوري أمس وزير الشؤون الخارجية العماني. وقالت وكالة (سانا) إن الطرفين بحثا "تطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما الحرب على الإرهاب في سوريا والأفكار المطروحة إقليميا ودوليا للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا". وتأتي زيارة بن علوي لدمشق بعد زيارة أجراها وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم لمسقط في أغسطس الماضي. والتقى بن علوي نظيره السوري الاثنين في دمشق وبحث معه "تطورات الأزمة في سوريا وضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب". وكانت مسقط قد احتضنت خلال السنتين الأخيرتين مختلف اللقاءات السرية التي أفضت إلى الاتفاق النووي بين إيران ودول 5 + 1، حيث جمعت بين مسؤولين وخبراء أميركيين وإيرانيين في جلسات متعددة. وشهدت العاصمة العمانية لقاءات مختلفة حول الأزمة اليمنية، حيث استضافت وفودا من فرقاء الأزمة ولقاءاتهم مع المبعوث الأممي، ورتبت لقاءات للمتمردين الحوثيين مع مسؤولين أميركيين.