انتفضت المؤسسات الإسلامية ضد الإرهاب ووجهت عددا من الرسائل إلي رئيس الجمهورية وإلي شعب مصر وإلي من يسمون أنفسهم المجاهدون ويدعون الجهاد بقتل الأبرياء من المصريين سواء في الجيش والشرطة أو من المدنيين الذين يموتون بسبب القنابل التي يزرعونها في الشوارع والميادين. طالب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية عدم الالتفات للمغرضين أصحاب الأهواء وأن يسير علي بركة الله وتوفيق منه سبحانه وتعالي. قال المفتي في رسالة مفتوحة للرئيس إن الله قد اختارك علي قدر مقدور في هذا الظرف العصيب لقيادة الأمة نحو النصر بإذن الله علي الخوارج والأعداء. وأن ثقة الشعب المصري في مقدرتكم علي خوض المعركة وجلب النصر والفخار لهم ثقة لا حدود لها. أضاف المفتي في رسالته للرئيس مشددا أن ثقة الشعب في رئيسه نابعة من ثقته بالله تعالي الذي اختاره لهذا الظرف الحرج العصيب. كما أنها ثقة نابعة من اتحاد وتوافق إرادة الرئيس الشجاعة مع إرادة الشعب الأبي لللسير قدماً في طريق القضاء علي الإرهاب. وجه مفتي الجمهورية رسالة إلي الشعب المصري أكد فيها أن المصريين في مرحلة فارقة من تاريخ مصر. ولا مخرج من هذه الفتنة إلا بالاعتصام بكتاب الله تعالي والالتفاف حول قيادة الوطن وجيشه والاستعصاء علي محاولات كسر الوطن بحجج إحداث موجات ثورية كما يريدها أعداء الدين والوطن. طالب المفتي شعب مصر أن يعتبر نفسه طرفاً فاعلا في هذه المعركة. وأن يقوموا بواجب التوعية في محيط العمل أو المدرسة أو الجيران. وكل الوسائل المؤثرة التي تحقق واجب الدفاع عن الوطن وتصحيح المفاهيم المغلوطة خاصة في الوسائل الإعلامية مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد من أهم العوامل المؤثرة في مواجهة الإعلام التكفيري الضال. أوضح المفتي أن الجماعات الإرهابية لها أذرع إعلامية جبارة تعمل ليلا نهاراً علي تزييف وعي الشعب وإحداث فجوة بينه وبين الوطن. وهي قنوات عميلة لا تريد لمصر ولا المصريين الخير. فيما أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان "واجب الدفاع عن الأوطان وفضل بنائها والشهادة في سبيلها". تتضمن الخطبة مقتطفات من حديث الشيخ محمد متولي الشعراوي عن مصر وتأكيده أن أهلها في رباط إلي يوم القيامة. وأنها الدولة التي هزمت التتار والصليبيين. وأنها ستبقي رغم الاحقاد الأغيار نبراساً واضحاً وتتضمن الخطبة إبراز لمكانة مصر في القرآن والسنة. وتشمل خطبة الجمعة بيانا لوزير الأوقاف يتضمن رسالة إلي كافة الطامعين في مصر فحواها أن جيش مصر وأمنها الداخلي لم يعودا وحدهما في ميدان المواجهة بل انضم إليهما كافة أطياف الشعب المصري. واستنكر د. عباس شومان. وكيل الأزهر الشريف. ما قامت به إحدي القنوات الفضائية من إرهاب للأجانب والوافدين لمصر بعدما نشرت رسالة تهددهم فيها بالقتل والاستهداف إن لم يغادروا مصر خلال فترة معينة. أضاف وكيل الأزهر. في كلمته بالندوة التثقيفية التي أقامها الأزهر الشريف بعنوان "جهود الأزهر الدعوية في مواجهة الإرهاب" أن الإرهاب لا يستهدف الحكومة أو القيادة الحاكمة فقط بل يستهدف الشعب المصري بأكمله. موضحا أنه لا غرابة أن نفاجأ قريباً بالإرهابيين يطالبون المصريين بالرحيل عن مصر. مشدداً علي أن هؤلاء فقدوا العقل والمنطق ولا علاقة لهم بالدين. وأكد الدكتور حسن إبراهيم يحيي. عضو المكتب الفني بالأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام بريء من ممارسي القتل والتفجير. معلنا براءة الإسلام ممن قتلوا جنودنا في سيناء وأعلنوا انتماءهم لجماعة أنصار بيت المقدس. - أو ولاية سيناء كما يقولون - مشيراً في الندوة التثقيفية التي عقدت بالمدينة العلمية الاستكشافية بالسادس من أكتوبر إلي أنه بدلا من الجهاد في فلسطين للدفاع عن مقدساتها. يحضرون لقتل المصريين في رفح أو الشيخ زويد أو العريش. أشار يحيي إلي أن الإسلام اهتم بمرحلة الشباب. باعتبارها مرحلة القوة والعطاء. داعياً إلي استغلالها إيجابياً. بما يعود بالنفع علي المجتمع والوطن الذي أوجب الإسلام حبه. فجعل حبه من الإيمان. من ناحية أخري ناقش الإمام الأكبر د. أحمد الطيب. شيخ الأزهر الشريف. مع الإعلامي اللبناني. جورج قرداحي. واقع الإعلام في مصر والعالم العربي. وصف قرداحي شيخ الأزهر بأنه نموذج مجسد لسماحة الإسلام ووسطيته. معرفاً عن تقديره لآراء شيخ الأزهر الدينية والسياسية والاجتماعية. وفكره المستنير الذي يحظي باحترام العالم كله. أشار قرداحي إلي أن الأزهر الشريف حائط الصد المنيع في مواجهة الأفكار الظلامية التي شوهت صورة المجتمع العربي. وتحاول تشويه صورة الإسلام السمحة. طالب قرداحي وسائل الإعلام ضرورة النظر في المواقف المشرفة للأزهر الشريف وشيخه الذي يقف بكل قوة في مواجهة الفكر الضال والمنحرف في كل مكان. داعياً وسائل الإعلام التعاون مع الأزهر وإمامه الأكبر من أجل استقرار مصر. لا النيل من قياداته وعلمائه. قال قرداحي أثناء اللقاء للإمام الأكبر أنه يتمني مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية. مبدياً إعجابه بشخصيته. وإدارته لمصر. والتفاف المصريون حوله. من جانبه أشاد شيخ الأزهر ببرنامج قرداحي "المسامح كريم" الذي يحاول فيه لم الشمل بين الأسر والأقارب والأصدقاء. موضحا أن استخدام الفضل الإعلامي للإصلاح بين الناس عمل عظيم. وشرح شيخ الأزهر لقرداحي ما تقوم به اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر. من فض النزاعات والخلافات بين العائلات والأفراد بالتعاون مع المحافظين. واللجان الفرعية بالمحافظات للعمل علي وقف نزيف الدماء. والقضاء علي عادة الثأر في ربوع مصر.