بعد إخلاء شارع 26 يوليو ووسط البلد وميدان رمسيس من الباعة الجائلين ونقلهم إلي الترجمان وأحمد حلمي أصبح إخلاء ميدان العتبة التي تئن ب4500 بائع مطلباً ضرورياً للقضاء علي العشوائية بقلب القاهرة. أحلام وطموح الشارع المصري لم تتوقف علي فك الاشتباك المزمن في وسط البلد لكنهم طالبوا بتطوير الميادين وإعادة القاهرة الخديوية لطرازها المعماري مرة أخري لتعود مثلثاً رأسه ميدان التحرير وقاعدته الأوبرا والعتبة ورمسيس. يقول محمد البنداري - محام - حلم تطوير الميادين أصبح مطلباً ضرورياً ولإحداث سيولة مرورية بالشوارع.. فميدان رمسيس والألفي أصبح يعبر عن حقبة تاريخية بحسبها الإهمال والفوضي سنوات طويلة. ويتفق معه مسعد أبوالحسن ان ميدان العتبة يجب ان يلحقه التطوير فالمباني التاريخية ذات التراث المعماري المتميز طمست معالمها بالبنايات التي تؤجر كورش للأحذية والجلود مما يتسبب في إشعال الحرائق بصفة مستمرة تدمر حقب تاريخية هامة. يشير بيتر نعيم - عامل - إلي أن ميدان العتبة أصبح ملتقي النازحين من محافظات الوجين البحري والقبلي والذين يحتلون الشوارع ببضائعهم ويتعاملون مع رواد السوق بطريقة غير أخلاقية يتحرشون بالسيدات أحياناً في ظل التقاعس الأمني الملحوظ في تلك المنطقة لذا نطالب بنقل الباعة الجائلين في منطقة العتبة كي تستعيد عظمتها التاريخية كأهم مزار سياحي في مصر. يطالب أحمد سعيد - موظف - بضرورة تجميع الباعة في سوق واحد كما حدث في رمسيس وعاد الميدان لشبابه في غضون أيام وارتاح المواطنون من الأزمة المزمنة التي انهكت الشرطة في عمليات الكر والفر اليومية والتي لم تثمن ولم تغن من جوع وعاد للميدان فخامته وعظمته والآن يجب ان تستمر خطة التطوير دون تراجع كي تعود القاهرة الخديوية بتراثها الحضاري المميز. ويؤكد: وائل حمدي - ان خطة التطوير الذي ينادي بها المسئولون يجب ان تتم علي قدم وساق لتشمل كل ميادين القاهرة التاريخية بداية من الأوبرا وشارع عبدالعزيز والجش والموسكي والأزهر ونقلهم جميعاً في سوق واحد يضم الجميع مطالباً بالتحري عن المباني التي استأجرها الباعة كورش للأحذية والشنط والنظارات والملابس ليعود كل شيء لأصله ونقضي علي امبراطوريات الباعة الجائلين في تلك المنطقة التي تعد أقدم الأسواق العشوائية في مصر. ويري أيمن حسين أن المسئولين تركوا وسط العاصمة لسيطرة الباعة الجائلين وكم يفكروا يومياً في التراث الحضاري مما جعل سلطة الباعة تعلو فوق سلطة الأمن والنظام لذا يجب التحرك الفوري لإعادة الميادين التاريخية لشبابها. ويؤكد محمود صبحي ان ميدان العتبة والأوبرا وشارع الجيش وعبدالعزيز في حاجة ماسة للتغيير فكل المباني التاريخية يجب ان تظهر للنور مرة أخري وتختفي العشوائيات وتعود الأرصفة للمواطنين والشوارع للسيارات. أما الباعة فيرون ان إخلاء العتبة يقطع مصدر رزقهم الوحيد نظراً للشهرة الواسعة التي يحظي بها السوق وهذا ما يؤكده أحمد عبدالله - بائع نظارات - قائلاً: استأجرنا المكان منذ عشرات السنين وندفع أرضية لأصحاب المحال تصل إلي 10 آلاف جنيه شهرياً ولا نقوي علي ترك المكان حيث اعتاد رواد العتبة الحضور من جميع المحافظات للشراء والتسوق لأن بضائعنا رخيصة الثمن وعالية الجودة. حق انتفاع يضيف حسني عبدالعظيم - بائع - لدينا نقابة تحمينا إن حاولت الجهات المعنية نقلنا من المكان. فنحن ندفع حق انتفاع لمحافظة القاهرة قيمة اشغال الأرض وندفع أرضية لأصحاب المحال التجارية فلماذا يتم نقلنا. ويؤكد جمال الفطين - بائع أحذية - ان العتبة أكبر سوق شعبي في مصر يقصده القاصي والداني والباعة لهم رابطة ونقابة ولن يتركوا المكان لأن الجميع يعلم ان العمارات المجاورة غير مشغولة بالسكان بعد قيام التجار وأصحاب الورش بشراء جميع الشقق واستخدامها لصناعة الأحذية والنظارات والعطور والشنط وتغليف الأطعمة والملابس فكيف يتركون المكان والشقق معاً ولن تقوي الأجهزة المعنية علي ازاحتهم لأن الورش ملكية مطلقة لهم. وكذلك الأرض منفعة عامة ويدفعون أجر الاشغال للمحافظة منذ سنوات طويلة. ويتفق معه سيد سيد - بائع شنط - ان الأرض مملوكة للدولة والسوق للناس فكيف يتم طرد مواطن من مسكنه أو ورشته ليتشرد بسبب ذلك العشرات بل والمئات أحياناً. ويؤكد النبوي شحاتة - بائع - ان منطقة العتبة اشتهرت بالسوق وليس بالمباني الأثرية والباعة عكس ميدان رمسيس الذين تجمعوا بعد ثورة يناير أما باعة العتبة فهم متواجدون منذ عشرات السنين ويورث حق انتفاع الأرض لهم ولأبنائهم. خالد مصطفي - المستشار الإعلامي لمحافظة القاهرة - جار تطوير ميدان الأوبرا والشوارع المحيطة وعمل الخطط اللازمة لنقل الباعة الجائلين وإحياء تراث المباني الأثرية بمنطقة ميدان العتبة والتي تضم أكبر عدد من حيث البنايات الأثرية. يؤكد ان تطوير الميادين والمباني الأثرية وخاصة ميدان العتبة أصبح مطلباً شعبياً بعد تطوير ميداني رمسيس والألفي. ويؤكد اللواء أحمد عبدربه رئيس حي الموسكي أنه تم حصر 4500 بائع بالعتبة ويتم حالياً التواصل مع النقابة نيابة عنهم وتم اعداد الدراسات اللازمة لنقل الباعة لأسواق بديلة مع عمل الدراسات ايضا لاحياء المباني التراتية والأثرية وليس بالدهانات التقليدية لإعادة الشيء لأصله كما كان في الماضي موضحا ان العتبة ستعود خلال أشهر إلي شبابها كأفضل الميادين التاريخية البارزة حيث تضم أكبر عدد من المباني المعمارية ذات الطراز المتميز.