** كل عام ومصر وشعبها بخير اليوم نودع عاماً حمل رقم يكرهه ويتشائم منه الجميع وهو رقم 13 وبالفعل كان عاماً صعباً علي مصر في كل شيء لم نجد فيه بصيص أمل إلا مع رحيل الإخوان عنا بكآبتهم التي اصابوا بها مصر كلها لكننا لم نفرح كثيراً حتي دخلنا في صراع مع الإرهاب الأسود. ** ولعل عام 2014 يحمل لنا أملاً واستقراراً الكل يتفاءل بالمستقبل ويؤجل كل شيء حتي ترحل 2013 لنبدأ من غد عاماً جديداً اتمني ان يخلو من الأحزان أو يكون نهايتها لاننا تعبنا وانهكت قوانا لم تكن الأزمة المادية والاقتصادية ضربت أكثر العلائات المصرية في مقتل هي أزمتنا الوحيدة التي ألقت ظلالها علي كل شيء فن وثقافة حيث عاني كل العاملين بالوسط الفني كبيراً وصغيراً خاصة العاملين الفنيين البسطاء الذين أصبحوا لا يجدون قوت يومهم فالأعمال متوقفة وكل المنتجين مترددون خوفا من شبح الخسارة الذي يلاحقهم من العام الماضي. ولكنني لاحظت ما هو اسوأ وفي ازدياد وهو انتشار ظاهرة "أبولمعة" الفشار في كل الأوساط الكل أصبح أبوالعريف يفهم كل شيء ويعرف كل شيء ويستبيح كل شئ متاجراً بأحلام الجميع وما أكثر أبولمعة في مجتمعنا يقنعك انه يمتلك مفاتيح الكون الكل أصبح يعيش الوهم ويؤهم غيره بأنه صاحب مصباح علاء الدين فأصبحنا نعيش إما فقراء نعاني الغلاء في كل شيء أو نعيش ضحايا "أبولمعة" وهذه الظاهرة تجلت بوضوح في الوسط الفني حيث نجد من يمتلك بضعة الآلاف يدعي انه منقذ الفن وسوف يفتتح شركات للإنتاج ليخرج الفن من عثرته لنكتشف في النهاية انه مجرد شخص تافهه يصطاد الحالمات بالشهرة والأمثلة كثيرة لمعدومي الضمير الذين يتخذون مقراً في وسط البلد وكراً لهم يلعبون فيه بأحلام الباحثات عن فرصة فنية وقد سمعت من أكثر من شاب وفتاة كيف يجلس المخرج أو المنتج المجهول يقابل المواهب من تعجبة يعيطها رقمه الشخصي ويحدد مكان آخر للمقابلة لتجد الضحية نفسها وجها لوجه مع صياد يبحث عن فريسة. ** الحال لا يقف علي الوسط الفني فقط بل امتد إلي مسئولين في أماكن حساسة بالدولة يتلاعبون وبمارسون أبشع أنواع النصب مستغلين مناصبهم وعلاقاتهم في مشاريع في ظاهرها مصلحة الوطن وفي باطنها العذاب للأسف حين يدفع الفقر أصحابه إلي السقوط قد يكون لهم أمام أنفسهم مبرر لكن حين يسقط أصحاب المناصب والمال ويتحولون إلي صيادين ومراهقين ينصبون باسم وظيفتهم وعلاقاتهم فذلك هو الانهيار لان هذا النموذج نصاب ومبتز ومستغل يضر بنفسه وبمقدرات الوطن لذلك اتمني ان يكون عام 2014 عام الأخلاق وان ننبذ من حياتنا كل الساقطين المشبوهين المتلاعبين بحاجاتنا وأحلامنا وان نستعيد أنفسنا ونقف في وجه كل نبت شيطاني لان ليس كل مصر عبده مشتاق ومحجوب عبدالدايم ليس مصر هؤلاء المرضي الذين يبثون الفيرس في كل اتجاه ويطلون علينا ليل نهار مصر بها شرفاء سوف يطهرونها من المرضي والشواذ والمعيبين.