حالة من الاستياء تسود الآن أهالي محافظة الفيوم بسبب اهمال السكة الحديد تشغيل قطار الفيوم رغم إعلانها عن عودة العمل علي بعض الخطوط. الأهالي أكدوا أن اهمال الهيئة لهذه الخطوط يجعلهم فريسة سهلة لحالة استمرت ما يقرب من الثلاثة أشهر لسائقي السرفيس والانتهازيين من أصحاب السيارات. يقول توبة زارع -مدير مكتب توزيع بالفيوم ومن أبناء الواسطي: إن أرقام القطارات التي أعلنتها الهيئة لم تتضمن قطار الفيوم. ويطالب بمراعاة ظروف طلاب الجامعة والمدارس والموظفين من أبناء الواسطي وقري الفيوم الذين يستخدمون القطار للحضور إلي الفيوم ويركز علي القطار رقم 140 الذي يتحرك من الواسطي في السابعة وعشر دقائق صباحاً ويعود في مواعيد انصراف الموظفين وانتهاء الطلاب من جامعتهم ومدارسهم. يضيف أن تسيير القطار بعد التوقف التام لأكثر من شهرين أصبح قاصراً علي موعدين فقط يومياً لخدمة عمال ورش السكك الحديدية بكوم أبوراضي في المقام الأول دون مراعاة لمصالح ومطالب الموظفين وطلاب جامعة الفيوم والمدارس وصغار باعة الخضر من أبناء قري مركز الفيوم ومركز الواسطي ببني سويف التي تقع علي الخط. وقد وقع هؤلاء فريسة لاستغلال سائقي الأجرة خلال فترة توقف تشغيل القطار تماماً. حيث لا يوجد أصلاً خط مواصلات لسيارات الأجرة بين الفيوم والواسطي. وقام سائقون من تلقاء أنفسهم بتشغيل سياراتهم عليه خلال التوقف ووصلت أجرة الفرد لخمسة جنيهات ذهاباً ومثلها في العودة في غياب تام لمرفق الأتوبيس. يطالب محمود عبدالنبي بتحسين مستوي العربات التي لا يوجد بها شبابيك أو إضاءة أو دورات مياه لتصبح صالحة للاستخدام الآدمي. قضبان كوم أبوراضي يطالب جمال سيد ابراهيم بإعادة النظر في القضبان بمنطقة كوم أبوراضي التي يسير القطار فيها ببطء شديد نظراً لطبيعة التربة الضعيفة في هذه المنطقة الجبلية المنحدرة حتي يمكن تسيير قطار سريع يجذب الركاب ليعوض سوء حالة الأتوبيس ويرحم الركاب من جشع واستغلال سائقي الأجرة. يقول المحاسب أحمد محمود جمعة -خبير المواصلات بالفيوم: إن توقف قطار الفيوم لمدة تقارب الثلاثة أشهر كشف عورات نظام النقل الجماعي بين الفيوم والمحافظات. حيث تبين أن الأتوبيس ليس لديه القدرة علي تغطية حركة نقل الركاب الذين وقعوا في براثن استغلال سائقي الأجرة. وذلك بعد أن فرضت الطبيعة الجغرافية للفيوم وضعها كخط مفرد برياً وسككاً حديدية بعيداً عن خط وطريق مصر- أسوان الذي يربط جميع محافظات الصعيد عدا الفيوم التي لا ترتبط مباشرة إلا بالقاهرة وبني سويف. قال إن قطار الفيوم بدأ منذ منتصف التسعينيات من القرن العشرين ينسحب من تفكير وأولويات المواطن الفيومي كوسيلة مواصلات لنقل الركاب أو البضاعة. وذلك بإلغاء الخطين الداخليين لمركزي سنورس وابشواي والاقتصار علي خط الفيوم- الواسطي- القاهرة. وحتي هذا تقلص بعد عودة تشغيل القطار منذ فترة ليقتصر علي الواسطي فقط. أضاف أن قطار الفيوم وما وصل إليه من مستوي متدن لا يتناسب مع كونه خط سكك حديدية تاريخياً. لأنه من أوائل الخطوط التي أنشئت في مصر وأفريقيا والعالم في أواخر القرن الثامن عشر. وافتتحه الخديو اسماعيل في احتفال مصغر علي غرار افتتاح قناة السويس الأسطوري. وأقيم للخديو قصر خاص قبالة المحطة بحديقة أنيسة ويصا التي كانت من كبار تجار القطن بمصر وتحول فيما بعد لمقر للحزب الوطني المنحل قبل أن يتم تخصيصه كمقر لمجلس الدولة بالفيوم حالياً. ويطالب في حالة إعادة تشغيل القطار بأن يخرج من مدينة الفيوم لتصبح المحطة الرئيسية بالعدوة وربطها بخطوط نقل داخلي وطريق بري مزدوج وتجديد القضبان حتي القاهرة وتسيير قطارات لائقة. وإذا لم يتم ذلك فإن الإلغاء هو البديل الحتمي. يقول عطية عبدالقوي من أبناء قرية العدوة بمركز الفيوم التي يخدمها القطار: إنه ينبغي عند إعادة تشغيل قطار الفيوم مراعاة الحاجات الفعلية للركاب من طلاب وموظفين. بأن تكون هناك مواعيد متعددة متقاربة وليست متباعدة كما كان الحال. مما أدي إلي هجرة الركاب وابتعادهم عن القطار منذ سنوات وحتي يمكن استعادة الركاب وثقتهم مرة أخري في هذه الوسيلة الجماعية للنقل لمواجهة استغلال السيارات الأجرة. يشير معتز محمد إلي فشل تجربة تشغيل قطار مجري أكثر من مرة لسوء حالة القضبان وعدم تناسب التشغيل مع مواعيد خطوط قطارات الصعيد مصر- أسوان. مما كان يجعل قطار الفيوم ينتظر بالساعات في الواسطي حتي يسمح له بالدخول علي الخط. حتي الأتوبيس يقول محمد مصطفي "موظف": إن الأتوبيس هو الآخر أوشك علي الرحيل ودخول "جراج" ذاكرة المواطنين بالفيوم بعد أن تضاءلت أعداد السيارات التي تخدم خط الفيوم- القاهرة. وأصبح خط الفيوم مقصداً للسيارات التي تخرج من الخدمة بالخطوط المميزة. ويشير إلي تكرار أعطال الأتوبيسات التي ساءت حالتها وأصبح وقوفها معطلة علي الطريق مألوفاً. مما يجعل سائقي الأجرة يرفعون التعريفة التي زادت خلال أشهر من 5 جنيهات لتصل إلي 12 أو 15 جنيهاً حسب الظروف. كما زادت أجرة بني سويف لأكثر من الضعف. لذلك تبقي سيارات الأجرة هي سيدة الموقف بالفيوم كما يقول جمال سيد "موظف" وتظهر آثارها بوضوح عندما تصاب حركة المواصلات بالعطب نتيجة نقص السولار والوقود أو الإضرابات أو غيرها لتتعطل معها مصالح المواطنين من موظفين وطلاب ليقعوا فريسة سهلة للاستغلال البشع من السائقين. ويضيف: من الغريب أن الفيوم كمحافظة لا يوجد لها موقف رسمي بالقاهرة سواء برمسيس أو موقف عبود. 2250 سيارة يقول ناصر قمبر -مدير عام مشروع المواقف بالفيوم: إنه يوجد حوالي 2250 سيارة تعمل بخطوط القاهرة والجيزة وبني سويف والمواقف الرسمية بالفيوم هي مجمع بني سويف. موقف القاهرة والجيزة. موقف سنهور. موقف طامية. موقف ابشواي. موقف اطسا.. ويوجد موقف رسمي واحد بالجيزة هو المنيب. ويتم مخاطبة محافظة القاهرة لتخصيص حارة في موقف عبود لسيارات الأجرة الخاصة بمحافظة الفيوم. يقول ناصر قمبر: إن مسئولي المواقف يعملون دون غطاء قانوني رغم المخاطر التي يواجهونها في التعامل مع السيارات المخالفة. ويطالب بتفعيل قرار "الضبطية القضائية" الذي كان المرحوم الدكتور عبدالرحيم شحاتة محافظ الفيوم الأسبق قد حصل عليه لرؤساء المراكز ونوابهم ومسئولي المواقف بالتنسيق مع وزير العدل في بداية التسعينيات من القرن العشرين لتكون المتابعة والتنظيم والتحصيل أكثر قوة ويحقق جدواه. فقد تسبب امتناع السائقين عن سداد الكارتة المجمعة بعد ثورة 25 يناير في تفاقم الأزمة المالية بالمشروع. ولكن مع شيء من التنظيم وتشديد الرقابة أمكن خفض العجز بالمشروع من 350 ألف جنيه شهرياً إلي 60 ألفاً فقط. وقد بلغ حجم المديونيات 3.2 مليون جنيه نظراً لحجم العمالة بالمشروع التي تقارب 800 موظف. خصوصاً بعد زيادة الرواتب والحوافز. الغريب أن سوء حالة القطار وعدم انتظامه وانصراف الركاب عنه وكذلك سوء حالة الأتوبيس واضطرار الركاب للجوء لسيارات الأجرة كبديل انعكس سلباً بارتفاع نسبة حوادث الطرق. خصوصاً علي طريق الفيوم- القاهرة والقاهرة- أسيوط غرب النيل. 166 ألف حالة يقول الدكتور جمال شعيب مدير عام مستشفي الفيوم العام: إن المستشفي يستقبل النسبة الأكبر من حوادث الطريقين وبعضها يذهب لمستشفيات اطسا وطامية القريبتين من هذين الطريقين. يقول إن قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفي الفيوم العام استقبل منذ بداية هذا العام وحتي نهاية شهر سبتمبر الماضي 166 ألفاً و33 حالة معظمها من حوادث الطرق. خصوصا طريق القاهرة وطريق أسيوط.