من خلال رسائل سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية يمكن أن نستنتج بعض الأولويات الملحة والتي تشكل محاور هامة في رؤيته الإصلاحية. ومن أهم هذه الرسائل: محور تجديد الخطاب الديني وتنقيحه مما علق به من شوائب. أو آراء شاذة وأفكار متطرفة. أو قصور في الوصول بالرسالة السمحة إلي العالم كله. أو هذا الانفصام الواضح بين التنظير والتطبيق. والرسالة الثانية هي مصر التي تحتل المرتبة الأولي في وجدان السيد الرئيس. وكأني به يسابق الزمن لتسترد عافيتها وريادتها. وتتبوأ المكانة التي تليق بها عربياً وإسلامياً ودولياً. وأري أن هذا المحور يسير سيراً قوياً وفي الاتجاه الصحيح. ويقوم علي مرتكزين: تحسين البنية الاقتصادية والأحوال المعيشية للمصريين. وإعادة رسم سياسة مصر الخارجية بما يخدم الهدف الأكبر المشار إليه. أما الرسالة الثالثة: فتخص الفقراء والعناية بهم والعمل علي تحسين ظروفهم وأحوالهم المعيشية وإعطائهم الأولوية في القوانين والتشريعات وبذل أقصي الجهد لتوفير فرص العمل لهم ولأبنائهم وهو ما نؤمل أن تظهر بوادره ونتائجه في المستقبل القريب بإذن الله تعالي. أما لب ما يشغلني ويدخل في دائرة اهتمامي ومجال تخصصي واختصاصي وأشعر أني المخاطب به والمعني بتحويل التنظير فيه إلي تطبيق وإن شاركني آخرون هذا الشعور فهو قضية الخطاب الديني الذي يري السيد الرئيس - ونري معه جميعاً - أنه لا مجال للخروج من الفوضي التي تعم كثيراً من دول العالم الإسلامي إلا بتصحيح مساره وتخليصه مما لحق به من أفكار متطرفة. أو سطحية أو جمود في التناول. أو ضعف في الرؤية. أو خوف من اقتحام عالم التجديد. أو فتور في الهمم أو قصور فيها عن مواكبة ما يستجد من قضايا وأحداث. وما تتطلبه المرحلة من جهد وعمل شاق مضن ورؤي وحلول غير تقليدية لمواجهة الأفكار والجماعات والتنظيمات المارقة. وهو ما يحتم الخروج من المكاتب إلي المواجهة الميدانية. واقتحام الصعاب. وتحمل المشاق. وربما الاستعداد لتحمل سهام النقد اللاذع لأن من جديد فقد استهدف وصار غرضاً للسهام. علي أن مواجهة الإرهاب تتطلب تضافر جهود الدول والمؤسسات. فعلي المستوي الدولي نحتاج كما أكدت مراراً إلي اصطفاف عربي وإسلامي وإنساني لمواجهة ظواهر الإرهاب المتنامية قبل أن تحرق الأخضر واليابس. بعد أن صار العالم كله في مرمي الإرهاب. وصار الإرهاب يصيب الصامتين عليه والمتوجسين منه. والمترددين في مواجهته. وفي الداخل نحتاج إلي تضافر المؤسسات الدعوية والتعليمية والبحثية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لتشكيل منظومة قوية لاقتلاع الإرهاب من جذوره بمعالجة الأسباب التي أدت إلي ظهوره. واستجابة للرسالة الموجهة في نطاق اختصاص الأوقاف اتخذنا الخطوات التالية: 1- قيام الإدارة العامة لبحوث الدعوة بعمل مخطط علمي لموسوعة كبري لمكارم الأخلاق والشمائل المحمدية. تهدف إلي التعريف بنبي الإسلام ورسالته الأخلاقية السمحة من جهة. وترسيخ مكارم الأخلاق في نفوس المسلمين وغرسها في نفوس الناشئة والشباب من جهة أخري. 2- إنشاء الكتاب العصري المتميز الذي يعني إلي جانب تحفيظ القرآن الكريم ببث القيم الأخلاقية والوطنية. وترسيخ الانتماء للوطن في نفوس الناشئة. 3- مواصلة صالون الأوقاف الثقافي لنشاطه العلمي واختيار موضوعاته بدقة وعناية تتسق مع الدعوة لتجديد الفكر الإسلامي في انفتاح عقلي ومعرفي يؤمن بإعادة النظر في أمور ظلت في حكم المسلمات لقرون طويلة. حيث جاءت في ظروف ناسبت عصرها وزمانها وبيئتها. وأصبح تغير الزمان والمكان والحال يتطلب رؤية جديدة. حيث أكدنا علي سبيل المثال في صالون الأوقاف الثالث حول: "نظم الحكم والمتاجرة بقضية الخلافة" أن كل حكم يسعي لتحقيق العدل والقضاء علي الفساد. ويعمل علي تحقيق مصالح الناس وقضاء حوائجهم من شئون المعيشة والصحة والتعليم وما لا تقوم حياتهم إلا به من البنية التحتية من ماء وكهرباء وطرق. ولا يحول بينهم وبين أداء شعائرهم. ولا يتصادم مع ما هو قطعي الثبوت قطعي الدلالة. فهو حكم رشيد مرضي عند الله وعند الناس. فالعبرة بالغايات والمقاصد وليست بمجرد الأسماء والشكليات. وفي صالون الأوقاف الخامس حول كتب التراث أكدنا علي ضرورة إعادة قراءة التراث وتنقيحه وتيسيره في ضوء الحفاظ علي الثوابت وما هو قطعي الثبوت والدلالة. وما هو معلوم من الدين بالضرورة. مع الخروج من دائرة القوالب الجامدة والأنماط السائدة في التفكير والمناقشة والمعالجة. 4- إضافة إلي التأهيل والتدريب المستمر لرفع المستوي العلمي والمهني للأئمة والخطباء. ونشر رسالة الأوقاف للعالم بتسع لغات. ووضع برامج علمية لتدريب الأئمة علي التواصل الإلكتروني مع الاستعانة بخبراء من وزارة الاتصالات في هذا المجال. وإنشاء منتدي السماحة والوسطية العالمي بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. واتساع نطاق القوافل والتواصل مع المجتمع عبر المساجد. والمصانع. وقصور الثقافة. ومراكز الشباب. والجامعات. مع التواصل المستمر مع الشباب من خلال القنوات المختلفة.