أتابع الحديث عن المهرجان القومي للسينما المصرية وأشيد بإتخاذ الثنائي الشهير الطفلة فيروز والفنان أنور وجدي كفكرة ومدخل للاستعراض الغنائي الراقص في حفل الافتتاح ولعرض مشاهد لنجوم الأفلام القديمة الأبيض والأسود والحديثة الملونة وما عالجته السينما المصرية من موضوعات وقضايا استمتعنا بها . كما كان اختيار أربعة شخصيات سينمائية فقط لتكريمهم موفقا لأنهم من مجالات سينمائية متعددة شملت "التصوير - التمثيل - الإخراج والنقد" وتمثلوا في المصور طارق التلمساني أحد أبناء عائلة التلمساني السينمائية فهو ابن المخرج والمصور حسن التلمساني ثاني الأشقاء الرواد في السينما الروائية والتسجيلية وهما كامل وعبدالقادر ولهذا فهو موهوب وراثيا مما جعله يحصل علي ثلاثة وعشرين جائزة دولية من بين ثلاثة وخمسين فيلما روائيا قام بتصويرهم.. أما الفنانة إلهام شاهين فكان هذا التكريم هو الثاني لمشوارها السينمائي كممثلة ومنتجة بعد تكريم مهرجان الإسكندرية الأخير لها وقد شاركت في اثنين وثمانين فيلماً وحصلت علي عدة جوائز دولية كأحسن ممثلة ومواصلة إنتاجها للأفلام بينما تحجم جهات إنتاجية أخري عن إنقاذ السينما المصرية من عثرتها.. أما المخرج العصامي سعيد مرزوق فهو نموذج لفنان مثقف اعتمد فقط علي موهبته بدون أساتذة يرسمون له أساليب الإخراج حتي أنه استطاع أن يحفر اسمه كمخرج في قائمة أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية بثلاثة أفلام أبرزها أريدحلا" للفنانة الكبيرة فاتن حمامة والذي كان سببا في تغيير قوانين الأحوال الشخصية .. وحمدا لله أنه قد تم تكريمه وهو علي قيد الحياة لأننا قليلا ما نتذكر تكريم الكبار قبل رحيلهم ونندم علي ذلك ولكن بعد فوات الأوان. أما الناقد علي أبو شادي فمسيرته مع السينما تمتد لأربعين عاما كناقد ورئيس لجهات متصلة بالسينما كالرقابة علي المصنفات الفنية والمركز القومي للسينما ورئاسة هذا المهرجان القومي لعدة دورات متتالية.. وإصدار كتاب عن هؤلاء المكرمين ليضم مسيرة حياة وأعمال كل منهم لهو التكريم الأبقي لأن الكتاب يحفظ دائما ما كتب في صفحاته مهما مرت عليه الأعوام.. أما مفاجأة الحفل فكان عرض فيلم "علي ضفاف النيل" الذي عرض لأول مرة منذ خمسين عاما في 13 يناير 1963 وكان إنتاج مصري ياباني مشترك بين حلمي رفلة والشركة اليابانية "نيكاتشو" وبطولة الكبار شادية - كمال الشناوي - محمود المليجي - حسن يوسف واليابانيين يوجيرو إيشتارا - يوجي أوراكا - إيزومي إيشكاوا وإخراج كونا كاهيرا وكانت القصة للياباني نايوياماو وحوار مصري لمحمد أبو يوسف ومهندس المناظر كان العبقري شادي عبدالسلام ليصور فيه المخرج حضارة مصر الفرعونية علي ضفاف النيل ليؤكد به أن مصر هي أصل الحضارة وستظل كذلك بما تملكه من مقومات إنسانية فنية وثقافية .