إيمانا بأهمية التعاون بين دول القارة الأفريقية حرصت المؤسسات المصرية بالحكومة والقطاع الخاص علي التواجد بقوة داخل الأسواق الأفريقية وهذا ما حدث بالفعل حيث يزور الآن العاصمة الكينية وفد استثماري رسمي تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة برئاسة الدكتور وليد هلال رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية ويضم الوفد 40 شركة صناعية وعددا كبيرا من قيادات وزارة التجارة والصناعة ورجال الاقتصاد والإعلام. قررت الشركات المصرية التي يضمها الوفد الرسمي المشاركة في المعرض الدولي لكينيا الذي يعقد خلال الفترة من 19 إلي 21 نوفمبر الجاري لمنافسة الشركات الهندية والأوروبية المشاركة في المعرض حيث تم تخصيص جناح للشركات المصري علي مساحة 800 متر مربع والذي يمثل ثلث مساحة المعرض الذي تعرض فيه منتجات 36 شركة مصرية أغلبها للصناعات الكيماوية والهندسية بعد أن نالت الصناعات الكيماوية إعجاب المستهلك الكيني خاصة الأفريقي عامة خلال الفترات الماضية. نظمت السلطات الكينية استقبالا رسميا للوفد المصري بشكل يليق باسم مصر وذلك برئاسة وزير التجارة الكيني وأعضاء الغرف التجارية الاستثمارية.. قال الدكتور وليد هلال رئيس الوفد إن هناك فعاليات ستتم إقامتها علي هامش الزيارة علي رأسها توقيع بروتوكول تعاون بين البلدين لتيسير البعثات الترويجية والترويج للشركات المصرية داخل الأسواق الكينية والأفريقية والعكس صحيح وإنشاء مقر دائم للمنتجات المصرية بالعاصمة الكينية نيروبي تمشيا مع أنظمة التجارة المعمول بها في أفريقيا وعلي رأسها نظام البضاعة الحاضرة أي التسليم فور التعاقد مباشرة الأمر الذي يساهم في تعظيم الاستفادة من العلاقات التجارية المصرية الأفريقية عامة والمصرية الكينية خاصة قال إنه من ضمن الفعاليات أيضا عقد لقاءات ثنائية بين الشركات المصرية والشركات الكينية لبحث شراكة مباشرة سواء عن طريق الوكالة أو الاستثمار المشترك بإقامة مصانع في كل من القاهرة ونيروبي لفتح أسواق متبادلة في دول العالم. قال هلال إن هناك علاقات وطيدة بين مصر وكينيا علي المستويين السياسي والاقتصادي حيث بدأت العلاقات السياسية بين البلدين منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث قامت مصر خلال عهد جمال عبدالناصر بمساندة حركة "الماو ماو" الكينية ضد الاحتلال الإنجليزي لكينيا حيث كانت القاهرة أول عاصمة تفتح أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم في داخل كينيا واستمرت هذه السياسة حتي الآن كذلك تشهد العلاقات التجارية بين مصر وكينيا تطورا إيجابيا نتيجة عضوية البلدين في تجمع الكوميسا بالإضافة إلي توجه مصر الأفريقي لتغطية احتياجاتها من المنتجات والسلع في الدول الأفريقية وعلي رأسها دول الكوميسا وذلك ليس بحثا عن التكلفة الأقل ولكن إيمانا بأهمية التعاون بين دول القارة بما يعود بالنفع علي شعوبها وإيمانا بأهمية تكتل الكوميسا كشريك تجاري مهم لمصر وبصفة خاصة كينيا ولما تقوم به الدولتان من دور ريادي يجعل التكتل منافسا للتكتلات الإقليمية الأخري. أحمد هندي مدير الوفد يقول إن السوق الكيني يمثل أهمية خاصة للشركات المصرية حيث تعد كينيا الشريك التجاري الأول لمصر في تجع الكوميسا موضحا أن كينيا جاءت في المرتبة الأولي بالنسبة للواردات عامي 2010-2011 حيث بلغت قيمته 2.01 مليار جنيه بنسبة 81.7% عام 2011 مقابل 1.17 مليار جنيه بنسبة 76.2% عام 2010 من إجمالي الواردات وكان أهم الأصناف التي تم استيرادها من كينيا اللبن والشاي والتبغ والبهارات أما بالنسبة للصادرات فجاءت كينيا في المرتبة الثانية حيث بلغت قيمته 1.38 مليار جنيه بنسبة 23.3% عام 2011 مقابل 1.42 مليار جنيه بنسبة 21.9 عام 2010 من إجمالي الصادرات وكان أهم الأصناف التي يتم تصديرها إلي كينيا السكر ومصنوعات سكرية والورق والورق المقوي ومصنوعاته. أضاف هندي أن العلاقات المصرية الهندية تربطها اتفاقيات موقعة أبرزها اتفاق للتجارة واتفاق للتعاون الاقتصادي والفني عام 1980 واتفاق تعاون بين الغرف التجارية بالبلدين عام 1996 هذا بجانب اتفاقات أخري في مجال التعليم والثقافة والسياحة.