عام كامل مر علي تاريخ الفن في مصر.. شهد فيه أحداثاً عديدة ومثيرة كما غيب الموت أكبر عدد من الفنانين والمبدعين في هذا العام الغريب المليء بالأحداث والقضايا مع الجوائز والإنجازات في تناقض مذهل!! وصل عدد الأفلام المعروضة إلي حوالي 34 فيلما وهو بزيادة واضحة عن العام الماضي "27 فيلماً" وكذا ما قبله.. وهذا معناه أن السينما المصرية بدأت تسترد عافيتها.. فقد بدأ العام بعرض فيلم غريب العنوان وهو "حصلنا الرعب" ثم اختتم بفيلم "ديكور" الذي نال العديد من الجوائز. في قراءة تحليلية ونقدية لهذه الأفلام الكثيرة والمتباينة في موضوعاتها التي انحصرت ما بين الرعب والكوميدي والاجتماعي والعنف وحتي الغنائي.. نستطيع نختار خمسة أفلام من مجموع ما عرض لتكون هي الأفضل هذا العام ولا عجب أن تكون هي نفسها التي حققت أعلي إيرادات.. وهذا مؤشر جيد تتطلع إليه السينما منذ القدم وهو أن يتوحد الفيلم الجيد مع الفيلم الجماهيري وبالتالي يكون هذا هو الهدف المرجو وصلب تطور صناعة السينما في مصر.. والأفلام الخمسة هي: "الفيل الأزرق" إخراج مروان حامد. و"الجزيرة 2" إخراج شريف عرفة و"فتاة المصنع" إخراج محمد خان و"لا مؤاخذة" إخراج عمرو سلامة و"ديكور" إخراج أحمد عبدالله السيد.. وهي كما نري لأجيال مختلفة من الكبار وجيل الوسط والشباب وهذا يعني أيضاً أن السينما المصرية بخير مهما كان الهجوم عليها.. بل ومهما قدمت حتي من أفلام تجارية أو شعبية أخري!! يلفت نظرنا في هذا الموسم عرض فيلم عن المثلية وهو "أسرار عائلية" للمخرج هاني فوزي وكذا عرض فيلم عن الإلحاد وهو "الملحد" للمخرج نادر سيف الدين.. وهما جيدان وكل تناول الظاهرة التي حدث عنها بموضوعية وبعيداً عن الإسفاف أو التجارة بهذا الأمر..! كما عرض فيلم ثالث عن التطرف الديني بعنوان "بنت من دار السلام" للمخرج طوني نبيه.. وقد واجه هذا الفيلم أغرب مشكلة وهي أن إحدي بطلاته كانت تحاربه وتقف ضده بل وخرجت علي الهواء لتعلن أن إحدي بطلاته كانت تحاربه وتقف ضده بل وخرجت علي الهواء لتعلن أن الملتحي هو رمز للدين وللإسلام وكأنها هي الأخري متطرفة رغم أنها تعد من الممثلات الجريئات علي الشاشة في لبسها وتمثيلها!! "روح" هيفاء وهبي في ظاهرة غريبة أيضاً كان في منع رئيس الوزراء لفيلم "حلاوة روح" ولكن عن طريق وزير الثقافة وقتها د. صابر عرب وجاء قرار المحكمة الإدارية في نهاية هذا العام لينصف الفيلم ويقول بوضوح ليس من شأن الوزراء ولا رئيسهم أن يمنع فيلم ولكنه شأن جهاز الرقابة المختص بذلك وبأن هذا تعسف إداري.. واعترف المهندس إبراهيم محلب علي الهواء أيضاً أن الذي حرضه علي ذلك هي منظمات المجتمع المدني التي سعت إلي قرار المنع.. وبذلك انتصرتروح هيفاء وهبي علي هذه المنظمات والجمعيات المتخبطة والتي أرادت أن تلعب دور الرقابة مثل الإخوان والسلفيين!! كما لفت النظر أيضاً في هذا الموسم ظهور سبعة مخرجين قدموا أفلامهم لأول مرة وهم: نادر سيف الدين وعطية أمين وإبرام نشأت وهالة لطفي وطوني نبيه ومحمد الطحاوي ورامي غيط..! اختفاء النجوم يلفت النظر أيضاً في هذا الموسم استمرار الأفلام التجارية وأفلام الغناء الشعبي أو أغاني المهرجانات حتي أنه تم عرض فيلم بعنوان "المهرجان" لأحد أبطال هذا اللون من الغناء وكذا الأفلام التي تعتمد علي العنف مثل "النبطشي" و"حديد" و"وش سجون" فضلاً عن أفلام السبكية التي كانت أغلبها تغازل شباك التذاكر وحده!! في الوقت الذي اختفي فيه النجوم الكبار والشبان أمثال: عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ومحمود ياسين ونور الشريف وحتي هاني سلامة وكذا كل النجمات من نادية الجندي ونبيلة عبيد وحتي منة شلبي.. تظهر مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات في أدوار البطولة لعل أبرزهم: ياسمين رئيس التي حصدت العديد من الجوائز ودرة ومي سليم وحورية فرغلي وراندا البحيري وساندي.. ثم فجأة يقفز علي هؤلاء راقصات من نوعية صافيناز وبوسي وبارديس وحتي هيفاء لتيصدروا الأفيش.. كما ظهر من الشبان: رامي وحيد ومحمد مرجان وعماد الراهب وأحمد الجارحي ومحمد عبدالعزيز ومحمد هشام ومحمد رضا وعماد يوسف.. وآخرين في أدوار البطولة أو المشاركة! ويفشل فيلم أحمد حلمي "صنع في مصر" في تحقيق الايرادات التي كان معتاداً عليها! بينما يحتفظ ثلاثي أضواء السينما الشهير فهمي وشيكو وهشام ماجد بمستواهم الكوميدي المعتاد في "الحرب العالمية الثالثة"..! طوغان.. وعيد الفن تظل أهم أحداث العام هو عودة "عيد الفن" مرة أخري بعد توقفه 33 عاماً.. وقد قام رئيس الجمهورية وقتها عدلي منصور بنفسه بتوزيع دروع التكريم علي عدد كبير من رواد الفن بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ونائبه الأول المشير عبدالفتاح السيسي.. ويومها القي رئيس الجمهورية كلمة مهمة عن "هويتنا" التي يتبناها الفن دوماً في أعماله وأغانيه.. وعن أهمية الارتقاء بالإحساس..! ومن الأحداث المهمة أيضا حصول المخرج الكبير محمد خان علي الجنسية المصرية وهو ذو الجذور الباكستانية من ناحية الأب رغم أنه ولد في مصر وكذلك حصول فنان الجمهورية الكبير أحمد طوغان علي جائزة النيل الكبري قبل رحيله والفنان سناء شافع والتشكيلي عز الدين نجيب علي التقديرية ومجدي أحمد علي التفوق ونسمة عبدالعزيز علي التشجيعية.