من أبرز الأحداث الثقافية اختيار د.وفاء كامل فايد الأستاذة بكلية الآداب جامعة القاهرة عضواعاملا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة كأول سيدة تحظي بهذا الموقع في تاريخ المجمع الذي تم افتتاحه 1932 وهي امرأة جديرة بعلمها ومكانتها فهي تعمل أستاذا متفرغا بجامعة القاهرة وخبيرا بالمجمع اللغوي في تخصص المعاجم والصوتيات الصرفية. وعلم اللغة الاجتماعي. واللسانيات الحاسوبية. كما أشرفت علي 49 رسالة علمية. التقينا بها في أروقة مؤتمر مجمع اللغة العربية السنوي في دورته الحادية والثمانين وسألناها عن كيفية اختيارها ومدي أهمية هذه الخطوة في مسيرتها العلمية فقالت إن ميزة عملية الاختيار أنها تتم بالانتخاب وهو الامر الذي يعكس ان الرجال في المجتمع المصري اصبحوا اكثر انفتاحا وقل انحيازهم للرجل ضد المرأة وهي نقلة نوعية وكبيرة حيث لم يسمح المجتمع الذكوري طوال الفترات السابقة بمشاركة عالمات جليلات مثل د. سهير القلماوي و عائشة بنت الشاطئ والاثنتان كان من الممكن دخولهما في وقت تولي الدكتور طه حسين رئاسة المجمع وهما تلميذتاه ووجودي كعنصر نسائي رائد في هذا الموقع المرموق. يمهد الطريق أمام العالمات واللغويات المصريات كي يشاركن الرجال في العمل علي استعادة اللغة العربية لمكانتها المتميزة. كما أن تأخر انتخاب السيدات لعضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة لا يرجع إلي نقص في مكانتهن العلمية أو كفاءتهن. أضافت انها أستاذة لغة عربية ودراستها تتضمن دراسة النحو والصرف والاصوات والدلالة واكدت ان المجمع السوري رشحها واختارها خبيرة خارجية منذ عام 2002 وهي ترشحت لعضوية المجمع الخاص باللغة العربية بناء علي البحوث اللغوية الجادة منذ عام 2007 وكانت لا تحصل علي الأصوات اللازمة للحصول علي العضوية وهو ما تغير هذا العام مما يؤكد علي تغير النظرة للمرأة المصرية وان التفوق في حياة الباحث لايرتبط بكونه رجلا أو امراة وان اختيارها جاء نصرا لوضع المرأة في كيان علمي عريق كجامعة القاهرة. العربية المعاصرة قالت د. وفاء كامل انها تشارك في المؤتمر ببحث عن ¢المصطلح العلمي بين الواقع والتوحيد¢ وانها ألقت محاضرة عن بعض مظاهر التغير في الاستعمال اللغوي الحديث للغة العربية وعن الجهود التي يبذلها المجمع حاليا اشارت الي ان المجمع يحاول حاليا أن يفعّل عمل لجانه. وأن يربطها بالعربية في العصر الحديث. فأنشأ عددا من اللجان التي تدرس اللغة العربية المعاصرة. وأخري تحاول ربط المجمع بوسائل الإعلام لمعالجة التلوث والانحراف اللغوي الذي بدا واضحا في كتابات الشباب التي تنحو الي الكتابة بالعامية وبحروف اجنبية وهو هدم للغة وانهيار وضعف كبير وهناك كم هائل من الكلمات والصيغ المستحدثة والاستعمالات المعاصرة التي تتداولها الأقلام. وتنتشر عن طريق وسائل الإعلام. ولا يستطيع المجمع اللغوي ملاحقتها بالدراسة. فتستسيغها الآذان مع كثرة التكرار وقد نصل إلي ماحدث في تركيا من تغيير الحروف العربية بالحروف اللاتينية وهو الشئ الذي يحاول المجمع تفاديه. روشتة علاج واوضحت انه علي المجتمع ان يقوم بدوره للحفاظ علي اللغة العربية وأن يتكامل في كل اوجهه لهذا الهدف القومي فسوء العملية التعليمية من احد الاسباب الواضحة لانهيار اللغة وعلينا الابتعاد عن التلقين واعمال العقل وتنمية المهارات المرتبطة بذكاء الطالب والاكثارمن البرامج الاعلامية التي تتقن فيها المذيعات التحدث باللغة العربية وبرامج الاطفال والاهتمام بالاعمال الدرامية التي تتحدث العربية الفصحي بديلا للاعمال الركيكة التي تدنت إلي مستوي غير مقبول ووصلت إلي الدرجة ان الشباب يتداولون الكلمات غير المفهومة التي تمتلئ بها هذه الاعمال واصبحت داخل لغتهم مشيرة الي انه يجب الاهتمام بكل العملية التعلمية بدءا من الاساتذة و المشرفين و المناهج والنواحي الادارية والثواب والعقاب وتخريج المعلم المتقن للغة العربية وخاصة في المرحلة الابتدائية وان تشرف الدولة علي كل هذا بشكل اكثر جدية وألا تترك الصغار لانصاف المتعلمين فهم ثروتنا القادمة واملنا في مستقبل احسن. قالت انها صنفت العديد من المعاجم واهمها معجم ¢التعابير الاصطلاحية في العربية المعاصرة¢ وهو يفسر معاني الكلمات المركبة مثل السوق السوداء وتعني الجشع ورافع رأسنا وتعني اعطانا فخرا وهي تجمعات لها دلالة مختلفة عن المعاني الجزئية للمفردات وانها تحاول تطبيق بحوثها التي تقوم بها منذ سنوات حول الربط بين أصوات الكلمة وتركيبها الصرفي. والاستفادة منها في اللسانيات التطبيقية. أي في الصناعة المعجمية. وفي تعليم اللغة. وكذلك في العمل المعجمي الحاسوبي لبناء قاعدة بيانات معجمية. وفي تعرّف الحاسوب علي الكلام.