مشكلة الالتهاب الكبدي الفيروسي مشكلة تهدد صحة المصريين وتهدد صحة معظم المرضي علي المستوي العالمي وتسبب لهم العجز والموت. فقد يعيش ملايين الأشخاص وهم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي. ويتعرض ملايين غيرهم لخطر العدوي به. ومعظم الذين أصيبوا منذ زمن بعيد بالعدوي بالتهاب الكبد الفيروسي بي أو سي لا يعرفون شيئاً عن اصابتهم بالعدوي المزمنة. وهم معرضون لخطر شديد لإصابة بمرض كبدي مزمن وخيم. وقد ينقلون العدوي دون أن يعرفوا إلي غيرهم. ويسبب التهاب الكبد الفيروسي عبئاً ثقيلاً علي نظام الرعاية الصحية بما بفرضه من تكاليف باهظة لمعالجة الفشل الكبدي ومرض الكبد المزمن. ويكون التهاب الكبد الفيروسي السبب الرئيسي لزراعة الكبد التهاب الكبد سي مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد سي ويمكن للفيروس ان يسبب عدوي التهاب الكبد الحاد والمزمن علي السواء. والذي تتراوح حدته بين مرض خفيف يدوم بضعة أسابيع ومرض خطير يدوم مدي الحياة فيروس التهاب الكبد سي ينتقل عن طريق الدم ولا ينتشر التهاب الكبد سي من خلال لبن الأم أو الأغذية أو المياه أو عن طريق التلامس العابر مثل العناق أو التقبيل أو تقاسم الأغذية والمشروبات مع شخص مصاب بالعدوي. لا يوجد تطعيم ضد التهاب الكبد سي. ومن ثم فإن الوقاية من عدوي فيروس التهاب الكبد سي تكمن في محورين اساسيين: المحور الأول: وقاية الشخص السليم حتي لا يصاب بالفيروس. المحور الثاني: وقاية مريض فيروس الكبد سي حتي لا يتعرض للاصابة بفيروسات كبدية اخري أو تناول أدوية قد تضر بحالة الكبد. أما بالنسبة للمحور الأول: والخاص بالوقاية من الاصابة بالفيروس سي هي معرفة طرق العدوي حتي نتجنبها.. فعلي رأس القائمة. نقل الدم الملوث بالفيروس ولذلك يتم الآن في كل بنوك الدم فحص الدم لفيروس الكبد ب. سي.. ولكن مازالت هناك حالات كبدي فيروسي تحدث بنقل الدم حيث لا تجري في بعض بنوك الدم اختبار BCR حتي لا يرتفع سعر كيس الدم وكل ذلك علي حساب السلامة الكاملة للدم لذا يحتم علي وزارة الصحة متابعة ومراقبة كل بنوك الدم بصفة غير معلنة. والتأكد من أنها تطبق وتعمل وفق المعايير المحلية والمعترف بها داخل مصر. أما المحور الثاني والرئيسي للعدوي هو استخدام الحقن البلاستيكية الملوثة والتي تستخدم لاعطاء بعض الأدوية لمريض فيروس الكبد سي وهو بالمنزل وبعد اعطائه الحقنه يتم القاؤها بصندوق القمامة دون تغطية سن الأبرة أو التخلص منها بطريقة غير آمنة وبذلك يكون هذا السن الملوث مصدراً لنقل العدوي اذا اصاب أحد أفراد المنزل اثناء التخلص من القمامة أو يصيب عمال النظافة الموكل إليهم التخلص من القمامة المنزلية. هذا بالاضافة إلي نقل العدوي لدي الشباب المتعاطي للمخدرات عن طريق الحقن حيث يتم استخدام نفس الحقنه لإعطاء جرعة المخدرات لمجموعة من الشباب فيتم اصابتهم جميعاً بالفيروسات التي تنقل عن طريق الدم مثل فيروس الكبد ب. سي والأيدز. واذا انتقلنا إلي مصادر العدوي الاخري والمهمة فلنا أن نتذكر دائما أن العدوي بفيروس الكبد ب. سي هو دم ملوث يصل إلي جرح في شخص سليم. وهناك امثله عديدة مثل استخدام فرش الأسنان لشخص مصاب عن طريق الخطأ أو وضع فرش الأسنان لكل أفراد المنزل في كوب واحد أو حامل للفرش مما قد يعرض تلوث الفرش السليمة من فرشة اسنان المريض وخاصة اذا كان المريض يعاني من نزيف متكرر من اللثة وهو كثير الحدوث في مرض الكبد نتيجة سيولة الدم الزائدة لديهم وكذلك يجب عزل فرش اسنان مريض الكبد عن باقي فرش أفراد الأسرة لحمايتهم من الإصابة. ايضا أمواس الحلاقة اثناء استخدام المريض لها. وغالباً ما يحدث بعض الجروح اثناء الحلاقة مما يلوث هذه الأمواس. فإذا استخدمها شخص آخر وتم جرحه اثناء الحلاقة فإنه قد يصاب بالفيروس.. أو اذا وضعت في مكان في متناول الاطفال يلعبون بها أو ينقلونها بطريقة خطأ قد تجرحهم وتعرضهم للعدوي لذلك يجب التخلص من هذه الأمواس بعد الحلاقة بطريقة آمنة. كالحرق أو وضع هذه الأمواس بعد الحلاقة في مكان آمن ولا يستخدمه إلا صاحبه. كذلك هناك ايضا طرق عدوي مثل الوشم والطهارة للاطفال في الاماكن العامة وخرق الجلد لتركيب الحلقان في الأذنين مما يعرضهم للعدوي. واخيراً يجب أن نشير إلي اطباء الأسنان حيث أن مرضي الكبد يعانون من نزيف متكرر من اللثة مما يدفعهم للذهاب إلي اطباء الأسنان للعلاج ولهذا يحتم علي هؤلاء الاطباء اتباع طرق وأسس مكافحة العدوي. شفا الله كل مريض ووقي كل سليم والي اللقاء في الحديث القادم ان شاء الله