معاناة دائمة يعيشها اباء وامهات الاطفال المصابين بمرض التوحد بمجرد اكتشاف المرض تبدأ رحلة العذاب مع الاطباء ومراكز التخاطب غير المتخصصة والتي تساهم في تأخر حالة الطفل بالاضافة لصعوبة الحصول علي الدواء لعدم توافره وان وجد فاسعاره نار. مصطفي حسان موظف يقول يعاني نجلي من مرض التوحد وكانت البداية حينما لاحظت عدم قدرته علي الكلام بعدما بلغ عمره العامين ونصف فتوجهت به إلي المستشفي ولكن الاطباء لم يتمكنوا من تشخيص حالته فذهب لاخصائي تخاطب والذي أكد اصابته بالتوحد وطالبني بسرعة التوجه لاحدي مراكز التخاطب للتعامل مع الطفل في سن مبكرة وبالفعل ذهبت لاحدي المدارس الفكرية ولكنني فوجئت بان القائمين علي العمل في هذه المدرسه ليسوا بالكفاءه اللازمه للتعامل مع الاطفال واكتشفت ان معظمهم غير مؤهلين للتعامل مع الاطفال وأنهم حاصلون علي دورة في التخاطب لمدة اسبوعين فقط. وأضاف قمت علي الفور بترك المدرسة الفكرية وبعدها بدأت رحلة عذابي مع مراكز التخاطب الي ان توجهت بالصدفة إلي احد المراكز المتخصصة للتعامل مع الاطفال المتوحدين والذي ساعد كثيرا في تنمية مهارات طفلي ووصل بفضل الله لمرحلة متقدمة جدا في الذكاء والتعليم مشيرا إلي أن المشلكة الحقيقبة تكمن في ان جميع مراكز التاهل لا تقبل الاطفال بعد سن الحادية عشره خاصة الذين لم يجتازوا اختبارات الذكاء. وتتفق معه نسرين فؤاد ربة منزل قائلة يعاني نجلي من تأخر الكلام والفهم وحينما لاحظت عليه ذلك قمت بعرضة علي أخصائي مخ واعصاب ولكنه لم يستطيع تشخيص المرض وبعد ما بلغ نجلي ثلاث سنوات ونصف قمت بعرضة علي طبيب اخر وتم تشخيص المرض واصيبت وقتها بحالة نفسية بعد معرفتي بهذا المرض ولكنني قمت بعمل بحث عن هذا المرض عن طريق الانترنت لمعرفته بالكامل وطرق علاجه ونجحت في ذلك وذهبت إلي طبيب توحد وعضو بمؤسسة "دان الامريكية" والذي امر باستيراد علاج له من الخارج بشرط ان يتم وضع ملف للطفل بالمطار يشخص حالته وتطورات المرض لدية لكي يتم صرف الكورس المناسب له والمشلكة الكبري ان المطار لانه يحاسب الاهالي باسعار المكملات الغذائية وليست باسعار الادوية مما يؤدي إلي ارتفاع اسعارها بشكل باهظ. ويتضرر سعد إبرهيم موظف من قرار وزير التربية والتعليم بفرض شروط علي قبول اطفال التوحد بالمدارس وعمل اختبارات الذكاء والا يقل نسبة ذكائة عن 70 درجة علما بان هذا الاختبار لا يصلح لهؤلاء الاطفال لانه يتعدي نسبة تفكيرهم فهل ليس من حقهم التعليم فلابد من النظر بعين الرحمة والتغاضي عن هذا القرار. ويروي محمد حسن فني كهرباء قصته معاناة نجلة مع المرض قائلا اصيب نجلي بهذا المرض اللعين عندما بلغ من العمر عامين ولاحظنا ذلك حينما كان ينطق بعض الكلمات ثم انعدمت تماما فذهبت لاكثر من طبيب ولكن دون جدوي فنصحني أحد الاصدقاء بالذهاب لطبيبة امراض نفسية ومن هنا اكتشفت اصابة نجلي بمرض التوحد بعدما تم عمل عده اختبارات له وبعدها اقترحت الطبيبة عرضه علي احد مراكز التخاطب للمساعدة في العلاج بجانب الادوية وبالفعل استجاب نجلي للعلاج وبدأت حالته تتحسن وتستقر والمشكلة هي ارتفاع اسعار الدواء خاصة بعد رفض الشركة التي اعمل بها تحمل النفقات. الدكتور عثمان فرج استاذ الصحة النفسية يقول: إن اهم اعراض مرض التوحد عدم القدرة علي التواصل مع الاخرين لذلك لا يوجد له علاج بالمعني المفهوم فهو ينتج عن إصابة اجزاء معينة من المخ وتلفها ولكن يتم علاجه بالتأهيل وتشجيع خلايا المخ علي القيام باعمال لم يقم بها من قبل نتيجة التربية لمدة طويلة والتي يقوم بها اخصائيون في هذا المجال. ويضيف ان المشكلة في مصر تكمن في التحاق هؤلاء المرضي بالتعليم فالفصول مكتظة بالطلاب ولا يستطيع مدرس غير متخصص ان يعتني بطفل يعاني من مرض التوحد لانه يحتاج إلي رعاية خاصة واهتمام زائد بالاضافة إلي ادوية التوحد تعتبر مكملات غذائية تحسن حالة الطفل وتعوض نقص الكالسيوم والماغنسيوم بجسمه فهي لا تشفيه ولكن تحسن من مستوي ادائه فقط. ويري الدكتور أحمد البحيري استشاري الطب النفسي ان التوحد حالة في الطفولة المبكرة اي قبل سن ثلاثه سنوات ويظهر فيه مشاكل في القدرة علي الاتصال الكلامي والجسدي مع سلوكيات محددة ومكررة مثل التواصل البصري بالعين حيث يتجنب الطفل النظر في عين امه او والديه كذالك يفقد ادوات التعبير الجسدي في المواقف الاجتماعية كطريقة الوقوف وحركات اليد وبالتالي لا يستطيع الطفل تكوين علاقات مع من في مثل سنةه بطريقة مناسبه بالاضافة لقلة عدد الكلمات وحتي اذا كان لدي الطفل القدرة علي الكلام فانه يفقدها تدريجيا مع المرض علاوة علي سلوكيات متكررة ويتم تشخيص المرض عن طريق الاعراض النفسية التي يتقدم بها المريض ويتم تجميع المعلومات من الاهل وخاصة الام ومن يتعاملون بقرب مع الطفل وهناك من الاختبارات النفسية ما يقوم بتشخيص درجة التوحد. ويؤكد محمود جابر جاد مدير مركز تاهيلي لعلاج اطفال التوحد بان اصعب حالات التوحد هم الاطفال الذين يعانون من مشاكل عقلية بجانب التوحد لانه يصعب التعامل معهم لرفضهم التواصل مع العالم الخارجي وهؤلاء الاطفال يلتحقون بالمركز بعد الحاقهم بمدارس الدمج بعد قرار وزير التربية والتعليم بدمج هؤلاء الاطفال داخل المدارس العادية بشرط اجتيازهم لاختبار الذكاء يتم عمله داخل التامين الصحي فالطفل الذي تتعدي نسبة ذكائه 52% يتم قبوله اما من لايتعدي هذه النسبة فانه يحرم من الدمج وهذا الطفل يقوم والداه بالتعامل معه ومن هنا يواجة صعوبات كثيرة. ويضيف جابر يقوم المركز بعمل اختبارات دورية للمشرفين علي هؤلاء الاطفال وذلك علي اساس التخصيص ويفضل ان يكون اخصائي تربية خاصة ويتم عمل تدريب ميداني لمده ثلاثة اشهر يتعامل خلالها مع الاطفال وبعد انتهاء هذه المده يتم عمل تقييم له لقياس مدي توافقه مع هؤلاء الاطفال.