في الماضي كانت الجماعات الإرهابية محدودة العدد وتحمل أسماء واضحة تتضمن التكفير أو الجهاد لكن اليوم ومع الفوضي والحروب المشتعلة في المنطقة كثرت أعدادها وتشابهت علي الناس فلم نعد نعرف أيهم للشريعة وأيهم للإسلام وفي أي دولة يعملون ولم تعد الاسماء الحركية كأبو حفص مثلا قاصرة علي الجهاديين وانما تخطتها للتنظيمات فأصبح بعض التنظيمات يمتلك أيضاً اسماء حركية مستعارة لذا بات من الضروري الحصول علي قوائم تجمع الأسماء المختلفة لعملة التطرف الواحدة. ولم يعد من المجدي وضع تلك القوائم بالاشخاص والتنظيمات علي أجهزة الكمبيوتر بالمطارات بل أصبح لزاماً اعلانها وتداولها علي أوسع نطاق بعد أن فاض الكيل بالدول من محاولتهم زعزعة الإستقرار وتفتيت المنطقة وإستهداف جيوشها.. وأثبت أبناء الشيخ زايد يوما بعد يوم شهامة وصدق وقفتهم إلي جوار المصريين في أهم الاوقات فقد جاءت القائمة الاماراتية للارهاب كحلقة في مسلسل الوقوف في وجه الارهاب ومحاربة رموزه مهما اختلفت اقنعتهم وتباينت بلدانهم ولغاتهم وألوان أغطية رءوسهم. فبعد أن أعلنت مصر تنظيم الاخوان جماعة ارهابية وتلاها إعلان سعودي ثم اماراتي.. أصبح من الجلي أن التحالف المصري الخليجي أصبح قوة فاعلة لا يستهان بها اقليمياً وعالمياً. تشترك القائمتان السعودية والاماراتية في الجماعات الرئيسية مثل الإخوان وداعش والقاعدة. فيما تتباين في جماعات أخري لها ارتباط فكري أو تنظيمي بتلك الكيانات الرئيسية. يحمي هذا القرار الأمن القومي الخليجي والعربي ويدعم مصر في حربها ضد طيور الظلام ويثبت مدي الوعي الاماراتي بخطر الأرهاب الذي يهدد المنطقة العربية بأكملها ويسعي الي تدمير دولها وتفكيك جيوشها بمساندة دول كبري ومخابرات دول اجنبية لهذه المنظمات. مكافحة الإرهاب إعلان الامارات ان جماعة الإخوان وجناحها المحلي جمعية الإصلاح. جاء ليصب في الاتجاه الذي تنادي به مصر ومضمونه ضرورة مكافحة الإرهاب اينما وجد. وقطع وسائل الامداد والتمويل من جمعية الإصلاح. بما يعد محاصرة للظواهر الإرهابية والقضاء عليها في المنطقة العربية بأكملها. كما سيؤثر سلباً علي التنظيم الدولي ويجعله تنظيم هش ضعيف ولا يستطيع ان يكون له تأثير في اي دولة وربماً يضعه علي طريق الزوال نهائياً. شملت القائمة ايضاً تنظيم أنصار الله اليمني الحوثي مما ينطوي علي إعادة ترتيب العلاقات في المنطقة في ظل التهديد الإيراني. وتوظيف الحوثيين للاستيلاء علي اليمن. كما جاءت جماعة الحوثي كواحدة من 84 تنظيما صنفتهم الإمارات رسمياً إرهابيا. وشملت القائمة الاماراتية تنظيمات أخري في دول أوروبا وعدد من الدول العربية والإسلامية منها الصومال وباكستان.. ولاشك أن هذا القرار سيكون له اثر في تجفيف مصادر تمويل هذه الجماعات مما يساهم في شل نشاطها ويضعها تحت المراقبة الكاملة,كما يحمي هذا القرار عدد كبير من الشباب الذين ينتمون بهذه التنظيمات من الانضمام إليها. جاءت القائمة الاماراتية في اطار القانون الصارم لمكافحة الارهاب التي كانت قد أقرته في اغسطس الماضي. مع تنامي اعمال العنف المنسوبة للجماعات الاسلامية المتطرفة. وشدد القانون العقوبات في مجال مكافحة الارهاب لتصل الي الاعدام والاحكام القاسية بالسجن والغرامات التي تصل الي 100 مليون درهم لمن يشاركون او يرتكبون اعمالاً ارهابية. قرار الإمارات بتصنيف جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية في مصر وسوريا واليمن والتنظيم العالمي الذي يرأسه القرضاوي ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية. قرار شجاع من دولة عانت لسنوات من تنظيم الإخوان الإرهابي عبر الخلايا النائمة التي حاولت هز استقرار الدولة وتشكيل مجموعات متصلة بالخارج بالاستقواء بنظام حكم الإخوان الزائل. فلم يوقف الاخوان نظام البيعة للأعضاء الجدد في الإمارات عام 2003 كما ادعوا بل استخدموا نظاماً آخر تتم من خلاله البيعة للمرشد وهو نظام ¢البيعة بالوكالة¢ بحيث يقوم أحد الإخوان بالسفر إلي الإمارات ويلتقي بالإخوان في الدولة ليبايعوا المرشد العام بالوكالة. وبعد ذلك يسافر إلي مصر ويلتقي بالمرشد ليبلغه بالبيعة من فلان وفلان. المواقف الشجاعة الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات واحدة من المواقف الشجاعة التي اتخذتها عقب ثورة 30يونيو وإعلان وقوفها ودعمها وانحيازها إلي إرادة الشعب المصري في التخلص من الاستبداد الإخواني الذي كاد أن يدفع بمصر والمنطقة العربية إلي هاوية الفوضي والتمزيق والفتنة وتنفيذ سيناريو الفوضي الخلاقة الأمريكي بدعم من ثالوث الخراب. قطر وتركيا وإسرائيل. القرار الإماراتي يأتي في ظرف تاريخي استثنائي لمنطقة الخليج والأمة العربية. وهو ما يزيد الضغوط علي الدوحة التي انحازت لجماعات الإرهاب علي حساب أشقائها في الخليج والوطن العربي. القرار أيضا يؤشر إلي تحالف عربي جديد يلوح في المشهد السياسي. الإخوان جماعة لا تتواني عن الدعوة للعنف للوصول إلي أهدافها.. وفي الخليج اندفعت الجماعات الإخوانية إلي رفع دعوة الانقضاض علي الأنظمة. معتقدة أن الربيع العربي مناسبة لركوب الفوضي الجماعية والاستيلاء علي السلطة. وعندما فشلت تحالفت مع خصوم هذه الدول. وقد التبس دور الجناحين. السياسي والعسكري للإخوان. في السنوات ال3 الماضية. وصارا يعملان بشكل متقارب ما جعل دولا. مثل الإمارات. وغيرها. تنظر إلي الجماعة باعتبارها أخطر من داعش. بدأت حركة الإخوان في دول الخليج بعد استقبالهم في الستينات بحسن نية ودعمهم باعتبارهم دعاة إلي الله. وأسست لهم الامارات جمعية الإصلاح التي نشروا من خلالها أفكارهم وأجنداتهم الخاصة وسعوا للسيطرة علي وزارة التعليم والإعلام لأنهم كانوا يعتقدون أنهم بهذين المؤسستين يستطيعون العبور إلي الناس ومن ثم تجنيدهم.