في الثالث من أغسطس عام 2011 كانت أولي جلسات محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مساعديه بالاضافة إلي رجل الأعمال الهارب حسين سالم في تلك القضية التي تعد الأولي من نوعها في تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر. هذه القضية والتي تم تسميتها "خطأ" بقضية القرن لأنها قضية التاريخ وليس القرن فقط.. جمعت بين الاتهامات المتعلقة بقتل المتظاهرين في احداث ثورة الخامس والعشرين من يناير.. وبين اتهامات أخري لمبارك ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم حول تصدير الغاز إلي إسرائيل والحصول علي فيلات بشرم الشيخ. كان الظهور الأول لمبارك داخل القفص الذي أعد خصيصا لاستقباله داخل أكاديمية الشرطة.. كان الظهور الأول لمبارك داخل هذا القفص في ذلك اليوم حدثا تاريخيا استقبلته كاميرات التصوير وشاشات الفضائيات محليا واقليميا ودوليا كأبرز حدث في ذلك اليوم. شيئا فشيئا أخذ الاهتمام بهذا الحدث يقل نوعا ما لكنه ظل في بؤرة الاهتمام.. وبدأ الجميع يترقب صدور الحكم. في الثاني من يونيه من عام 2013 بعد نحو عشرة شهور من بدء المحاكمة صدر حكم الجنايات بالمؤبد لمبارك والعادلي وبراءة مساعدي العادلي الستة وذلك في الشق الخاص باتهامات قتل المتظاهرين.. كذلك براءة مبارك في تصدير الغاز إلي إسرائيل وانقضاء الدعوي المتعلقة بفيلات شرم الشيخ. ردود الفعل التي نتجت عن ذلك الحكم في ذلك الوقت كانت قد أغفلت بعدا مهما وهو ان اسدال الستار علي هذه القضية لم يتم بعد نظرا لأن ذلك الحكم قابل للطعن عليه.. وبالفعل تم الطعن عليه أمام محكمة النقض والتي اصدرت حكما بالغاء ذلك الحكم واعادة محاكمة المتهمين جميعا من جديد. جلسة بعد غد السبت المحددة للنطق بالحكم في هذه القضية لن تكون هي الأخري جلسة اسدال الستار.. فالحكم الذي سيصدر السبت في هذه القضية أيا كان بالإدانة أو البراءة سيكون قابلا للطعن عليه أمام محكمة النقض. الحكم الذي سيصدر "السبت" سيكون عنوانا مؤقتا للحقيقة.. لكن العنوان الدائم سيكتب هناك في محكمة النقض بعدما تتلقي الطعن علي "حكم السبت".. وقد يستغرق ذلك شهوراً.