يقدم المهرجان يوميا مجموعة متنوعة من الافلام العربية والعالمية تعرض للمرة الاولي في الشرق الاوسط وافريقيا .. وايضا عالميا .. نعرض منها اليوم الفيلم المصري الكوميدي " زي عود الكبريت " وهو اختراع عبقري في السينما المصرية من الصعب ان يتكرر نظرا لندرة المادة الفلمية التي لا يمكن ان يمتلكها الاعملاق مثل مخرج الروائع حسن الامام .. حيث استخدم الابن حسين ثروة والده من افلام هي بالفعل روائع السينما المصرية خلال خمسون عاما وقام بعمل مزج بين الماضي - لقطات حقيقية لنجوم الزمن الجميل - فاتن حمامه وهند رستم وهدي سلطان وفريد شوقي وحسين رياض ويوسف شعبان وشكوكو وسمير صبري وحسين رياض وسراج منير ... وقام باضافة لقطات تم تصويرها حديثا ... ليظهر مباراة حقيقية في الاداء التمثيلي من خلال سيناريو عبقري كتبة واخرجه وقام ببطولته مع زوجته سحر رامي ... ووضع له الموسيقي التصويرية ايضا .. الفيلم بحق كان مفاجاة المهرجان ولاقي اعجاب شديدا... حيث لم يتوقع احد ان يشاهد كل هؤلاء النجوم في فيلم انتاج 2014 من خلال كوميديا راقية افتقدناها كثيرا .. فشهدت قاعة العرض لاول مرة منذ زمن ضحكات صاخبة وتصفيق حاد .. ولم يشأ العبقري حسين ابن العملاق حسن الامام ان يرحل قبل عرض الفيلم دون ان يقدم لنا ايضا موهبة من سلالة العائلة وهو الابن يوسف ... والذي اشرف علي استكمال الفيلم من بعده . ايضا يقدم المهرجان الفيلم الالماني " القطع" للمخرج التركي فاتح اكين والذي يحكي وحشية الحكم التركي من خلال مذبحة الارمن الاتراك خلال فترة الحرب العالمية الاولي ... واهم ما تكتشفه من خلال الفيلم ان ادعاء السينمائيين المصريين بان افلامنا بعيدة عن العالمية هو فكر عقيم .. وعارتماما من الصحة .. ذلك ان الفيلم انتاج الماني ومخرجه تركي .. ومعظم مشاهد الفيلم ناطقة باللغة العربية ، وذلك يعني ان اللغة ابدا ما كانت عائق امام الفن .. فالفن الجيد يفرض نفسة .. والسينما لغة عالمية ، ومن يدعي غير ذلك فهو - بالقطع – جاهل بالسينما . اما الفيلم الفلسطيني "عيون الحرامية" تاليف واخراج نجوي النجار وبطولة خالد ابو النجا و المطربة الجزائرية سعاد ماسي ... فقد شاهدنا من خلاله ارض الميعاد ببهاها وجلالها وروعتها ... وهي تمتهن من خلال مجموعة من المجرمين ... او كما اسماهم الفيلم الحرامية ... ويلقي الفيلم الضوء ايضا علي بعض الخونة من عرب فلسطين اللذين يزيدون الطين بلة بولائهم للمحتل واستغلالهم للظروف دون رحمة بابناء الوطن ... افضل ما في الفيلم الموسيقي التصويرية للموسيقار المصري تامر كروان والتي اثارت الشجن والحنين داخل نفوس جمهور المشاهدين ... وقد تم اختيار الفيلم لتمثيل فلسطين في مسابقة الأوسكار 2015 لافضل فيلم ناطق بلغة أجنبية . أما الفيلم المصري "باب الوداع" والذي يعرض داخل المسابقة الدولية .. تاليف واخراج كريم حنفي والذي يحكي مشكلة فلسفية عن علاقة الام بابنائها .. فقد جاء التناول بطريقة تعبيرية .. معتمدا علي لغة سينمائية خالصة .. خلت تماما من قواعد العرف السينمائي .. حيث اهمل الحوار واكتفي بالرمز والموسيقي التصويرية التعبيرية .. ورغم عمق الفيلم وجودته إلا أنه جاء بعيدا تماما عن طموحات الجمهور.