عكست المداولات بين الأطراف الرباعية في فيينا الجمعة الماضية حول سوريا وضمت وزراء خارجية روسياوأمريكا وتركيا والسعودية أن الفجوة لاتزال عميقة في الرؤية حول حل الأزمة.. وفشلوا في التوصل إلي بوادر حل سريع يرضي أطراف الأزمة سواء الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد أو الأطراف الفاعلة في المعارضة. وفي الوقت ذاته يري متابعون أن الاجتماع الرباعي ينقصه العدد حيث إنه من المهم ضم أطراف فاعلة في ا لمنطقة إليها لها علاقة بالجوار الاقليمي في المنطقة كمصر والجوار السوري كالأردن. وأكد الخبراء أن الملف السوري يحتاج إلي أطراف أخري إضافة إلي رباعية فيينا ليس لحل الأزمة الحالية والحوار بين القيادة السورية والمعارضة السورية وأيضاً مكافحة الإرهاب في سوريا.. وربط المتابعون أن دعوة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف لمصر وإيران للمشاركة في المناقشات حول الملف السوري من البنود المهمة لنجاح أي اجتماعات حول سوريا أولاً لدور مصر الاقليمي في المنطقة وكدولة عضو في جامعة الدول العربية وعضو غير دائم بمجلس الأمن.. وأن القاهرة تمتلك مقدرات مهمة للقيام بدور فعال في حل الأزمة السورية.. وبالنسبة لإيران التي لها تعاون مع سوريا في هذه الأزمة منذ اندلاعها وبالتالي تجاوزها يعقد الوصول إلي حل. وفي الوقت الذي عكست تصريحات لافروف عقب الاجتماعات بصيص أمل حول التوصل إلي حل للأزمة التي يري أن بقاء الرئيس بشار الذي قام مؤخراً بزيارة ناجحة إلي روسيا الثلاثاء الماضي والذي عرض الرئيس بوتين في موسكو أن بقاءه من عدمه بيد الشعب السوري.. وقد أبدي لافروف استعداد بلاده للتعاون مع أمريكا في مكافحة الإرهاب في سوريا والمتمثل من وجهة نظر موسكو في داعش والمعارضة المسلحة.. وكان لافروف قد كشف في مقابلة تليفزيونية مع قناة روسيا "2" أن هناك آفاقاً مهمة لتحقيق تقدم في العملية السلمية في سوريا مستقبلاً. والدعم الروسي لسوريا وصل إلي مدي كبير تحدث عنه مسئولون روس من أنه هناك قوات روسية تعمل كخبراء في سوريا وتعمل بصورة وثيقة مع وحدات الجيش السوري بينها حسب مصادر روسية وحده "ذاسلون" وهي الوحدة المهمة المدربة علي حماية المنشآت الحيوية والعاملين بها. في الوقت الذي أكد متابعون وباحثون أن وجود قوات روسية برية مع الجيش العربي السوري يزيد من دقة الضربات الجوية الروسية ضد الجماعات الإرهابية.. وأن ضربات السوخوي جاءت مثمرة في تعرية داعش ووقف زحفها علي الأرض في سوريا. لكن كثير من المحللين السياسيين يقفون طويلاً أما كلمة بوتين الجمعة الماضي والتي ألقاها في منتدي بطرسبورج الاقتصادي الدولي والتي أكد فيها استعداد بلاده للعمل مع بشار الأسد للتمهيد لحل وإصلاح سياسي في سوريا وتوفير مناخ حقيقي لدي كل سكان سوريا للوصول إلي أدوات السلطة وإنهاء العمليات العسكرية.. ومؤكداً أن التدخل العسكري الخارجي لا يحل الأزمة.. وموضحاً أنه لا يريد أن تصل دمشق إلي حالة بغداد أو طرابلس لذا ندعم الرئيس بشار وحكومته والشعب السوري صاحب الحق في مطالبة الأسد بالرحيل وترك السلطة.. وفي نفس الوقت أعطي بوتين للمعارضة "قبلة" الحياة بحثه لها علي الحوار مع الأسد والعمل من أجل إصلاحات سياسية بناءة. ومن الواضح أن كثيراً من أبناء سوريا يراهنون علي روسيا للخروج من الأزمة التي استمرت منذ 2011 وحتي اليوم وخلفت الآلاف من اللاجئين في أوروبا والمنطقة العربية.. وهناك رضا كبير لدي أوساط سورية من الشعب والجيش علي الدور الذي تقوم به موسكو في مكافحة الإرهاب خاصة داعش والعناصر المتطرفة وهي التي قامت بهذا الدور بناء علي طلب القيادة السورية في 30 سبتمبر الماضي. عموماً لقاء فيينا ليس نهاية المطاف وإن كان الشارع السياسي العربي قد عقد عليه الأمل في فتح الطريق إلي حل سياسي لأزمة طالت أكثر من 4 سنوات.. لكن هناك من يقول إن الرباعية الدولية فشلت في التشكيل فلم تحرز التقدم المطلوب نحو حل سياسي للأزمة السورية وأن غياب مصر عن مثل هذا الاجتماع يعني أن التشكيل فقد ركناً من أركانه.