انتهت أمس مفاوضات جنيف 2 بين وفدي النظام الحاكم في سوريا والمعارضة بلا نتائج و لا حتي بيان ختامي او آمال مرتقبة. بعد حرب كلامية لم تهدأ منذ بدأت المفاوضات في جنيف قبل أسبوع. ذكرت هيئة "بي بي سي" البريطانية أن المراقبين يعتبرون جلسة الجمعة الختامية احتفالية ولا يتوقع أن تجري فيها محادثات مهمة. وأن الطرفين سيلتقيان من جديد في العاشر من فبراير الجاري. النتيجة الوحيدة التي يراها المراقبون و تمثل بادرة أمل ضعيفة هي امكانية جلوس الطرفين علي طاولة المفاوضات و تبادل الحوار حول النقاط الخلافية بينهما. الي جانب أنهم وقفوا معا دقيقة حدادا علي أرواح ضحايا الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات. لم تحقق هذه المحادثات تقدما يذكر علي كافة الاصعدة حيث تردي الاوضاع الانسانية في مختلف مناطق سوريا واستمرار القتال العنيف والاشتباكات الدامية بين كافة الاطراف. كان الجانبان قد تقدما خطوة يوم الأربعاء الماضي عندما اتفقا علي استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساسا للتفاوض لكن بدا واضحا فيما بعد أن الخلاف لايزال قائما علي كيفية إجراء المحادثات. ولا تزال دمشق تتهم جميع مقاتلي المعارضة بأنهم ¢إرهابيون¢. فيما أعلنت دول غربية بعض الجماعات الإسلامية التي تنضوي تحت لواء المعارضة المسلحة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام جماعات إرهابية ولكنها تعتبر أعضاء جماعات أخري مقاتلين شرعيين في الحرب الأهلية. اصرت المعارضة طوال سبعة ايام متصلة علي البدء بتناول مسألة هيئة الحكم الانتقالية التي تري أنها تستلزم تنحي الأسد. في الوقت الذي تقول فيه الحكومة إن الخطوة الأولي يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب. ومن هنا بدأت المفاوضات وانتهت الي لا شيء. واتهم لؤي الصافي المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض قوات الحكومة السورية بإسقاط براميل متفجرة علي مدن كبري مثل حمص وحلب وبارتكاب مذابح للمدنيين التركمان. وأضاف أن النظام يقوم بتمثيل مسرحية يريد أن يعطي من خلالها انطباعا بأنه يرغب في حل سياسي لكن الوضع علي الأرض يعكس نيته الحقيقية. من جانب آخر قال دبلوماسيون إنه لم تتحقق أي نتائج ملموسة في محادثات جنيف بشأن القضايا الإنسانية وإن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ما زالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والتي تقول الولاياتالمتحدة إن سكانها يتضورون جوعا. وفي حال عدم حدوث انفراجة في قضية حمص هذا الأسبوع لن يجد وفد المعارضة الذي يتألف في معظمه من معارضين في المنفي ما يمكن أن يدافع به عن قرار المشاركة في المحادثات في جولتها الثانية المقررة في العاشر من فبراير الجاري و التي تعارضها فصائل أخري تتمتع بنفوذ أكبر علي الأرض في سوريا. وتحدث نشطاء عن اشتباكات وقصف في جميع المحافظات السورية في مناطق مختلفة ابرزها مدينة حمص بوسط البلاد ومحافظة إدلب في الشمال الغربي ومدينة دير الزور الشرقية. يذكر أن الصراع السوري تسبب حتي الآن في مقتل 130 ألف شخص ونزوح ما يقرب من ثلث السكان عن ديارهم. كانت صحيفة ¢ذي تايمز¢ البريطانية توقعت في وقت مبكر امس أن يغادر وفدا النظام السوري والمعارضة جنيف دون التوصل لأي اتفاق بشأن القضايا الحاسمة. والاتفاق علي تشكيل حكومة انتقالية أو ضمان وصول المساعدات الإنسانية للملايين من المواطنين. أشارت إلي أن مبعوثين دوليين قالوا إن ¢مجرد جلوس الطرفين معا لأول مرة منذ اندلاع الحرب في مارس 2011 هي خطوة كبري¢. وقال الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي إنه يأمل في أن تكون الاجتماعات قد وضعت أسسا لتحقيق تقدم في الجولة الثانية من المحادثات. وأضاف أنها حقا بداية عمليتنا وأتمني عندما نعود أن نحظي بمزيد من المناقشات الهيكلية. وردد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلماته قائلا ¢أهم شيء هو اجتماع الطرفين في نفس الغرفة¢. في موسكو أعلنت وزارة الخارجية الروسية. أن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا سيزور موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الرابع من فبراير الجاري. وفي الوقت الذي تنتهي فيه مفاوضات جنيف 2 مع انعدام أي نتائج ملموسة. يعود ملف الكيماوي السوري إلي الواجهة مع اعلان تشاك هيغل وزير الدفاع الامريكي من العاصمة البولندية وارسو. عن قلق بلاده إزاء تأخر الحكومة السورية في تسليم الأسلحة الكيماوية في الوقت المحدد. ومسارعة واشنطن إلي مطالبة موسكو بالضغط علي النظام السوري للإيفاء بالتزامه بنقل تلك الأسلحة إلي خارج البلاد. وكان هيغل أثار الملف الكيماوي السوري مع نظيره الروسي طالباً منه القيام بما في وسعه للتأثير علي الحكومة السورية. متسائلا عما إذا كان تلكؤ النظام السوري في الوفاء بالتزاماته ناجماً عن عجز. وفي نفس السياق. قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي إن التهديد بالقوة العسكرية ضد الأسد لم يستبعد مطلقاً علي الرغم من أن الولاياتالمتحدة تفضل مواصلة الجهود الدبلوماسية. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت في وقت سابق أن سوريا لم تنقل سوي 4% من جملة 700 طن من الأسلحة الكيماوية. كان مقرراً نقلها بحلول 31 من ديسمبر الماضي. لاسيما أن شحنتين فقط غادرتا سوريا في السابع والعشرين من يناير عبر ميناء اللاذقية. في طهران أكد حسين أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والإفريقية. فشل الولاياتالمتحدة في تحقيق الأهداف المرغوبة من مؤتمر ¢جنيف 2¢ . لافتا إلي عدم مساهمة السياسة الأمريكية بفرض ضغوط علي المعارضين في إنجاح المحادثات. وأضاف عبداللهيان في تصريحات نقلتها وكالة أنباء ¢إرنا¢ الإيرانية أمس أنه أصبح من الواضح للمحللين أن مؤتمر جنيف 2 لن يؤتي ثماره لأن اختيار مزيج من الجماعات المنشقة لم يكن اختيارا دقيقا. جاءت تصريحات عبد اللهيان في ظل توقف مفاوضات سلام جنيف 2 مع بقاء الوفدين بعد تبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة السورية وسط ادعاءات بشأن دعم الولاياتالمتحدة للثوار بالأسلحة. كان المبعوث الأممي إلي سوريا الأخضر الابراهيمي أوقف المحادثات عقب الجلسة الصباحية بعد رفض وفد المعارضة السورية مذكرة الشكوي المقدمة بواسطة الحكومة السورية التي تنتقد استئناف المساعدات الأمريكية. ووصف فيصل المقداد. نائب وزير الخارجية السوري. القرار الامريكي بأنه مظهر آخر للدعم الأمريكي للجماعات الإرهابية في سوريا. ميدانيا و في بيروت أكد النائب اللبناني معين المرعبي عضو كتلة تيار المستقبل أن مناطق واسعة من إقليم عكار بشمال لبنان تعرضت لقصف متعمد وعنيف من قبل النظام السوري صباح أمس علي حد قوله. ولفت إلي أن القصف استهدف شريطا يتراوح طوله من 10 إلي 15 كيلو مترا. واستهدف عدة بلدات وطال نحو 17 بيتا منهم 12 في بلدة مشتي حمود وحدها. وأدي إلي مقتل شخص وإصابة عدد من الأشخاص. لافتا إلي أنه عادة كان القصف السوري يتم ليلا.