تسببت برك الصرف الصحي المنتشرة بقري ومدن الوادي الجديد في بوار مئات الأفدنة من أجود الأراضي الزراعية وهي مشكلة عمرها 40 عاماً وطوال تلك السنوات تعقد لجان وتنفض دون جدوي وهروبا من هذه المشكلة التي تسببت في صداع مزمن في رأس كل محافظ يتولي قيادة الوادي الجديد يتم حفر برك لاستقبال مياه الصرف باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتخلص منه وعند امتلائها تحفر بركة أخري وهكذا حتي تحولت آلاف الأفدنة من أجود الأراضي الصالحة للزراعة إلي برك للصرف الصحي كعين الشيخ بالخارجة وموط 3 بالداخلة ومنذ انهيار جسر احداها في مارس 98 مما تسبب في وقوع حادثة الهنداو الشهيرة وغرق القرية بالكامل وتشريد 454 أسرة والدراسات النظرية لم تهدأ لكن علي أرض الواقع شيئاً اخر تماما فالخطر لا يزال قائما وقد تتكرر كارثة الهنداو في مكان آخر إذا لم تتحرك وزارة الري والموارد المائية لحل المشكلة جذريا. "الجمهورية" فتحت الملف أملاً في تحرك المسئولين قبل فوات الأوان. كارثة حقيقية أكد محمد طه ناشط سياسي ورئيس نادي الوادي الجديد أن برك الصرف الصحي كارثة حقيقية وتمثل خطراً دائماً علي أبناء المحافظة خاصة أنها تقع بجوار الكتل السكنية ووسط التجمعات الزراعية فضلاً عن ارتفاع مناسيب المياه بها بصفة دائمة خاصة في فصل الشتاء الذي تعمل فيه الرياح بشدة ولم تعد البرك قادرة علي استقبال كميات أخري من المياه مما يعرض المدن للخطر الشديد الأمر الذي يتطلب معه توسعتها بشكل عاجل وفوري ولابد من ايجاد حل جذري لوقف تدفق المياه إلي بركة صرف موط وعين الشيخ بالخارجة حتي لانتهار الجسور كما حدث من قبل. يطالب طه وزارة الري والموارد المائية بضرورة استخدام مياه الصرف في إقامة الغابات الشجرية التي تحقق عائدا اقتصاديا كبيرا وزراعة المساحات الخضراء لمنع زحف الكثبان الرميلة علي الأراضي السكنية والزراعية وبهذا يمكن السيطرة علي مياه الصرف وقد سبق لوزارة البيئة القيام بمشروع مماثل ونجح نجاحا كبيرا لكن لم يجد من يتابعه ويهتم به. الدكتور محمد يوسف "باحث زراعي" قال إن مياه الصرف الصحي ليست شراً دائماً فمن الممكن تحويلها إلي ثرورة كبيرة جداً من خلال زراعة أشجار الجوجوبا والجيتروفا والتي تستخدم زيوتها في صناعة مستحضرات التجميل. انتشار الأمراض يقول مجدي معاذ إن برك الصرف الصحي تحولت إلي قنبلة موقوتة وكارثة إنسانية يعيشها أبناء الوادي الجديد يومياً لما تسببه تلك البرك من تلوث للبيئة فضلاً عن انتشار العديد من الأمراض الخطيرة وفي مقدمتها الأمراض السرطانية والكبد والكلي نتيجة استخدام بعض التجار من ضعاف النفوس لتلك البرك في صيد الأسماك الملوثة وبيعها للمواطنين بأسعار زهيدة. أضاف: هناك من يربي الأبقار والأغنام علي الحشائش المجاورة لهذه البرك مما أدي إلي انتشار اللحوم ومنتجات الألبان غير الصالحة للاستهلاك الآدمي والتي يتم بيعها علي مرأي ومسمع من كل المسئولين بالمحافظة وتهريب الفائض إلي المحافظات الأخري الأمر الذي دفع المحافظة إلي إصدار القرار رقم 232 لسنة 2011 والذي يتضمن حظر الصيد في برك الصرف الصحي والرعي في الغابات المحيطة بها وضبط جميع كميات الأسماك وإعدامها بمعرفة الطب البيطري وإحالة جميع من يتم ضبطه إلي جهات التحقيق وأكد أن قرار المحافظة سبقته عشرات القرارات والمشكلة الحقيقية في التنفيذ علي أرض الواقع. بركة موط أشار المهندس عادل شلبي مدير عام الزراعة بواحة الداخلة إلي أن بركة موط مخصصة للصرف الزراعي فقط ومنسوبها أقل بكثير من الأراضي المنزرعة بالمنطقة وبالتالي فلا يوجد لها أي تأثير سلبي علي الزراعات المحيطة بل علي العكس من ذلك فهي تستوعب مياه الصرف من جميع المصارف بالداخلة وبالتالي تساهم في تخفيف حدة الملوحة بالتربة مما يؤدي إلي جودتها بصفة دائمة ولذا فوجودها ضرورة حتمية تفرضها طبيعة المناطق الصحراوية وقد تحولت البركة إلي مزار سياحي واقيم بجوارها عدد من القري والموتيلات السياحية لكن المهم هو صيانتها والحفاظ علي جسورها بصفة دائمة. اضاف أن مديرية الزراعة قامت بتجربة زراعة غابات خشبية علي مياه بركة صرف بئر 4 موط ونجحت التجربة بشكل كبير وسيتم التوسع في زراعة الغابات علي مياه البرك المماثلة بقرية الراشدة. منتهي الخطورة أكد مصدر مسئول أن موقف برك الصرف الصحي في منتهي الخطورة وما يحدث الآن عبارة عن مسكنات وبركة عين الشيخ وأحمد سعد بالخارجة بلغت مساحتها أكثر من 200 فدان وإذا انهار أحد جسورها ستغرق مدينة الخارجة بالكامل في مياه الصرف كما حدث في قرية الهنداو عام 1998 مشيراً إلي أن رئيس الهيئة أثناء زيارته لمحافظة الوادي الجديد قرر منح الشركة المنفذة لمشروع توسعة الصرف الصحي بمدينة الخارجة مهلة مدتها خمسة أشهر فقط للانتهاء من كامل الأعمال علي أن يتم تسليم المشروع في الأول من يناير لكن حتي الآن لم يتم الانتهاء منها محذراً من التهاون في التنفيذ. الوسيلة الوحيدة من جانبه اكد اللواء محمود خليفة محافظ الوادي الجديد أن برك الصرف الصحي هي الوسيلة الوحيدة للتخلص من مياه الصرف ولا يوجد بدائل اخري في المناطق الصحراوية عكس وادي النيل لكن المهم هو كيفية تحويل تلك البرك من خطر دائم إلي نفع عام عن طريق استثمار مياهها في زراعة الغابات الخشبية وقد نجحت التجارب التي قامت بها وزارة الشباب من قبل في إقامة غابة خشبية كبيرة مشيراً إلي أن هناك رقابة صارمة ومتابعة لصيقة لتلك البرك.