فوضي.. في التعليم الفني

40% من الكتب لم تصل المدارس.. والصيانة غائبة

شهدت العشرة أيام الأولي من بداية العام الدراسي بمدارس التعليم الفني نظام 3 و5 سنوات والبالغ عددها 1750 مدرسة في التخصصات التجارية والصناعية والزراعية حالة من الفوضي والتخبط خاصة مع إلغاء وزارة التعليم الفني وعودتها للتربية والتعليم حيث يضم القطاع الفني 194 ألف معلم وموظف إداري.
كشفت مصادر ل "الجمهورية" أن هناك جملة من المشاكل تواجه قيادات التعليم الفني ومديري المدارس بدءاً من عجز المسئولين في المدارس عن عمل جداول للحصص الدراسية بسبب عدم انتهاء نشرات النقل والندب في المديريات التعليمية والإدارية إضافة إلي النقص الشديد في معلمي المواد الثقافية خاصة في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات.. كما أن المقابل النقدي الضعيف جعل العديد من المعلمين يعزفون عن الحصول علي الحصص الإضافية.
وبالنسبة للكتب الدراسية فمازال أغلب الإدارات التعليمية لم تحصل علي حصتهم الكاملة من كتب العام الدراسي الجديد حيث لم تزد نسبة الكتب التي وصلت المدارس عن 60% خاصة في مواد تخصصات القياسات والتخطيط والرسم للمدارس الصناعية التي تعاني من عدم وجود منهج حتي الآن.. بالإضافة إلي حدوث توقف بالنسبة للجنة المشكلة بتطوير المناهج والممولة من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف باسم اتفاقية "التفيت 2" أما مدارس التعليم المزدوج التي تضم 27 ألف طالب تقريباً فتعاني من ضعف أداء الوحدات الإقليمية المختصة بإيجاد فرص تدريبية للطلاب التي تنص دراستها علي قضاء ثلاثة أو أربعة أيام من الدراسة في إحدي المصانع الأمر الذي أدي إلي انخفاض نسبة الطلاب بالصف الأول الثانوي في مدرسة لسكو الثانوية الفنية المشتركة إلي 160 طالباً بعد أن كانت نسبتهم وصلت إلي 560 طالباً وطالبة في الصف الأول فقط.
واشتكي معلمو المواد العملية من عدم وجود تجديد لورش العملي التي يحصل بها الطلاب علي حصصهم العملية كما أن مشكلتهم القائمة بسبب قانون 155 مازالت مستمرة بسبب حرمانهم من الحصول علي الوظائف القيادية بالرغم من أن الدكتور محمد يوسف الوزير السابق قد أعد مشروع قانون لاستثناء من ذلك القانون.. أضافوا أن المدارس تعاني من نقص شديد في عمال الخدمات والأمن لدرجة أن مدارس إمبابة الصناعية علي سبيل المثال مخصص لها فرد أمن واحد رغم أنها تضم العديد من الورش قيمتها مئات الآلاف.
كما تعاني المدارس من عدم انتهاء الصيانة في العديد من المدارس بسبب عدم وجود مباني التعليم الفني ضمن خطط المديريات التعليمية التي انفصلت عنها إدارة التعليم الفني وهو الأمر الذي أدي إلي معاناة الطلاب والمعلمين خاصة أن إجراءات المتابعة لعمليات الصيانة التي تجريها هيئة الأبنية التعليمية توقفت مع دمج الوزارة مع التربية والتعليم وتغيير المسئول عن هيئة الأبنية التعليمية.
وفي مشروع رأس المال الذي تبلغ أرباحه 150 مليون جنيه يعاني المسئولون في المدارس التي حصلت علي مشروعات تنفيذية في الجيزة الثانوية الفنية الصناعية من إجبارهم الحصول علي مناقصات وتغريمهم مالياً بسبب أن الفترة المخصصة لتسليم الأعمال قد انتهت.
من جانبه قال الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم في تصريحات ل "الجمهورية" إن أزمة معلمي المواد الثقافية سوف تنتهي خلال الفترة القادمة من خلال إعادة توزيع المعلمين في الإدارات والمديريات خاصة بعد عودة إعادة دمج التعليم الفني مع التربية والتعليم وتحول مسئولية مدارس التعليم الفني إلي المديريات التعليمية.