الاحتفال بعيد الام من كل عام هو نوع من التكريم لما تقدمه من عطاء واعترافا بفضلها وعرفانا بجميلها ومن مظاهر التعبير عن ذلك كما جرت العادة تقديم الهدايا لها في هذا اليوم وان الشكر والتقدير والاعتراف بالجميل له آداب وأصول كما يجب ان يستمر طول العام في كل لحظة لعظم قدرها وعلو منزلتها وسمو رسالتها فهي تعطي دائما بلا مقابل وتتحمل من المشقة الكثير وتقدم من التضحيات ما ليس له حدود. يقول د. سيد حسن السيد الخبير الدولي للاتيكيت وآداب السلوك ان غريزة الأمومة الفطرية التي وضعها الله عز وجل في الام جعلت من بطنها لوليدها وعاء ومن صدرها له سقاء ومن وقتها لسهر الليالي علي خدمته متحملة المشاق. قال تعالي "ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين" الام عانت الكثير بسبب حملها تسعة أشهر وعندما يشتد عوده تتحمل همومه ولا تنعم براحة بال حتي تطمئن عليه. إذا أردنا تخيل مقدار ما تتحمله الام من مشقة أثناء حملها فليحمل أي منا بطيخة صغيرة وليتحرك بها أثناء السير والجلوس ونزول وطلوع السلالم والذهاب للعمل والعودة منه وكذلك خلال النوم لعدة شهور وإذا أردنا ان نتصور مقدار ما تعانيه الام من ضعف بسبب الرضاعة نتيجة امتصاص وليدها لخلاصة ما تتناوله من طعام من كالسيوم ومواد بروتينية وسكرية ومعادن لمدة عامين وتقديرا لعطاء الام فان الله سبحانه وتعالي أعزها وجعل الجنة تحت أقدامها وقد أكد الإسلام منزلتها ومكانتها العالية لذا منحها الاسبقية علي لسان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم حينما أوصي بها ثلاثا قبل ان يوصي بالاب مرة واحدة وهذا يعني ان للام فضل عظيم لذلك فان الاحتفال بيوم واحد لتكريم الام بمنحها هدية وتقديرها لا يكفي لان الاستمرار في برها واحترامها وادخال السرور الدائم علي نفسها سيجعل كل لحظة تمر عليها بمثابة عيد. حسن المعاملة من آداب السلوك عند معاملة الام عدم حد النظر إليها أو رفع الصوت عليها أو التأفف منها أو نهرها بل يجب دائما معاملتها معاملة حسنة وكرم شديد وكف الاذي عنها والامتناع عن اغضابها ومن يتجاهل ذلك فهو عاق والعقوق من الكبائر كم من أبناء يتهاونون في حق الام وكم من أزواج وزوجات يغفلون حقوق أمهاتهم عليهم فليحذرون مغبة العقوق فإنها هلاك في الدنيا والآخرة ولابد من الحرص علي برها في كل وقت وقال صلي الله عليه وسلم "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات" وليعلم جميع الأبناء ان الله يحصي دموع الأمهات فليسرع لكفكفتها قبل فوات الأوان. عند اختيار هدية ست الحبايب يجب مراعاة عمرها وميولها وذوقها سواء أكانت الهدية للاستخدام الشخصي أو أو الاقتناء المنزلي كما يجب تغليفها بطريقة لطيفة لتقديمها قبل أو يوم عيد الأم وليس بعده ويقدمها الأبناء بأنفسهم علي ان تكون مصحوبة بكارت معايدة يحمل عبارات رقيقة خاصة بهذه المناسبة ولتكريم الامهات اللاتي توفين يجب علي الأبناء الاستمرار في الدعاء لهن مع عمل صدقات جارية وزيادة صديقاتهن المحببات لهن وذلك علي سبيل مواصلة الود معهن والوفاة والبر بهن.