أثارت زيارة فؤاد معصوم الرئيس العراقي للسعودية حالة من الرضا بين الأوساط السياسية في العراق و المملكة والتي اكدت أنها بداية حقيقية لعودة بغداد لممارسة دورها التاريخي والريادي في الامة العربية بعد ان غابت عنها لسنوات بسبب سياسة نوري المالكي الذي رمي نفسه في أحضان إيران وتسبب في قطع العلاقات مع السعودية كما تحقق الزيارة أهدافها لمحاربة إرهاب داعش وأخواتها. الدكتور محمد الشمري أستاذ العلوم السياسية بجامعة النهرين يري أن الزيارة تتويج لمرحلة جديدة ليس في العلاقات العراقية السعودية فحسب وإنما في العلاقات العراقية العربية حيث تمثل المملكة ثقلاً مهماً خاصة وان المرحلة السابقة اثبتت ان القطيعة والاختلاف قاد الي نتائج خطيرة تمس أمن البلدين وأمن المنطقة عموماً. قال إن الدولتين أدركتا اهمية التلاقي والحوار لمواجهة داعش الذي امتد طموحه الي كافة بلدان المنطقة والسعودية في مقدمتها ولذلك يجب التعاون والتحالف لمواجهة هذا الخطر الجديد. أشار إلي أن التقارب بين الدولتين جاء بعد التشكيلة الحكومية الجديدة في العراق لأنها خطت خطوات مهمة باتجاه الانفتاح علي المحيط العربي والاقليمي و امتلاك عدد من اقطاب الحكومة الجديدة لعلاقات طيبة مع بلدان الخليج ومنها السعودية. كل ذلك خلق بيئة مواتية لاصلاح مسار العلاقات بين البلدين واقامة تعاون وثيق ومثمر يمكن ان يبدأ بالتنسيق لمحارلة داعش يمتد بعد ذلك لمجالات التعاون الاخري مثل الاقتصاد حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الي حوالي 5.1 مليار دولار. إبراهيم الشريف الاعلامي العراقي يري أن الزيارة تعتبر الاولي من نوعها منذ سنوات خاصة وأن العلاقة شبه مقطوعة بين الدولتين منذ احتلال العراق للكويت ولم يدخل أي وفد سعودي للعراق منذ سنوات سواء كان رسمياً اوشعبياً بقرار من وزير الداخلية السعودي رغم استقبال السعودية لوفود عراقية عديدة وهذه الزيارة قد تعيد التعاون والمودة بين الدولتين مرة أخري. قال ان هناك وثيقة مكة للمصالحة بين السعودية والعراق وهي ممثلة عن كافة القوميات في العراق وعقدت اجتماعها تحت اشراف منظمة التعاون الاسلامي عام 2010 وكان المفروض ان تعقد الاجتماع الثاني لها في بغداد تحت اشراف المنظمة. الزيارة تعيد الروح لعلاقات البلدين والرئيس العراقي لديه رغبة قوية في اقامة علاقة عراقية عربية قوية وتشكيل جبهة لمواجهة داعش ولن ينجح ذلك بدون السعودية التي بدأت الحرب علي داعش عكس دول مثل تركيا التي لاتزال تدعم داعش لخلخلة النظم في الدول العربية ويجب علي العراق آلا تحاسب السعودية علي تنظيم داعش لأن النظام السعودي الان يحارب داعش. الدكتور محمود العجمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس يؤكد أن العلاقات السعودية العراقية مرت بمنعطفات خطيرة تارة تكون في اعلي مستويالتها وتارة تكون في أسوأ علاقاتها فكانت في قمتها في عهد الرئيس الراحل صدام حسين. قال إن الزيارة تعيد العراق لاحضان امته العربية وممارسة دوره الريادي والطبيعي وتقوية الحلف الذي يواجه إرهاب داعش والقاعدة والحكومة العراقية الجديدة بقيادة العبادي استوعبت الدرس وتقوم الآن لمد يد التعاون مع الجميع. أضاف ان السعودية ستعيد السفير للعراق بعد أن سحبته بسب الوضع الامني والسياسي في العراق عقب احتلال الكويت والإنفلات الامني في بغداد.