أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن أجهزة الأمن لا تواجه إرهاباً محلي الصنع وإنما تواجه إرهاباً منظماً وأن هناك قوي خارجية إقليمية دولية وراء هذا الإرهاب. أضاف خلال كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة أمس أن أجهزة الأمن قطعت شوطاً طويلاً في الحرب علي الإرهاب وأنه تم الانتقال من مرحلة رد الفعل تجاه العمليات الإرهابية إلي مرحلة الفعل.. مشيراً إلي أن عدد الشبكات والخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها والعمليات التي تم إجهاضها قبل الشروع فيها أضعاف العمليات الإرهابية الدنيئة ذات الطابع الفردي. قال إن هذه الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار قدمت النموذج والمثل والقدوة تنتظر منا جميعاً أن نحذو حذوها بذلاً وفداءً وتضحية بكل الانتماء الصادق لهذا الوطن وبكل الإيمان العميق بمقدساته وقدراته ورسالته الحضارية الإنسانية. وبكل مسئوليات الواجب الوطني الذي نحمله فوق أكتافنا.. وإنا لنعاهدها عهد الرجال الأوفياء وعهد الجنود الصامدين وعهد الوطنيين الصادقين الذين يشترون مجد الوطن واستقلال إرادته واستقراره وسلامته بأرواحهم ودمائهم. أكد الوزير أننا انتقلنا بعون الله وبعزيمة الرجال من مرحلة رد الفعل تجاه العمليات الإرهابية إلي مرحلة الفعل وهي مرحلة إجهاض هذه العمليات قبل وقوعها وهي أعمال يجري تطويقها والحد منها بمتابعة دقيقة وفاعلة حتي نقضي علي ذلك الإرهاب قضاءً تاماً نضمن معه لوطننا أمناً واستقراراً دائماً. أضاف أن عملنا أصبح يرتكز علي استراتيجية أمنية وطنية شاملة يجري تنفيذها في إطار من التنسيق التام والتكامل غير المسبوق مع رجال قواتنا المسلحة البواسل تغطي أرجاء الوطن مع التركيز علي المحافظات والمناطق التي تطل منها بقايا جيوب الإرهاب وهي استراتيجية تعتمد علي انتزاع المبادرة والضربات الاستباقية وعلي توفير رصيد متجدد من المعلومات وجهود حثيثة في المتابعة والملاحقة لكل من تورط في عمل إرهابي.. وهنا أؤكد لكم أنه لن يفلت آثم من العقاب. وسينال كل من شارك أو خطط أو نفذ فعل إرهابي عقوبته التي أوجب القانون إنفاذها. أضاف أننا في الوقت الذي واجهنا ونواجه فيه صنفاً خسيساً من الإرهاب نواجه في الوقت ذاته علي صعيد الأمن الجنائي أنماطاً مستجدة من الجريمة خاصة جرائم السطو المسلح والسرقة بالإكراه والخطف وهي جرائم غير مسبوقة في مصر استغرقت جانباً كبيراً من العمل والجهد ومثلت مع جرائم أخري كالجرائم الالكترونية وجرائم الإنترنت التي تزامنت مع الجرائم الإرهابية تحدياً كبيراً لأجهزة الأمن وإذا كان ميدان معركة الأمن قد أصبح أكثر تشعباً وتنوعاً فقد حرصنا كل الحرص علي أن تكون جهودنا موزعة علي كل مجالات المواجهة دون تفريط في مواجهة تحديات مستجدات الأمن الجنائي علي حساب المعركة المفتوحة ضد الإرهاب. قال: إننا نلتزم في كل عمل نقوم به وفي كل مواجهة فرضت علينا بروح القانون قبل مواده ونصوصه وقد كان حرصنا بالغاً علي أن تكون مراعاة مبادئ حقوق الإنسان قائمة في كل أعمال الشرطة.. وإذا كان من طبائع الأشياء أن تحدث بعض التجاوزات أحياناً فإننا لم ولن نتستر علي تجاوز ولم ولن نقبل إلا بأن يكون رجال الشرطة في كل الأعمال الملقاة علي عاتقهم صورة حية وشفافة لنصوص القانون المكلفين بتفعيله وإنقاذه. أضاف: وفي هذا السياق فإنني أشير بكل إجلال إلي هذا المستوي الرفيع من أداء القوات المسلحة الباسلة ومن الدور البطولي المشهود الذي اضطلعت به في مواجهة أشد أنواع الإرهاب شراً وأن نشيد بذلك المستوي البالغ الرقي من تنسيق التعاون بينها وبين جهاز الشرطة.. وهو عمل كما عكس وحدة المصير الوطني ووحدة العدو المشترك يكلل بتضحيات غالية وأعمال بطولية هي جزء لا يتجزأ من تاريخ مدرسة الوطنية المصرية التي أسسها الجيش المصري منذ فجر التاريخ. قال الوزير في نهاية كلمته: ليس لدينا شك في أن أعلامنا ستظل مرفوعة في السماء وأن المستقبل العظيم الذي نسعي إليه ونجتهد في الوصول إليه سيكون دانياً وقريباً بفضل إرادة وطنية لا تقبل أن تنكسر وعطاء وبذل بغير حدود ودم شهيد قدم تضحيات من أجل وطن عظيم آن له الأوان أن يأخذ مكانه الذي يستحق وطناً آمناً مستقراً مزدهراً بفضل سواعد أبنائه المخلصين والقيادة المستنيرة لابن مصر البار عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.