كشفت المعركة الكلامية علي الهواء مباشرة بين الإعلامي وائل الإبراشي والدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة عن حالة التردي الواضحة في اسلوب الحوار وعدم الاحترام في الاختلاف في وجهات النظر. حتي مع المسئولين التنفيذيين الذين يجب أن يكونوا قدوة ومثلاً للشباب والبعض منهم أصبح لا يطيق أي نقد لعمله حتي ولو وصل أداؤه إلي أدني مستوي له. البعض من هؤلاء المسئولين ومنهم محافظ الجيزة يعتبرون أنفسهم ملائكة لا يخطئون وان الآخرين هم الذين لا يفهمون ولا يتعاملون بمهنية وانه يجب علي وسائل الإعلام من فضائيات وصحف أن تتغني بأمجادهم "الوهمية" وتتحدث عن فضائلهم وقدراتهم "الفذة" في حل مشكلات الجماهير. لم يكن وائل الابراشي يفعل شيئا غير عادي فقد كان يقدم للمسئولين والمواطنين نموذجا صارخا لمشكلة سكان عقار في العمرانية انهار وأقام سكانه في الشارع يبيتون لياليهم في عز البرد بلا رحمة أو شفقة من أحد.. وما قدمه الابراشي لم يكن إلا تسليطا للضوء علي المشكلة ليسارع محافظ الجيزة بحلها وهو دور طبيعي وأساسي له في حل مشكلات المواطنين وتوفير سبل الراحة لهم. ويبدو ان المحافظ قد تضايق كثيرا من عرض هذه المشكلة بأصوات أصحابها الذين أبدوا خيبة أملهم في مسئولي المحافظة ورئيس الحي الذي أعطي لكل أسرة من الأسر المنكوبة 400 جنيه قائلاً انها من جيبي الخاص!! ورد السكان اننا نرفض الاحسان فرد رئيس الحي وقال أحبسكم لو عملتم ضجة ورد عليه أحدهم ويدعي العرابي توفيق قائلاً أنا مش اخواني وليس لي في السياسة..!! الحوار بين الابراشي والمحافظ بدأ عاديا وان كان المحافظ مستفزا وظهر ذلك واضحا عندما قال الابراشي "ساعدهم انت" والمحافظة ليس لديها أموال لإعطاء شقق لأصحاب العقار المنهار. أما الابراشي فرد قائلاً "اترك مكانك الناس نايمين في العراء". وتواصل السجال اللفظي بين الطرفين حتي قال محافظ الجيزة للإبراشي لقد ظلمك من اعطاء الميكروفون وأنت لا تعمل بمهنية مطالبا اياه بأن يتركه مع المواطنين ولا يتدخل. والحقيقة ان المحافظ.. أي محافظ هو المسئول الأول مسئولية مطلقة عن أي مشكلة تواجه عددا من المواطنين داخل محافظته وان حجج عدم وجود ميزانية أو أموال لحل مشاكل طارئة هي حجج واهية لا يجب أن تقال في مثل هذا الظرف الصعب الذي يواجه مواطنين ناموا في العراء وان الحلول عن طريق المسكنات مثل اعطاء 400 جنيه لكل متضرر من جيب رئيس الحي هي حلول ساذجة وعبيطة ثم ان انتظار من يتبرع للناس بإيجار 6 أشهر كما حدث في هذه المشكلة هو عيب كل العيب في حق المحافظ والحكومة معاً وهما من يتوليان شئون المواطنين وحل مشاكلهم وليس انتظار هبة تأتي من السماء تنقذ ماء الوجه. الغريب ان محافظ الجيزة قال للإبراشي أنت تتاجر بآلام الناس ولا أدري أين هذه المتاجرة في استنهاض المسئولين للتحرك لإنقاذ الناس من مصير بائس ينتظرهم. وانشغل المحافظ في معركته الكلامية باستعراض قدراته العلمية والمعملية فقال للإبراشي "انت لست علي قدر علمي ولن تستطيع" وكأننا طلبنا الاستمالة إلي سيرته الذاتية وليس حل مشكلة العقار المنهار. وللجيزة مشاكل عديدة لا تجد حلاً.. فقد انتشر مثلاً اللصوص في الشوارع الرئيسية يسرقون حقائب السيدات.. كما احتل سائقو التكاتك رءوس أغلب الشوارع التي تطل علي شارع الهرم ويتجولون بالتوك توك في الشارع وأغلبهم صبية صغار هم في الغالب من يسرقون الناس في المساء. ليس هذا فقط فمازالت تلال القمامة والقاذورات في شوارع عديدة ولا يبدو ان المحافظ يهتم سوي بالحديث إلي وسائل الاعلام المرئية منها بالذات وان كان قد هاجم أحد نجوم هذه الفضائيات وائل الابراشي. لكن يبقي السؤال الأهم والأبرز : متي تعلن حركة المحافظين الجدد؟! لقد تأخرت طويلاً وبشكل أصبح يثير التساؤلات ولماذا تأخرت؟!!