رأينا كيف ابتدعت الماسونية النظام الرأسمالي وفرضته علي العالم الغربي الأوروبي وامريكا. ثم ابتدعت الشيوعية المناقضة تماماً للرأسمالية ونشرتها في أوروبا الشرقية في مواجهة رأسمالية أوروبا الغربية.. حتي ان دولة واحدة وهي ألمانيا انقسمت الي دولتين. الشرقية شيوعية والغربية رأسمالية ويفصلهما السور الشهير. هدف الماسونية هو خلق صراع دائم ومحتدم بين اقطاب النظامين. ولعلها كانت تتمني أن يصل هذا الصراع الي حرب عالمية ثالثة تدمر العالم وهو ما كاد يحدث في أكثر من موقف لولا ان ارادة الله تأبي ذلك "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين" المائدة "64". ولكن بذرة انهيار الشيوعية كانت تنمو وتترعرع داخل الكيان الشيوعي حتي انهارت الشيوعية بالفعل مع نهاية القرن العشرين. هذه البذرة هي طبيعة اساسية في كيان الإنسان المحدودة للإنسان ويمكن أن نسميها ايضا الطمع وعدم الرضا وانعدام القناعة والحسد والحقد.. ومرادفات كثيرة. وقد يكون للإنسان شيء من العذر اذا كانت هناك فروق غير منطقية ولا معقولة ولا محتملة في مستويات الحياة بحيث يكون هناك تفاوت كبير بين الطبقات هذا النظام المتباين في المستويات هو الأساس في الرأسمالية. وهو العدو الأول للشيوعية بل والاشتراكية والتي تقوم علي تقليل الفوارق بين الطبقات لتفادي المشاكل التي اشرنا اليها آنفاً لذلك فكل ما تسعي اليه الماسونية في ظل الانفتاح العالمي لدي الشعوب الشيوعية بأن توضح لهم انواع الترف والمتع والملذات التي تتمتع بها اغلب فئات المجتمعات الرأسمالية في مقابل حرمانهم من هذه المتع فتبدأ الثورة. وهي الخطة التي حركوابها الثورة الفرنسية. ولكن هناك شعوبا تألف وتتآلف مع هذه السياسة وتقنع بما هو متاح لها من مستويات الحياة طالما لا توجد فوارق كبيرة بين الطبقات واوضح مثال لذلك هو حال الشعب المصري بعد ثورة 1952 وحتي عام 1973 فمن تجاوز الستين من عمره عاش هذه الحقبة المتميزة خاصة في الستينيات من القرن العشرين بعد البدء في بناء السد العالي ثم قوانين يوليو الاشتراكية والنهضة الصناعية الكبري والتي ألهبت حماس الشعب. وحتي بعد نكسة 1967 استمرت الحماسة الشعبية حتي كان انتصار اكتوبر .1973 وكان السبب في ثبات الشعب المصري علي موقفه أن مستويات الحياة لمختلف طبقات الشعب كانت متقاربة فلا فوارق رهيبة في مستويات المساكن أو الملبس أو المأكل أو حتي كان انتصار اكتوبر .1973 كان السبب في ثبات الشعب المصري علي موقفه أن مستويات الحياة لمختلف طبقات الشعب كانت متقاربة فلا فوارق رهيبة في مستويات المساكن أو الملبس أو المأكل أو حتي الترفيه. لا إغراءات خارجية مؤثرة رغم الدراما الغربية. وما كان يرويه المصريون المترددون علي أوروبا الغربية وامريكا من مظاهر الرفاهية. كانت السيارات التي يستخدمها الشعب لا يزيد عدد موديلاتها وماركاتها عن سبعة أو ثمانية متقاربة في السعر والمستوي.. لذلك لم تخرج الطموحات عن المعقول. وهذا لم يكن يناسب خطة الماسونية لهدم الشعب المصري لذلك كان الحل الوحيد هو فرض النظام الرأسمالي علي الشعب المصري لتتحول الطموحات من المقبولة المحددة الي غير المقبولة وغير المحددة.. وهو ما حدث مع اعلان العمل بسياسة الانفتاح الاقتصادي في مصر عام 1975 وطبيعة قوانينه المطاطة. والتي اعادت مصر لزمن تجار الحرب في الحرب العالمية الثانية حين انقلبت الموازين الاقتصادية والاجتماعية وعانت مصر من تقلبات البورصة وانتشرت بين اغلب طبقات الشعب كل المساويء الأخلاقية والسلوكية الانتاجية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية. والتي تحدثنا عنها بإسهاب في المقالات السابقة عن الرأسمالية. فوضعت بذلك بذرة هدم للشعب المصري سريعة النمو والترعرع والتي مازلنا نعاني منها حتي اليوم والتي برزت بوضوح عقب احداث يناير سنة 2011 لولا عناية الله وجهد القلة المخلصة لصرنا الان سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق. ان هذه البلد محفوظة برعاية الله لدور هام في نهاية العالم "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" التوبة "32".. وللحديث بقية.