عبَّر عنوان فيلم "زي عود الكبريت" عن حياة مخرجه الفنان حسين الإمام. الفنية.. فعلي مدار مسيرة حسين الإمام التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي. من خلال محاولات والده مخرج الروائع الراحل "حسن الإمام" في إقحام ابنه في أفلامه من خلال عدة أدوار ومشاهد.. لم ينجح حسين الإمام علي مستوي الشاشة إلا بعد رحيل والده. ومن خلال برامج المقالب الرمضانية.. والتي ألقت ظلالاً علي خفة دم مستترة له.. ثم من خلال الشاشة الفضية مع نجوم السنوات الأخيرة.. وكانت المفاجأة عندما أخرج لأول مرة فيلمه السينمائي الرائع "زي عود الكبريت" الذي يشبه حياته. حيث اشتعل مرة واحدة. ووهج نوره عندما أخرج الفيلم. وانطفأ بمجرد انتهائه منه لدرجة أنه لم يتمكن من مشاهدته بسبب وفاته المفاجئة!!!! قدم حسين الإمام تجربة سينمائية متأخرة. جذبت أنظار الجمهور والنقاد الصحفيين.. حيث تمكن بقدرة كبيرة. ومجهود واضح أن يمزج سيناريو وحواراً أعده مع لقطات نادرة لنجوم زمن الفن الجميل اقتبسها من أفلام والده.. حتي أنه لو شاهد الفيلم أحد ضيوف المهرجان من الأجانب. والذين لا يعرفون نجوم السينما المصرية. لاعتقد أن الفيلم تم تصوير مشاهده. كما شاهدناها.. أو أن الفيلم من الأفلام المصرية القديمة. ويعرض في إطار تحية لأحد أبطاله. خاصة أن الفيلم عرض علي الشاشة بتقنية الأبيض والأسود. استغرق فيلم "زي عود الكبريت" 85 دقيقة. مزج خلالها الراحل حسين الإمام بين مشاهد تجمعه مع زوجته الغائبة عن الوسط الفنانة سحر رامي. مع لقطات ومشاهد من أفلام مصرية قديمة. بعضها تعود لعدد من الأفلام. لم نرها من قبل. مخترعاً قصة البحث عن الرجل الكبير "زعيم العصابة" وهي العبارة التي كانت متداولة في أفلام زمان. استعدنا نحن المشاهدين من خلال هذا الفيلم قائمة لكبار نجوم السينما في عصر الزمن الجميل أبرزهم أنور وجدي. وعماد حمدي. وفريد شوقي. ومحمود المليجي. وحسين رياض.. وفاتن حمامة. وهند رستم. وليلي فوزي. وماجدة الخطيب. ونور الشريف. وكمال الشناوي.. وغيرهم من الأسماء التي وظفت من خلال لقطات لأفلامهم القديمة في فيلم "زي عود الكبريت". .. وأعتقد أنه كان يجب علي إدارة مهرجان القاهرة السينمائي إهداء شهادة تقدير لاسم مخرجه الراحل. تقديراً لجهده في البحث عن المشهد واللقطة. التي تناسب حوار فيلمه. حتي لو كان الفيلم غير مشارك في مسابقة المهرجان.