استقبل السائحون والمواطنون افتتاح تطوير المرحلتين الأولي والثانية بالمتحف المصري والتي تضم الجناح الشرقي من قاعة توت غنخ آمون وتمثال تحتمس الثالث وزوسر بفرحة شديدة مؤكدين أن المتحف الآن في أفضل حال خاصة بعد الأيام الصعبة التي عاشها إبان أحداث الثورة حيث طالت يد التخريب معظم القاعات وقد تم التطوير بأيد مصرية ومشاركات من الاتحاد الأوروبي والسفارة الألمانية وقد حضر الافتتاح السفير محمد عباس حلمي حفيد الخديوي عباس مؤسس المتحف ويعد المتحف المصري من أشهر متاحف العالم وكان يمتد من النيل حتي منتصف شارع رمسيس حتي أصبح يحتوي الآن علي 160 ألف أثر ما بين المخزون والمعروض كما سيتم استكمال أعمال التطوير خلال المرحلة القادمة. وقد أكد المهندس إبراهيم محلب أثناء افتتاحه للمتحف أن مصر بلد الأمن والأمان ونحن من ميدان التحرير نؤكد علي ذلك في وجود عدد كبير من الوزراء والسفراء والسائحين وأجري حواراً مع عدد من السائحين داخل المتحف. الدكتور باسم الشرقاوي بالمعهد المصري العالي للسياحة يشير إلي أن الخبرة لعبت دوراً كبيراً في إعادة التطوير الشامل للمتحف المصري بعد أن طالته يد التخريب وأنه بحكم تردده علي المتحف وجد أن هناك اهتماماً شديداً بجميع القطع الأثرية بإعادة عرضها بشكل عالمي. أحمد المعناوي المشرف علي إحدي الرحلات المدرسية التي تواجدت بالمتحف يقول إنه دائم التردد علي المتحف بحكم وظيفته وأنه في قمة السعادة لما شاهده اليوم من أعمال تطوير وقد حرص علي شرح ذلك للتلاميذ الذين انبهروا بإعادة الرونق للتماثيل واللوحات ومدي براعة الفن المصري القديم. الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار المصرية قال إن المرحلة الأولي من تطوير المتحف شملت الجناح الشرقي للملك توت غنخ آمون كبداية لسيناريو خاص للمتحف المصري الكبير كما أكد علي اهتمام المجتمع الدولي بترميم المتحف وأن الهدف الرئيسي من التطوير هو إعادة المتحف المصري إلي وضعه وقت الإنشاء في عهد الخديوي عباس حلمي والذي يعد من أشهر متاحف العالم. أضاف الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة أن المتحف المصري يعيد صياغة وسط القاهرة الفرعونية ويعتبر أحد رءوس المثلث الذي يحتوي بداخله علي القاهرة الفاطمية والخديوية حيث يتم تطوير هذا الصرح العملاق ضمن خطة المحافظة والوزارة لإحياء وتطوير منطقة وسط البلد والتي تحتوي علي 1500 مبني شيدت جميعها في نفس الوقت ولها ما يشابهها في عواصم الدول الأوروبية مع تطوير الشوارع والأرصفة والإضاءة المحيطة بالمنطقة. أكد أنه سيتم خلال أيام افتتاح جراج التحرير الذي يسع حوالي 2300 سيارة و24 أتوبيساً سياحياً لتكتمل الصورة الحضارية لوسط البلد كما سيتم الانتهاء من جميع الأعمال الخاصة بترميم وتطوير الشوارع والمباني خلال السنتين القادمتين. أضاف الدكتور محمود الحلوجي مدير المتحف المصري أن جميع العاملين بالمتحف ساهموا في تطوير وإنجاز الأعمال الأساسية بالإضافة إلي الجهات المعنية لإعادة ترميم حوائط وأرضيات وأسقف المتحف وتم ذلك وسط ظروف صعبة من أجل الحفاظ علي رونق الآثار المصرية وإعادتها كما كانت. كما أضاف أن الهدف من أعمال التطوير هو الحفاظ علي 160 ألف أثر موجودة بالمتحف منها تمثال توت غنخ آمون وتمثال الملك خوفو وتمثال تحتمس الثالث والملك زوسر بخلاف كثير من القطع الأثرية المملوكة للملوك والأمراء الفراعنة. كما أضاف الحلوجي أنه ولأول مرة في المتاحف سيتم خلال أيام تجربة الصوت والضوء بالمتحف المصري. وقد أعرب السفير محمد عباس حلمي حفيد الخديوي عباس مؤسس المتحف المصري عن سعادته البالغة بتطوير المتحف وإعادة رونقه من جديد والذي يساهم في الحفاظ علي الآثار المصرية مشيراً إلي أن المتحف سيعود علي ما كان عليه من قبل حيث تعتبر المحطة الأولي بداية للحفاظ علي مقتنياته الأثرية والحضارية.