حارة السندادية بواحة الخارجة تحفة معمارية وفنية تروي تاريخ مجتمع عاش ألاف السنين يشيد أجمل فنون العمارة.. مجتمع عاش في حارة كانت لوقت قريب مقصدا لعشرات الآلاف من السياح العرب والأجانب وملاذا للباحثين والدارسين لأعظم الآثار المصرية والموروثات الثقافية النادرة لكنها تحولت بسبب الجهل والإهمال سواء بقصد أو بدون إلي درب تسكنه الأشباح وترتع بين جدرانه الزواحف والحشرات الضارة بعدما تهدمت غالبية منشآته وتداعت الأسقف والجدران وتحطمت أخشاب النخيل والدوم التي كانت تحمل أجمل الأسقف مما عجل بانهيارها وسقوط غالبيتها وتحولت الحارة الأثرية إلي مأوي للكلاب الضالة والحيوانات واختفت جميع معالمها التاريخية.. وبلغت المأساة قمتها بعدما استباح لصوص الحضارة ما تبقي من جدرانها للاتجار به في وضح النهار. يقول مصطفي معاذ.. الباحث في تراث الواحات إن درب السندادية يعتبر من أقدم الدروب المتبقية من العصر العثماني ويرجع تاريخه إلي إحدي العائلات التي وفدت إلي الواحات مع بداية العصر الاسلامي واستوطنت بها وهي عائلة السندادية كما تقول أوراق الواحات العرفية وحججها القديمة.. وكان يسمي جدهم الأكبر رميته وقال عنهم المعمر المرحوم إسماعيل البري أن السندادية من العائلات القديمة في الواحات وهم من العائلات المسيحية والرومانية التي استمرت في الواحات بعد دخول الإسلام ويعد درب السندادية من أقدم وأشهر دروب واحة الخارجة المعروفة وهو يقع في صرة الخارجة القديمة ومنه يقع الطريق المؤدي إلي عين الدار وهي عين كان يطلق عليها قديما عين الحصن.. وكان الأهالي يشربون منها حال هجوم الهجامة علي الواحات وإغلاق بوابات الخارجة الأربع وهي بوابة المتاريس وبوابة كتان وبوابة الشيخ عتمان وبوابة الأدريسي. والدرب به مجموعة متلاصقة من البيوت المبنية بالطوب اللبن وقد ارتبط هذا الدرب بمجموعة من الأساطير الشعبية والمعتقدات التي توارثوها جيلا بعد جيل ومن هذه الحكايات الأسطورية القديمة حكاية الديك الذي يظهر كل جمعة في الدرب والذي ان رمي بحجر مات في مكانه وسالت دمائه لينفتح الكنز الذهبي لصاحب الحظ والنصيب. ويمتد الدرب بطول نصف كيلو متر وهو عبارة عن درب متعرج متفرعة منه عدة حارات صغيرة وعلي جانبيه مجموعة من المنازل السكنية المتلاصقة وجميعها بنيت من الطوب اللبن وكل منزل من هذه المنازل يتكون من حجرتين أو ثلاثة حجرات علي أكثر تقدير وكل منزل به فناء متوسط الحجم كان مخصصا لقضاء احتياجات الأسرة المعيشية مثل عجن وخبز العيش ولا تزال بعض أفران الخبيز اليدوية موجودة إلي الآن وهي مقامة أيضا من جواليص الطين علاوة علي المهراث اليدوي والذي كان يستخدم حتي وقت قريب في طحن الغلال والحبوب.. أما أسقف المنازل والحارات فغطيت بالكامل بجريد وسعف النخيل وأفلاق الدوم باعتبارها من أكثر منتجات البيئة المحلية توافرا وأكثرها انتشارا وأقلها تكلفة وقد أدي التخطيط المعماري الفريد من نوعه لهذا الدرب إلي انخفاض درجة الحرارة صيفا سواء بالشوارع أو داخل المنازل التي تحولت إلي مكيفات طبيعية تناسب حرارة البيئة المحلية بادرة صيفا ودافئة شتاء.. وكل حارة بداخلها أربعة منازل فقط ولكل حارة باب مصنوع من خشب الدوم وعلي جميع الحارات يوجد باب كبير لحماية السكان من أي هجوم أو سطو خارجي وقد تلاحظ أن تصميم هذا الدرب كان متوافقاً فنيا وأمنيا مع بيئة الواحات الصحراوية فنجد اختلافا في الارتفاعات من منزل لآخر لمنع التسلل وكانت هناك بعض العوائق موضوعة في الأرض حتي يصعب علي المهاجمين السير به وفي ذات الوقت يسهل علي الأهالي رد كل من يغير عليهم وترجع أهمية هذا الدرب إلي أنه همزة الوصل التي تربط تاريخ الواحات القديم بالحديث خاصة أن بعض الأسر لا تزال تعيش به باعتباره إرثا لهم من الأجداد..يضيف منتصر علي الباحث في تراث الواحات أن درب السندادية يمثل مرحلة هامة من تاريخ الواحات كما انه حلقة الوصل بين عصور ما قبل التاريخ والعصور الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية ليكون في النهاية منظومة أثرية نادرة تجسد جميع العصور التاريخية المصرية ويرجع تاريخه إلي القرن 21 الهجري وهو عبارة عن محمية معمارية فريدة للفن الواحاتي البسيط ويوجد في الدرب 3 بوابات لحماية السكان من المعتدين وصنعت البوابات من أشجار الدوم لأن خشب الدوم هو الخشب الوحيد الذي لا تأكله السوسة أو النمل الأبيض. وقال اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد أنه وقع بروتوكول تعاون مع الدكتورة ليلي اسكندر وزيرة التطوير الحضاري والعشوائيات لتطوير ورفع كفاءة درب السندادية ضمن ستة مناطق أثرية بالمحافظة هي موط القديمة وبلاط الإسلامية ودرب السندادية وعين الدار وشمال المقابر بباريس والبلد القديمة بالفرافرة. نظرا لأهميتها التاريخية والحضارية وقد تقرر تحويل درب السندادية إلي متحف مفتوح يستقبل الزوار بعد الانتهاء من ترميمه وصيانته بالكامل وقد انتهي فريق من الجهاز القومي للتنسيق الحضاري من حملة توعية شاملة لسكان الدرب والمنطقة المحيطة من اجل توعيتهم بأهمية الموقع. كتيبة شبابية لإنقاذ المنسوجات السوهاجية سوهاج- حربي عبدالهادي: احتفلت مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق لمنتجات النسيج اليدوي بأخميم بتخريج 100 فتاة وشاب من شباب الخريجين كمرحلة أولي للعمل بصناعة المنسوجات اليدوية وذلك في إطار مبادرة المؤسسة لتشغيل 1000 شاب وفتاة في هذه الصناعة التراثية وتحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي وبتمويل من وزارة الصناعة وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم. .. صرح بذلك محمد الدقيشي رئيس مجلس أمناء المؤسسة. .. أشار الدقيشي إلي أن هذه الدورة التدريبية أقيمت ضمن برنامج التدريب من أجل التشغيل الذي ينفذه مجلس التدريب الصناعي من أجل خلق فرص عمل دائمة للشباب والحفاظ علي الصناعات التراثية واليدوية في صعيد مصر. .. وأضاف: الدقيشي أنه سوف يتم تشغيل جميع الخريجين ال 100 الأسبوع القادم واننا نحتاج إلي تعاون المحافظة ورجال الأعمال لمد يد العون لهذا المشروع للحفاظ علي بقاء هذه الحرفة والمساهمة في توفير بعض الأنوال الخشبية ومساعدة المؤسسة في عمليات التسويق بالسوق المحلي والخارجي. وأكد إيهاب الجباس مدير برامج المشروعات القومية بمجلس التدريب الصناعي: سوف يتم تنفيذ عدة مشروعات في محافظات الصعيد من أجل الحفاظ علي التراث الحضاري وإقامة المشروعات كثيفة العمالة وأن سوهاج من المحافظات الواعدة في تبني الأفكار والمشروعات التي تساهم في النمو الاقتصادي لمصر. أشارت عبلة الهواري رئيس فرع المجلس القومي للمرأة بسوهاج إلي أن مبادرة ومشروع مؤسسة الفراعنة الذي بدأ بعدد 100 فتاة وشاب هذا يدعم عمل المرأة ويساعد في تحقيق فرص عمل دائمة بل انه من الممكن ان تقيم الفتاة المشروع في منزلها ونعود لفكرة القرية المنتجة وإحياء هذه الصناعة التي كانت منذ عهد الفراعنة حيث كانت مدينة أخميم بها أكثر من خمسة آلاف نول في المنازل وكانت كل أسرة تقوم بالإنتاج والعمل تلك المنتجات التي كانت تصدر لجميع دول العالم وكان الاعتماد علي كل أفراد الأسرة ومن هنا نتمني أن يكون في كل منزل بقري أخميم نول لإحياء هذه الصناعة. بعد نجاح استخدامه في "كلاب" التجارب قماش طبي لعلاج البدانة وإصلاح الجهاز الهضمي قماش جديد يصلح لاصلاح المعدة أو إعادة بناء الاثني عشر وغيره من أجزاء القناة الهضمية.. هذا ما توصلت إليه الدكتورة مروة عاطف.. الباحثة بقسم هندسة الغزل والنسيج بالمركز القومي للبحوث.. القماش "الحيوي" الجديد يمكن أن يحل الكثير من المشكلات الجراحية التي تواجه علاج حالات السمنة المفرطة أو القرح النازفة أو تعويض استئصال أجزاء من القناة الهضمية بسبب الأورام بأنواعها. الدكتورة مروة قالت إن هذا النوع من القماش الجراحي يتميز بخواص مختلفة تماماً عن خواص القماش المستخدم للأغراض الأخري.. كالمسامية للسماح بمرور الأكسجين النقي وتحديد معدل نمو النسيج البشري ليغلف النسيج المزروع والانسجام مع أنسجة الجسم وقابلية الامتصاص من خلال الجسم البشري "عملية التحلل البيولوجي" كذلك الليونة والمرونة والتي تتيح إمكانية التشكل أو التغضين والتي تساعد النسيج المزروع ليتناسب مع شكل المكان المزروع به. أضافت أنه يجب التأكد من خلو النسيج من المواد السامة الملوثة للسطح كالشحوم ومواد "البوش" مع قابلية التعقيم والتجهيز الكيميائي تبعا لنوع الخامة وغرض الاستخدام وأخيرا توافر الخواص الميكانيكية والطبيعية والتي تؤهلها للاستخدام النهائي. وأكدت الدكتورة مروة أنه تم تحقيق كافة تلك الخواص باستخدام المكونات النسجية مثل نوع الخامة "القطن والكتان والكروميك كات جت" كخامات طبيعية.. أما الخامات الصناعية فمنها الكربون والزجاج والبولي أميد وغيرها.. والتركيب النسجي حيث استخدم السادة والسن الممتد والمنتظم والشبيكة التقليدية. وأوضحت أنه تم أخذ أجزاء من الأقمشة المنسوجة لإجراء التجارب الطبية وأجري التعقيم لها مشيرة إلي أنه تم إجراء التجارب الجراحية للخامات المنسوجة لزرعها جراحيا داخل الجسم كدعامة لجدار المعدة والاثني عشر كخطوة أولية لتطبيقها طبيا في جراحة الجهاز الهضمي للإنسان. وأشارت الدكتورة مروة إلي أن الجراحة تمت بإشراف الدكتور الدسوقي شتا الأستاذ بقسم الجراحة بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة علي عدد من حيوانات التجارب "الكلاب" تراوحت أعمارها بين عام إلي عامين.. وأوزانها بين 10 إلي 16 كيلو جراما. وقالت إن القماش الجديد خضع لجميع الاختبارات المعملية النسجية كقوة الشد والاستطالة وقياس حجم المسافات البينية ومقاومة التجعد والصلابة والوزن والسمك.. وإجراء التحاليل البيولوجية ومعدل التنفس وضربات القلب ولون الأغشية المخاطية وطبيعية الحركة ولمعان لون العين وطريقة تناول المأكل والمشرب أثناء فترة إعاشة الحيوان. أضافت الدكتورة مروة: حققت خامة الكربون "كخامة صناعية" أعلي درجة التئام.. مع ثبات وجودها داخل الجسم في حالة خمول وثبات عدم امتصاص من قبل الجسم.. أما خامة القطن بتركيب الشبيكة التقليدية وخامة الكات جت.. فكانت من أفضل الخامات التي حققت نتائج جيدة جدا في المساعدة علي سرعة الالتئام ونمو خلايا حية جديدة بالإضافة إلي قابليتها للامتصاص من قبل الجسم وذلك خلال شهر من عملية الجراحة..وأوضحت الدكتورة مروة أن المجال الطبي يعد من أكثر المجالات توسعا في استخدام النسيج بمختلف خاماته. بالإضافة إلي دراسة العلوم البيولوجية خاصة فيما يتعلق بالتحلل البيولوجي وطبيعة سطح الخامة المعالجة مما يجعل وظائف الجزء المضاف أو المزروع بالجسم متكاملاًَ ومتآلفاً مع باقي الوظائف الحيوية للأعضاء الطبيعية المحيطة به مؤكدة أن التطعيم الجراحي داخل الجسم يعد من أهم وأخطر المجالات التي يدخل فيها النسيج.