نختلف أو نتفق ولكن لا خلاف علي الوطن ومستقبله وحماية ارضه وكل بقعة فيه من العبث والفوضي التي تزرع المزيد من الفقر والاحتياج وتضر بالدولة واستقرارها. الرسالة الي من يحاول نشر الفوضي والعنف تحت شعارات مضللة وباهتة وكارثية وتمثل انكارا لواقع يجري وبدأ تنفيذه في توجه للمستقبل. الصراعات السياسية ان كانت صراعات اصلا لن تسهم في تحسين ظروف الناس واتاحة الفرصة لهم لحياة افضل. الانكار للواقع الحالي وللظروف السيئة التي كانت وعمليات الفوضي والتخريب والتفجير يؤكد انه ليس صراعا من اجل الوطن. من يحرص علي الوطن يحرص علي الشعب الصابر الصامد ويحفظ الدماء والارواح. ولكن عندما يفكر البعض من الجماعة الإرهابية في السلطة والحكم تعمي القلوب والابصار ولا تتاح لهم الا رؤية انفسهم وجماعتهم المارقة. الوطن ابقي من كل الفوضي والإرهاب والتفجيرات مهما دفع الشعب من تضحيات. لن تهزم مجموعة أو جماعة الشعب أو أمة بكاملها. الحصاد المر لما جري وما يجري حتي الآن انهم يرفعون شعارات باهتة حول الوطن ولكنهم يهدفون للسلطة والحكم التي فقدوهما بسبب عدم القدرة والحرص علي الوطن وسلامة شعبه واراضيه.. يخطئ تماما من يلجأ إلي الاستقواء بالخارج ضد شعبه ووطنه ويقع في مصيدة افتراض الغباء لدي الناس فهم اذكي واقدر علي الفرز والفهم مما يتصور أي جاهل أو حاقد ضد الوطن والشعب. يخرج الناس من بيوتهم كل صباح ولا يراهنون إلا علي ثقتهم بالله ان يكتب لهم النجاة من احداث التفجيرات والفوضي التي اصبحت مصدرا للهم والنكد ولكنهم لا يخافون ويسلمون اقدارهم للمولي سبحانه وتعالي وبالاضافة إلي دوامة الاغتيالات التي يعتقدون انها ستؤلم ولكنها تزيد الناس اصرارا علي مواجهة العنف والفوضي والغدر وكلما هدأت الساحة نسبيا اشعلوها نارا تحرق وتدمر ومهما بغت جذوة النار والحقد فهي لن تنال ابدا من شعب يعاني ويحاول البحث عن ضوء في نهاية النفق ومن يراهن علي سوء الاحوال الاقتصادية وتدهور ظروف المعيشة والفقر والبطالة لاشعال الغضب وكسب التعاطف يقع في مصيدة الغباء وسوء التقدير الذي يتميزون به. التعاطف لا يمكن اكتسابه بالفوضي والعنف والاغتيالات التي لا يمكن ان تسهم في احتواء أو البحث عن مخرج بل ان ما يجري يؤهل الناس لتكريس الغضب ضد جماعة اتخذت من الإرهاب والاغتيالات مسلكا واسلوبا لتنفيذ اهدافها ولم يتحقق لها النجاح ابدا. طبيعة الشعب المصري التي تتسم بالتسامح والمودة والرغبة في الاستقرار يمكن ان تتحول إلي غضب عارم ضد هؤلاء وتوابعهم بصورة مؤلمة وتزرع المزيد من الحقد والمرارة في النفوس. ولا يسعد احد بالمزيد من الانقسام والخلاف والاختلاف حتي ولو كان مع فصيل لم ينتصر ابدا لمباديء الدين الإسلامي الحنيف بالدعوة بالموعظة الحسنة والتسامح والمودة وعدم ايذاء الجيران في الشارع أو المدينة أو المنزل الذي نقيم فيه. لم يعد من الممكن العودة إلي الماضي ابدا وغالبية الشعب المصري يسعي إلي طريق جديد في خارطة الطريق وكان من الممكن ان يشارك الجميع فيها بشرط لا تكون اياديه ملوثة بالدماء أو التحريض علي سفك الدماء وفي ظل موجات الشائعات والتضليل التي يطلقها هؤلاء ان عهد مبارك سيعود وان رجاله قادمون وان المؤامرة كانت تهدف لاعادة هؤلاء ويخطئ إلي حد الاجرام في حق هذا الشعب من يعتقد ان شعبنا ساذج وان هذا الشعب يمكن ان يعود مرة أخري إلي حظيرة الذل والعبودية والفقر والذل والمهانة. وفي مراحل الانتقال مثل ما يجري الآن لا يستطيع احد اصدار احكاماً قاطعة حول صياغة الوضع الحالي والمستقبل إلا عندما تتضح الصورة ونري من يحكم ويدير ولا نراهن علي افتراضات مجهولة لن يعود رجال مبارك ولا نظامه ولن تتاح الفرصة في الاجل المتوسط أو القريب لقبول هؤلاء الإخوان في أي عملية سياسية إلا إذا التزموا بنبذ لعنف والاعتذار عما ألحقوه بالوطن والمواطنين والقصاص العادل من الجميع الذين اجرموا في عهد مبارك ومرسي علي حد سواء لا نفرق بينهم بما جري لنا من اخطاء وكوارث تجري حتي اليوم وهم ولو اختلفت اغراضهم وتوجهاتهم ان الفريقين في قارب واحد وكانت بينهم صفقات وصداقات وتربيطات علي حساب الشعب كل منهم له هدف ولكنهم اجتمعوا لمصالحهم وان علينا ان ندرك حاجة مصر الآن إلي التحرك خطوات إلي الامام اكثر من تراجعها للخلف وهذا يحتاج ان يراجع كل طرف نفسه وإذا تعارضت المصلحة الأمة مع مصلحته الشخصية فعليه ان يتوقف فهو علي باطل ويسير في طريق خاطيء ومدمر له اولا ويلحق الضرر بالآخرين من ابناء شعبه. ومن يريد خيرا لهذا الشعب ان يرعي ضميره في كل خطوة واجراء وقرار وان يبتعد عن الفوضي التي تجلب الدمار والخراب وطبيعة البشر تنحاز للهدوء والاستقرار وتستنكر العنف والفوضي ويستوعب حقائق الاشياء وعلي مر التاريخ فإن الشعب المصري لم يقبل ابدا من يتدخل في شأنه الداخلي أو يحاول الاعتداء علي حريته وكرامته. وكل من حاول تجربة صمود هذا الشعب مع محاولات آثمة للتدخل الخارجي أو الفوضي الداخلية بتمويل خارجي يخسر دائما ويضع نفسه في دائرة الغضب والازدراء وربما الانتقام. وما نريد ان يدركه الجميع ان راية الوطن لم تسقط في حروبها مع الاعداء فكيف لنفر من ابنائها ان يجربوا ذلك ؟وبالتأكيد فهم خاسرون.