بعد سقوط أول ضحية:

طواريء في الصحة لمواجهة أنفلونزا الخنازير

بعد وفاة أول حالة بأنفلونزا الطيور منذ أيام شهدت محافظة أسيوط وفاة حالة جديدة بأنفلونزا الخنازير مما جعل الاطباء يدقون جرس الانذار خوفاً من اتحاد الفيروسين وتحورهما وقد شددوا علي بدء العلاج فوراً بعقار "التاميفلو" في حالة عدم انخفاض حرارة المريض بالمسكنات العادية دون انتظار لنتائج التحاليل التي تستغرق خمسة أيام.
أكدت وزارة الصحة ان "التاميفلو" متوفر بالمجان في كل المستشفيات الحكومية بينما نفت الصيدليات الخاصة وجود العقار لديها مؤكدة أنه يستورد لصالح الوزارة فقط ومن جانبهم حذر الأطباء من التواجد في الأماكن المزدحمة وملامسة الأسطح الملوثة وضرورة غسل اليدين باستمرار وارتداء القناع الواقي.
وقد تبين عدم وجود عقار "التاميفلو" بالصيدليات الخاصة بعد إيقاف استيراده منذ فترة طويلة وهو ما أكده الدكتور عمرو توفيق مدير صيدلية الشكاوي بالشركة المصرية لتجارة الأدوية موضحاً أنه يتم استيراد العقار لصالح الجهات الحكومية فقط وليس من اختصاص الشركة توزيعه بالصيدليات حيث كان يباع بالصيدليات قبل ذلك بسعر 260 جنيهاً.
وعند السؤال في احدي الصيدليات الكبري لم نجد العقار وأجابوا بإمكانية توفيره بسعر يتراوح ما بين 258:345 جنيهاً حسب التركيز بعد بضعة أيام.
الدكتور أشرف شفيق مساعد مدير مستشفي المنيرة لمكافحة العدوي أشار إلي أن أنفلونزا الطيور هي نفسها انفلونزا الخنازير من حيث الاعراض والعلاج وطرق الوقاية منها وأعراضهما التهاب الحلق والرشح وارتفاع شديد في درجة الحرارة ويكون العلاج في الحالتين وهو عقار "التاميفلو" مضيفاً أنه يمكن التفريق بين الحالتين عن طريق تحليل "مسحة الحلق" عن طريق المعامل المركزية مؤكداً ان الخطورة تكمن في اتحاد الاثنين معا لانها بذلك تتحول الي نوع جديد من الانفلوانزا وهي "انفلوانزا مميتة" ولكن حتي الان لم تظهر أي حالة وصلت لهذا النوع نظراً لأنه تم القضاء علي الخنازير التي هي السبب المباشر لانتشار الفيروس وبالتالي تم السيطرة علي انفلونزا الخنازير أما أنفلوانزا الطيور فهي موجودة منذ فترة.
ويضيف ان طرق الوقاية من الاصابة بالمرض تكمن في غسل اليدين بصفة مستمرة وارتداء الماسك علي الوجه حتي لا تحدث عدوي بالفيروس كما يجب تخصيص رعاية خاصة وأماكن مخصصة للمرضي المحتجزين بالمستشفيات وعدم التعامل معهم إلا بارتداء الماسك للحماية من الرذاذ الذي قد يصيب بالعدوي.
كما ينصح بمجموعة من الاحتياطات التي يجب اتباعها لتجنب الاصابة بالفيروس وهي عدم التواجد في الأماكن المزدحمة والاهتمام بالتهوية الجيدة للأماكن المغلقة. كذلك عدم ملامسة الأسطح والأتربة التي من الممكن ان تنقل العدوي من الشخص المصاب الي السليم.
الطيور أخطر
ويتفق معه الدكتور شريف مراد مدير مستشفي عين شمس التخصصي بالعبور مؤكداً انفلوانزا الطيور والخنازير متشابهتان ولكن كل نوع يسببه فيروس مختلف عن الآخر ومع بداية فصل الشتاء يجب رفع درجة الاحتياط لتجنب العدوي بأي منهما وتفادي الرذاذ والابتعاد عن الأماكن المغلقة خاصة للسيدات الحوامل والاطفال وذلك لضعف مناعتهم.
ويحذر الدكتور عبدالرحمن نبوي أستاذ المناعة والفيروسات بمعهد الأورام من تحور الفيروس عند الانتقال للانسان موضحاً أن أنفلونزا الطيور أخطر من الخنازير لأنها تصيب الرئة بالالتهاب الشديد وتسبب ارتفاع في درجة الحرارة والوقاية دائماً خيرمن العلاج لذا لابد من غسل الأيدي والأسطح ووضع "كمامة" والاهتمام بالنظافة الشخصية. موضحاً ان العلاج للمصابين بالفيروس يكون بعقار "التاميفلو" مع أدوية أخري تختلف حسب حالة المريض.
وعلي الجانب الآخر أكد الدكتور علاء حسين مدير قطاع الطب الوقائي بالقاهرة انه تجري اجتماعات مكثفة لاتخاذ الاجراءات الوقائية فبالنسبة للخنازير لا يوجد أي احتياطات لها لأنها نوع من أنواع الأنفلونزا الموسمية وهذا بناء علي تعليمات منظمة الصحة العالمية أما أنفلونزا الطيور فتقام ندوات تثقيفية للعاملين بالمجال الصحي والمواطنين لتوضيح كيفية التعامل مع الطيور وخطورة التربية المنزلية والتعامل مع أي حاجة مشتبه اصابتها بالفيروس حيث يتم تحويلها لاحدي مستشفيات الحميات أو الصدر وتجري التحاليل اللازمة وأخذ مسحة من الحلق لتحديد نوع الفيروس بالاضافة إلي تكثيف مرور صحة البيئة علي أماكن بيع الطيور والمجازر والعشش المنزلية لإزالتها والتأكد من تراخيص المجازر والتخلص من بقايا ونفايات الطيور بطريقة آمنة.
وبالنسبة للمستشفيات تم رفع حالة الترصد والاستعداد واعطاء دورات تنشيطية للأطباء وتوفير الواقيات الشخصية ومستلزمات مكافحة العدوي أما فيما يتعلق بعقار "التاميفلو" فهو متوفر في جميع مستشفيات وزارة الصحة مجاناً وبكميات كبيرة تحسبا لحدوث أي حالة طواريء موضحاً ان العقار متوفر أيضاً بالصيدليات ولكن التاميفلو المستورد مرتفع السعر وتنتج شركة النيل للأدوية عقار تامينيل ويصل سعره الي 75 جنيها
.