تنوع نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي بلقاءات علي الصعيدين الداخلي والخارجي استهدفت تدعيم علاقات مصر الخارجية وجذب الاستثمارات وتشجيع التجارة والسياحة ومتابعة تنفيذ المشروعات التنموية التي تهدف إلي تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير فرص التشغيل. استكمل الرئيس جولته الآسيوية بزيارة اندونيسيا حيث عقد لقاءً ثنائيا مع نظيره الأندونيسي جوكيو ويدودو أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين. أكد الرئيس السيسي خلاله ضرورة الارتقاء بمستوي التعاون بين مصر كدولة رائدة في محيطها الاقليمي وبين اندونيسيا بثقلها في العالم الإسلامي لمواجهة التحديات. أكد اهتمام مصر بتعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف مقدرا الجهود الأندونيسية المبذولة في هذا الصدد واشار الرئيس إلي أن مصر الجديدة تبني سياستها الخارجية علي أسس من الانفتاح علي الجميع وأشار الرئيس إلي تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع اندونيسيا بينما أكد الرئيس الأندونيسي اعتزاز بلاده بأن تكون مصر أكبر شريك تجاري لها في شمال افريقيا معربا عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الاندونيسية في مصر وأشار الرئيس إلي الإجراءات والتشريعات التي تتخذها مصر لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار منوها بالفرص المتاحة أمام المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر للتصدير إلي أسواق الدول وشهد الرئيسان مراسم التوقيع علي مذكرتي تفاهم في مجال التدريب والتعليم الدبلوماسي وفي مجال اعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة من تأشيرات الدخول ثم أجري الرئيس السيسي مباحثات مع سكرتير عام رابطة جنوب شرق اسيا "أسيان" لي لونج مينه تناولت سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ورابطة أسيان التي تضم 10 دول هي اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وبروناي والفلبين وكمبوديا وميانمار وفيتنام ولاوس وتحدث الرئيس كذلك عن المزايا التجارية والاستثمارية حيث يمكن لشركات دول الآسيان الانطلاق من مصر إلي الأسواق العربية والافريقية والأوروبية عبر توظيف اتفاقيات التجارة الحرة فإن لدي دول الآسيان اتفاقات للتجارة الحرة مع دول رئيسية في آسيا والمحيط الهاديء ومن المتوقع ان تصبح لاعبا عالميا بحلول نهاية هذا العام مع إنشاء الجماعة الاقتصادية للآسيان. واستهل الرئيس السيسي نشاطه بعد عودته من جولته الآسيوية بتفقد مراحل الاعداد المهاري والبدني لطلبة الكلية الحربية والاطمئنان علي برامج التدريب والكفاءة البدنية العالية التي يؤهل بها طلبة الكليات والمعاهد العسكرية واشاد الرئيس بالمستوي المتميز لطلبة الكلية باعتبارها احدي الركائز الاساسية لبناء قادة وضباط المستقبل داخل القوات المسلحة وقدرتهم علي تنفيذ المهام المكلفين بها تحت أصعب الظروف وأكد السيسي ان طلبة الكليات العسكرية هم أمل مصر ومستقبلها لدعم قدرات القوات المسلحة وان ما نواجهه من مخاطر وتحديات تتطلب اعدادا غير تقليدي للفرد المقاتل وبذل اقصي جهد لبنائه بدنيا وعلميا وتطوير مناهج الاعداد العلمي والمهاري لتتماشي مع ما تواجهه المنطقة من تحديات واشار إلي أن حرب المعلومات والحرب النفسية تدمر شعوبا ودولا ولابد من دراستها ومواجهة اثارها علي شباب مصر وأوصاهم بالحفاظ علي لياقتهم البدنية العالية والتمسك بالمباديء والقيم الاصيلة للعسكرية المصرية والحفاظ علي الانضباط العسكري في المظهر والجوهر لأنه المقياس الحقيقي لتقدم القوات المسلحة وان يكونوا قدوة لجميع ابناء مصر باعتبارهم جزءا أصيلا من شبابها تتواصل بهم مسيرة القوات المسلحة يحمون الوطن ويذودون عن أرضه وحدوده ويدافعون عن عزته وكرامته. وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف اسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية الذي عرض حقل الغاز الطبيعي الذي اكتشفته شركة إيني الايطالية يشمل احتياطيا من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب وكذلك موقف الاتفاقيات الجديدة في مجالات البحث والاستكشاف واستثمارات الشركات الأجنبية العالمية في هذه المجالات والتي تشهد نموا متزايدا. وطرح الرئيس السيسي في مقالة كتبها لجريدة الديلي نيوز ايجيبت بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي لمؤسسة اليورومني بالقاهرة عددا من التحديات التي واجهته في الفترة التي بدأت مع توليه رئاسة الجمهورية وكيف تم التعامل معها. كما استعرض رؤيته لمستقبل الاقتصاد واهداف الحكومة وخططها لتحقيق النمو علي صعيد الناتج المحلي الاجمالي وخفف عجز الموازنة وتخفيض مستويات الدين العام وشرح الآثار التي ترتبت علي قرارات الحكومة خلال الفترة الماضية مثل تعديلات ضريبة الدخل وهيكلة ودعم الطاقة التي أدت إلي زيادة مخصصات الانفاق علي التعليم والصحة في موازنة العام المالي الجاري منوها بأنه بينما لايزال الوقت مبكرا إلا ان المردود الأولي لسياسات الاقتصاد الحكومية واعد. وبحث الرئيس السيسي في اجتماع مع وزير الطيران المدني حسام كمال تطوير المطارات وشركة مصر للطيران واطلع الرئيس من الوزير علي الموقف بالنسبة لعدد من المشروعات والتكليفات التي كان الرئيس قد وجه بتنفيذها والتي تستهدف تطوير عدد من المطارات من أجل استيعاب الزيادة المطردة في اعداد الركاب وحركة السفر والتنقلات. كما وجه الرئيس باستكمال اعمال التطوير الجارية بميناء القاهرة الجوي وشدد الرئيس السيسي علي أهمية تحديث القواعد الصناعية وزيادة الاعتماد علي المنتجات المحلية خلال اجتماعه بأعضاء المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية تم استعراض الانشطة والتكليفات التي يقوم بها المجلس وأكد الرئيس علي الأهمية التي توليها الدولة لتحديث وتطوير قطاع الصناعة باعتبارها قاطرة للنمو والاقتصاد الوطني منوها بأهمية تطوير وتحديث القواعد الصناعية المصرية وزيادة الاعتماد علي المنتجات المحلية. أكد الرئيس في هذا الصدد علي أهمية ان تمثل المناطق الصناعية الجديدة مجتمعات تنموية متكاملة تتوافر فيها البنية التحتية اللازمة والمرافق والخدمات والمساكن بما يساهم في ايجاد مجتمعات حضارية جديدة تستوعب النمو السكاني وتخفف التكدس والازدحام في الوادي الضيق وشدد الرئيس علي أهمية التكامل بين المناطق الصناعية المقررة اقامتها وبين مشروع المليون ونصف المليون فدان وتشتمل علي الصناعات التي تعتمد علي المنتجات الزراعية مثل صناعات المواد الغذائية والتعبئة والتغليف وانتاج الزيوت. شدد الرئيس السيسي علي ضرورة الحل السياسي لأزمتي ليبيا وسوريا بما يسهم في استقرار البلدين والمنطقة واشاد بالتعاون مع ايطاليا وذلك خلال استقباله وفد لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الايطالي برئاسة بير فرديناندو كازيني ونوه الرئيس إلي أن اكتشاف حقل الغاز في البحر المتوسط يعد باكورة لاكتشافات اخري حيث تتعين مواصلة أعمال الكشف والتنقيب عن مصادر الطاقة مشيدا بعمل شركة ايني الايطالية في مصر وجهودها الدءوبة واعمالها الناجحة واشار الرئيس إلي أن مصر سيكون لديها مجلس نواب جديد قبل نهاية العام الجاري لتختتم بذلك استحقاقات خارطة المستقبل معربا عن ترحيب مصر بالتواصل والتعاون بين البرلمان الايطالي ومجلس النواب المصري الجديد عقب تشكيله مؤكدا أهمية البعد البرلماني والشعبي في العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين. وأكد علي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي بأكمله من أجل مواجهة الإرهاب ومحذرا من مغبة ظاهرة المقاتلين الأجانب وامداد الجماعات الارهابية بالسلاح موضحا ان مصر تستضيف ما يناهز 5 ملايين لاجيء من الدول العربية والافريقية يعيشون مع الشعب المصري ويحصلون علي ذات الخدمات التعليمية والصحية التي يحصل عليها المواطنون المصريون. في لقائه مع مبارك الخرينج نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي ورئيس لجنة الاخوة المصرية الكويتية البرلمانية.. أكد الرئيس السيسي ان أمن وسلامة واستقرار الكويت ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي كما أكد علي وقوف مصر وتضامنها مع شقيقتها الكويت في مواجهة الأعمال الارهابية. اختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق حيث اكد الرئيس ان القضية الفلسطينية ستظل قضية مصر والعرب الأساسية وان مصر ستواصل دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية وجهودها الدءوبة لمساندة اشقائنا الفلسطينيين. ورحب الرئيس بالدعوة التي وجهتها الرباعية الدولية لمصر ودول أخري من أجل التباحث حول سبل احياء عملية السلام مؤكدا استعداد مصر للتفاعل ايجابيا مع أية مبادرات من شأنها دفع الجهود الدبلوماسية للتوصل إلي تسوية عادلة وشاملة.