سلالم الدائري العشوائية.. مصائد للموت

المواطنون: الطريق الوحيد لمنازلنا.. الكوارث يومية

لا يمر يوم إلا ويشهد الدائري كارثة بسبب سيارات النقل الثقيل وسرعتها الزائدة ليس هذا فقط فمطالع المشاة والتي أنشئت بالجهود الذاتية وهي غير مطابقة للمواصفات تحولت لكارثة جديدة حيث تفتح الطريق العبور المشاة.. ورغم علم المسئولين بها إلا أنه لم يتحرك أحد حفاظا علي الأرواح حتي الآن.
حسام الدين علي من سكان الطالبية يقول جميع المطالع المقامة علي طول الدائري أنشأها الأهالي بالجهود الذاتية وللأسف هي الوسيلة الوحيدة للوصول لمنازلنا أسفل الدائري حيث لا توجد أي وسيلة مواصلات تصل إلي هذه المناطق ورغم أهمية هذه المطالع والموجودة منذ أكثر من 20 عاما يرفض المسئولون الاعتراف بها أو إلغاءها وإيجاد البديل.
ويضيف محمود العشري: العديد من الحوادث تحدث يوميا خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال عند الهبوط علي سلالم الدائري لأنها منشأة بطريقة خاطئة علي شكل رأسي عمودي علي الدائري ونظرا للارتفاع الشاهق في هذه المناطق يجد المشاه صعوبة بالغة أثناء الهبوط مما يؤدي لانزلاق المارة فوق درجات السلالم.
ويشير علي فهمي إلي أن معظم درجات السلالم مقامة إما بالطوب أو الصبة الخرسانية وبدون أسوار مما يشكل صعوبة أثناء الهبوط عليها وفي منطقة دار السلام وعزبة خير الله وصل الأمر إلي قيام الأهالي بإنشاء كوبري مشاه صغير فوق الدائري لتسلق الحواجز ومن ثم توصيله بآخر للهبوط إلي أسفل مما يمثل خطورة بالغة وأصبح مطلوبا أما هدم الكوبري أو إنشاء آخر بديل حفاظا علي الأهالي.
يتفق معه عبدالرحمن سعد قائلا: هناك المئات من سلالم المشاة المقامة سواء علي الدائري أو المحور يطلق علي كل منها اسم المنطقة السكنية المؤدية إليه حيث يلجأ الأهالي لتسلق المنحدر الجانبي بعد السلم للوصول إلي نهر الطريق رغم خطورته وهيئة الطرق والكباري والمرور علي علم تام بكل هذا ومع ذلك لم يتحرك أحد لإيجاد طرق بديلة.
ويضيف محمود سالم المسئولون لا يهتمون إلا برصف الدائري أو إنشاء المزيد من الكباري العلوي ولا يوجد أي اهتمام بما يحدث من كوارث لذلك يلجأ المواطنون إلي الحلول الفردية ففي منطقة الكنيسة قام الأهالي بجمع التبرعات لإنشاء كوبري جديد من الأسمنت مطابق للمواصفات به سور وحلزوني علي مرحلتين كل ذلك بعد إخطار الحي الذي لم يمانع أو حتي يشرف علي الإنشاء وقد أنشئ الكوبري منذ أكثر من خمس سنوات والأهالي في شدة الاحتياج إليه ولن يسمحوا بهدمه مطلقا.
ويشاركه الرأي وليد إبراهيم قائلا: إن معظم تلك المازل العشوائية بموقع رملي لا يناسبه إلا الأنفاق كما يوجد العديد من المطالع بمنطقة دائري المريوطية والتي تحولت جميعها إلي مقالب للقمامة والمياه الراكدة والحيوانات النافقة مما يهدد كبار السن بالعديد من الحوادث المتكررة يوميا.
ويتساءل عمر مؤمن: لماذا لا يقوم المسئولون بعمل حارات خاصة علي الدائرة مثل حارات الانتظار والإسعاف الموجودة علي أكتوبر حتي يتسني الوقوف فيها والتعامل مع الركاب أو إنشاء كباري ومطالع مناسبة في كل منطقة.
ويشيد هشام عيسي بنفق المشاه المقام علي طريق مدينة السلام. اسمه نفق المرشدي. فعلي الرغم من بنائه بالجهود الذاتية إلا أنه مطابق لكل المواصفات القياسية ويلائم كل من المشاة والسيارات الملاكي والأجرة ويطالب بتعميم التجربة.
ويرجع د. مجدي صلاح - أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة - تفشي ظاهرة إقامة السلالم العشوائية علي الدائري إلي انتشار المساكن والبنايات العشوائية قرب الدائري دون أدني تخطيط ويناشد المسئوليين بهيئة الطرق والكباري والمحليات وإدارات المرور لإيجاد حلول بديلة إنشائية غير بدائية كأنفاق المشاه بسلالم كهربائية وبحراسة كافية لضمان السلامة الأمنية.
شبكة عشوائية
ويضيف د. حمدي برغوث - خبير النقل الدولي - أن شبكة الطرق بمصر بشكل عام منشأة بشكل غير علمي مدروس حيث يكون رجل البوليس هو المشروع والمصمم للطرق دون دراسة الجدوي وتفاصيل التصميم.
وأكد أن الأصح هو أن تكون تلك السلالم علي منحدر مواز لنهر الطريق وعلي أرض ثابتة وبأماكن مدروسة وذلك لفصل حركة المشاة عن حركة السيارات.
بمواجهة صبحي ربيع - نائب رئيس هيئة الطرق والكباري - أكد علي وجود خطة لتفادي مشكلة السلالم العشوائية علي الطريق الدائري مقرر الانتهاء منها مع حلول النصف الأول من العام القادم حيث بدأت الهيئة بالفعل في دراسة شبكة السلالم العشوائية علي الطريق الدائري لاختيار المناسب وهدم ما لا يتوافق مع المواصفات القياسية للطرق بالإضافة إلي إنشاء توسعات علي الطريق بالأماكن التي لمسنا توافق السلم بها مع الأسس العلمية وتمهيد أماكن للانتظار بالقرب منه لتيسير تعامل المواطنين مع المواصلات العامة علي الطريق بأمان.