بين الرغبة والحب.. حيرة كبيرة تواجه المرأة فهي في الغالب تميل إلي الرومانسية والكلمات الحانية والمشاعر الدافئة. في حين يعرف الرجل بأن ميله للمرأة غالباً ما يكون بدافع الرغبة. وقد يؤدي هذا إلي خلاف والخلط بين مفهوم الرغبة والحب؟ أو الإعجاب. فهل الرغبة دليل الحب.. وعلي الجانب الآخر هل يمكن التعبير عن الحب بعيداً عن الرغبة. يخبرنا الدكتور مراد أنور السعيد أخصائي النفسية والعصبية أن الحب هو توافق عاطفي وانساني في المقام الأول وإذا وصل بين الطرفين التوافق إلي درجة الارتياح والقبول والاعجاب أصحبت العلاقة تتسم بالقيم الإنسانية السامية التي ذرعها الله فينا. لذلك يجب أن نعرف أن الحب فرصة ليصبح الإنسان راقياً يرتفع إلي درجات منها السمو متحلياً بالصدق والإخلاص والعطاء فيصبح ذا قيمة وأثر في من يبادله نفس المشاعر. وبالطبع يجب ألا نغفل أننا بشر ولنا رغبات ولكن يجب أن يتم تحريكها وفق قيم الحب وسمو المشاعر لكي لا يندم أحد علي ما قدمه للآخر لذا يكتمل الحب عادة بالزواج لتصبح الرغبة جزءاً من التعبير عن الحب والتواصل. أما الرغبة بعيداً عن الزواج فهي مجرد ارتياح وحين تنتهي يسقط بعدها كل شئ ويكون حينها الندم غير مجد وعادة ما تنتهي أغلب العلاقات التي تقوم علي أساس الرغبة فقط ولا تبقي أثراً. ويقول د. السعيد إن الرغبة وحدها لا ترضي الانثي ولا تشعرها بقيمتها لأن المرأة دائما تبحث عن الحب الذي تشعر من خلاله بصدق الرجل دون كذب أو تزييف ودون استهانة بمشاعرها وانها كأداة لتحقيق رغبات شخص ما فهي ترغب في الأمان والاحتواء وتكره الاستغلال. تقول دكتورة آمال الاخرس استاذة علم الاجتماع إن المرأة لديها حاسة سادسة تستشعر من خلالها الفرق بين من يرغب فيها كأنثي ومن يريدها حبيبة وزوجة وأماً أو حتي صديقة. وهي قادرة علي أن تفرق بين الحب والإعجاب ويجب أن ترتب في عقلها أولويات الحياة قبل الخوض في أي تجربة. وتشير الاخرس إلي أنه لم يعد هناك مجال في الحياة الآن للحب الأفلاطوني الذي هو أرقي أنواع الحب علي الإطلاق فقد طغي علي المجتمع خاصة بعد الانفتاح التكنولوجي أنواع جديدة من الحب غالباً ما ترتبط بالرغبة ولذا انتشرت بين الشباب وبنات الجامعات ظاهرة الزواج العرفي وزواج الدم وغيرها. تنصح د. الاخرس المرأة بالابتعاد فوراً عند استشعار أول خيط رفيع يتضمن خيالات الرغبة والانشغال بالعمل أو الانخراط في الدراسة والاقتراب من الأهل والاصدقاء كما تنصح بعدم الانسياق وراء الكلام المعسول ورفض أي محاولات للتقارب البدني والاقتراب أكثر إلي الله بالمواظبة علي الفرائض والصلاة.