يضيق صدر بعض الحكومات بالإعلام علي تنوعاته من صحف وفضائيات ووسائل الكترونية مثل فيس بوك وتويتر وغيرهما ولا تتحمل هذه الحكومات نقد وسائل الاعلام لها فتشرع في سن القوانين التي تضيق بها علي وسائل الاعلام متذرعة بحجج وذرائع بعضها حقيقي وأغلبها مزعوم. وغالباً ما تكون الحكومات وانظمة الحكم التي تضيق بنقد وسائل الاعلام هي حكومات وانظمة حكم اعتلت السلطة بطريق غير ديمقراطية أو بديمقراطية غير حقيقية. وتنزعج هذه الحكومات والأنظمة من الوظيفة الطبيعية لوسائل الاعلام وهي "ازعاج السلطة وكشف عوارها" وهي في الحقيقة وظائف تساعد الحكومات والأنظمة الديمقراطية التي تستمع لصوت شعبها ولا تضرها كما تزعم الحكومات والأنظمة غير الديمقراطية.. بعض الفاسدين والمتنفذين في المجتمعات غير الديمقراطية فضلا عن حكومات هذه المجتمعات يريدون من وسائل الاعلام أن تتخلي عن دورها الحقيقي في نقل الحقائق للجماهير ونقل مشاكل الناس وهمومهم للسلطات الي أن تكون مجرد وسائل للتسلية والترفيه وإلهاء الناس وجرهم للانخراط في جدل عقيم حول قضايا هامشية وتافهة والابتعاد عن قضايا المجتمعات الحقيقية الكبري كما تريد الحكومات الديكتاتورية ان تصبح وسائل الاعلام مجرد ابواق دعائية تبرز انجازاتها.. وتعمل علي تخريب الرسالة السامية التي يجب أن تقوم بها وسائل الاعلام عبر طرق متعددة بالحصار والمنع والمنح والترغيب والترهيب وزرع العملاء. وقد رأينا ما فعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما ضاق صدره بالفيس بوك وتويتر فضيق عليهما واغلقهما لفترات ثم عاد وتركهما وكذلك تفعل ايران التي تحاول منع شعبها من التواصل عبر هذه المواقع مع مختلف شعوب العالم عبر التضييق علي رواد الانترنت وسبقتها الصين ودول أخري وحكومات تحاول وتحلم بالتخلص من ازعاج هذه الوسائل. لكن رئيس وزراء الهند نارندرا مودي له رأي آخر في القضية.. ويستخدم موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر للتواصل مع الملايين من جماهير الهند. وقد أشاد مودي البالغ من العمر 65 عاماً بالنفوذ السياسي الذي تتمتع به وسائل التواصل الاجتماعي خلال زيارته لمقر شركة فيس بوك في كاليفورنيا. قال رئيس وزراء الهند أكبر ديمقراطية في العالم خلال الندوة التي ادارها مؤسس فيس بوك مارك زوكر بيرج إن قوة وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أنها ترشد الحكومات الي مواطن الأخطاء ويمكن أن تمنعها من السير في الاتجاه الخاطئ. اضاف.. أننا اعتدنا تنظيم انتخابات كل 5 سنوات والان اتاحت لنا هذه الوسائل ان يكون لدينا انتخابات كل 5 دقائق. واختتم حديثه قائلا : من الصعب ان تتخيل ان بائع شاي في احدي محطات القطارات ينحدر من عائلة فقيرة كانت تؤدي اعمالا منزلية لكسب قوتها يصبح زعيماً لاكبر دولة ديمقراطية في العالم.. انها الديمقراطية الحقيقية.