تقوم الجمعيات الاهلية والتي يبلغ عددها نحو 43 ألف جمعية علي الجهود التطوعية للمهتمين بالخدمة العامة في مجالات عديدة منها محو الامية ومكافحة المخدرات ورعاية الطفولة والتوعية الصحية والخدمات الزراعية والتعليمية. وتمثل الجمعيات الاهلية حلقة الوصل بين الفرد والدولة الامر الذي يلقي علي عاتقها مسئولية تحقيق التوازن بين الطرفين ويقع علي الجمعيات الاهلية بعض المسئوليات الاساسية والتي تتضمن المساهمة في خلق فرص العمل ورفع مستوي الوعي البيئي لدي افراد المجتمع وفي الرقابة علي الممارسات التي من شأنها الاضرار بالبيئة وفي اخذ مبادرات لتحسين الاوضاع البيئية. وقد شهدت الجمعيات الاهلية ازدهارا كبيرا في ميادين غير مسبوقة اهمها مجالات التنمية الريفية حيث تلعب بعض الجمعيات مثل جمعية الصعيد للتربية والتنمية والتي تأسست عام 1940 دورا كبيرا من مجال انشاء المدارس ومكافحة الامية وتنمية المرأة والصحة. كما لعبت الجمعية الانجيلية للتنمية المتواصلة بمحافظة المنيا والمشهرة عام 1990 دورا مهماً في مجال التوعية الصحية والبيئية للمواطنون وفي تحسين دخول الافراد من اصحاب المشروعات الصغيرة. وفي ظل التحديات التي يواجهها المواطنين من جانب والحكومة من جانب اخر في مجال النظافة وادارة المخلفات الصلبة تبدو من الاهمية بمكان ان تلعب الجمعيات الاهلية وبصفة خاصة في الريف دورا مهماً في هذا المجال. ذلك ان حجم القمامة في مصر يصل الي 70 مليون طن سنويا وان حجم القمامة اليومية يصل الي 47 الف طن يمكن ان تدر عائد يصل الي 25 مليار جنيه في حالة تدويرها. وقد اكد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان قمامة مصر تعد الاغني علي مستوي العالم من حيث المواد العضوية والتي يمكن ان تستخدم في توليد الطاقة وان الطن منها يحقق عائدا يصل الي 6 آلاف جنيه. كما ان استخدام المواد العضوية يمكن ان يوفر نحو 9 ملايين طن من السماد العضوي عن طريق تدوير القمامة وانتاج 3 ملايين طن ورق و348 طناً من الزجاج ونحو 336 الف طن من الحديد. ويعتمد دور الجمعيات الاهلية في الريف المصري في مشروع ادارة المخلفات الصلبة علي ابرام تعاقد بين جمعية تنمية المجتمع والوحدة الملحية القروية وبمقتضي هذا التعاقد يتم اسناد مهمة ادارة منظومة المخلفات الصلبة ونظافة وتجميل القرية للجمعية نظير قيام الوحدة بتحصيل مبلغ ثلاثة جنيهات من كل منزل مع توريد 90% من المبالغ المحصلة لصالح الجمعية للانفاق علي المشروع واحتجاز النسبة المتبقية مقابل التحصيل. وتقوم الجمعية بتوزيع اكياس فرز القمامة علي المنازل وتدبير معدات النظافة ووسائل النقل والعمالة اللازمة لنقل هذه المخلفات ليتم بيع المخلفات الصلبة والمخلفات العضوية بعد تحويلها الي اسمدة عضوية لصالح الجمعية لزيادة مواردها. ويهدف هذا المشروع الي الارتقاء بمنظومة المخلفات الصلبة بالقري بمبادرات ايجابية وفعالة من منظمات المجتمع المدني ودعم حكومي لتحويل القري المصرية الي قري نظيفة صديقة للبيئة وذلك علي غرار ما تقدمت به بعض القري مثل قرية العزباوي بمحافظة البحيرة وقرية ناهيا بمحافظة الجيزة. كما يهدف هذا المشروع الي الحد من تلوث بيئة القرية وتعظيم الاستفادة من القمامة بانتاج الاسمدة من المخلفات العضوية وبيع المخلفات الصلبة غير العضوية بعد فرزها للجهات والمصانع التي تحتاجها فضلا عن توفير فرص عمل غير تقليدية للشباب في الريف. نخلص من ذلك الي ان اقامة الشراكة بين الوحدات القروية والجمعيات الاهلية يمكن ان يعمل علي حسن ادارة المخلفات العضوية والصلبة في الريف المصري وهو الامر الذي من شأنه ان يحقق الاهداف الاتية. 1- تخفيض معدلات التلوث البيئي الناشئ عن حرق البقايا النباتية وتصاعد غاز ثاني اكسيد الكربون. 2- تخفيض معدلات استخدام الاسمدة الصناعية الكيماوية. 3- زيادة الدخل تنمية لزيادة انتاجية الاراضي وتخفيض معدلات استخدام الاسمدة الصناعية. 4- توفير فرص عمل للشباب من الخريجين. 5- التخلص الآمن والصحي من المخلفات.