فقد المصريون الأمل في قطر واستقامتها السياسية حيث أدمنت هذه الدويلة الصغيرة التمرد والتغريد خارج السرب العربي الإسلامي بحثا عن شو سياسي وشعارها في كل الأحوال "خالف تعرف". لذلك من الخطأ أن نشغل أنفسنا كثيرا بتعهدات أميرها للسعودية فقد تأكد للجميع من خلال ما مارسته فضائيتها الحقيرة خلال الأسبوعين الماضيين من تحريض علي العنف في مصر ومن تشويه للحقائق أن هذه الإمارة ستظل صغيرة في تصرفاتها مارقة في سلوكها يسيطر علي مشاعر قياداتها تجاه مصر وشعبها الغل والحقد والغيرة. من هنا لم يكن غريبا ولا صادما أن يكشف أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر عن مشاعرهم الحقيقية تجاه مصر وأن يمارس تحريضا فاضحا علي العنف والقتل والتخريب وأن تظل قناة الجزيرة في نشر الأكاذيب وعرض الفيديوهات المفبركة لتشويه الحقائق وخداع المشاهدين المغفلين الذين يحرصون علي مشاهدتها.. فقد تعودنا منها علي الغدر وخيانة الوعد كما تأكدنا من مشاعر قيادتها العدائية تجاه مصر وقيادتها ربما لأن الفارق في المكانة والتاريخ والعطاء الحضاري كبير حيث أدرك القطريون أن المال وحده لا يصنع دولة. حتما.. الشعب المصري لن يسامح القيادة القطرية علي إساءاتها المتكررة له ولا علي تحريضها المستمر علي العنف والفوضي في مصر فقد عاني الشعب المصري كثيرا من الفوضويين الذين تدعمهم وتمولهم قطر. ودفع ثمنا باهظا لعنف الجماعات الارهابية التي تحتضن قطر قيادتها وتوفر لهم ملاذا آمنا. وتغدق عليهم من خيرات الشعب القطري المغلوب علي امره. والذي اصبح يشعر بالعار من قيادته التي تجلب له كراهية كل اشقائه العرب. منذ ايام حدثني احد الاخوة الليبيين المقيمين في مصر بمرارة عن الدور التخريبي الذي تلعبه قطر في بلاده وقال لي حرفيا "الشعب الليبي لن يسامح قطر علي جرائمها في ليبيا" وعندما سألته عن التفاصيل قال لي: "يا أخي العالم كله يعرف تفاصيل الجريمة القطرية في ليبيا ويعرف حجم المال القطري الذي يتدفق علي الجماعات الارهابية في ليبيا لتتقاتل وتخرب وكلما تم الاتفاق علي وسيلة للتهدئة والحوار بين الليبيين حرضت قطر عملاءها داخل ليبيا لإفسادها والتقاتل من جديد". هذا هو المنهج التخريبي الذي ادمنته قطر في العالم العربي في ظل الامير الاب والامير الابن ولم يعد هناك امل في استقامة هذه الامارة الصغيرة ولا في إلزام فضائيتها بقواعد المهنية الاعلامية فهدفهم في مصر واضح. وسوف يخيب الله آمالهم وستظل مصر قوية متماسكة مستقرة قادرة علي ردع كل الفوضويين. قدر مصر ان تتحمل قيادة وشعبا عقوق الاشقاء وان تصبر علي اسفاف الصغار.. لكن من يصور لهم خيالهم المريض ان الشعب المصري سينسي من أساءوا اليه ومن تآمروا علي استقراره وافسدوا عليه حياته واهمون. الشعب المصري يعرف جيدا ان قطر لاتستهدف حرية ولا ديمقراطية ولا حياة كريمة لاي شعب عربي. ولا يوجد دليل واحد علي انها شجعت دولة عربية علي الاستقرار. فأموالها تتدفق علي الارهابيين والمتمردين في كل الدول العربية. وهناك تقارير كشف عنها خبراء أمن تؤكد ان قطر كانت الممول الرئيسي لتنظيم داعش الارهابي. وهي من مولت الارهابيين في سوريا وليبيا ومصر. من هنا لاينبغي ان نعلق آمالا كبيرة علي تصفية الاجواء السياسية مع قطر التي تلعب قيادتها تمثيلية سخيفة لم تعد خافية علي المصريين حيث يبادر أميرها بتهنئة الرئيس المصري بانتخابه ويترك وسيلته الاعلامية تصفه بالانقلابي.. ويتطلع للقاء رئيس مصر المنتخب ويترك الجزيرة تصفه بالرئيس غير الشرعي!! سوف يندم قادة قطر عما قريب علي مواقفهم العدائية تجاه مصر وشعبها.. ستدرك القيادة القطرية عما قريب انها لم تعاد قيادة مصر عندما حرضت علي العنف ومولت الارهابيين والفوضويين. بل عادت شعبا قوامه 90 مليونا. شعباً يبحث عن الامن والاستقرار الاقتصادي والسياسي ويتطلع إلي حل مشكلاته الداخلية دون تدخل خارجي. ستدرك قطر عما قريب انها انحازت لجماعة ضالة علي حساب شعب يرفض كل صور الاستغلال الديني والسياسي وانه لن يقبل التخلص من فساد نظام لكي يسلم نفسه لفساد جماعة. ستدرك قيادة دولة قطر ان الشعب المصري لن يتخلي عن دعم قيادته حتي ولو كانت للبعض ملاحظات علي مواقفه وسياساته او علي بعض المحيطين به. ولن يقف مصري وطني في طوابير الخونة والعملاء حتي ولو كان غاضبا من سياسة الحكومة أو ساخطا علي بعض وزرائها. الشعب المصري لن يسامح قطر علي إساءاتها لمصر قيادة وشعبا.