حين يصف الدكتور حسام عيسي نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي التظاهر في الجامعات بالأمر "المقدس" وحين يصدر أكثر من تصريح للوزير ورئيس الحكومة أيضاً يتبرأن فيهم من وجود أي اتجاه لوقف التظاهر في الجامعات معتبرين هذا تهمة يجب أن تبرأ الحكومة منها.. أعتقد أنه حينئذ لا يجب أن نندهش عندما تخرج جامعاتنا من التصنيف الصيني العالمي لأفضل 500 جامعة في العالم بسبب تدني مستواها العلمي حتي أن جامعة القاهرة أعرق وأقدم مؤسسة علمية بالمنطقة لحقت ب"العافية" بقطار التصنيف الانجليزي وحصلت علي المركز رقم 405 عام 2009 علماً بأن هذا التصنيف ليس هو الأهم ويحتل المرتبة الثانية بعد نظيره الصيني حين يكون هذا هو الحال "المتخلف" لجامعاتنا.. كيف نقبل بفكرة المظاهرات بها بدعوي أنها "سلمية"؟ هل رأيتم مظاهرات للطلبة في جامعات أمريكا وأوروبا1⁄4 هل تتذكرون ولو مظاهرة واحدة للطلاب المؤيدين للحزب الجمهوري في مواجهة زملائهم المؤيدين للحزب الديمقراطي في جامعات بوسطن وهارفارد وميتشجان وساوث كارولينا ونيويورك وستانفورد في أمريكا؟ وهل شاهدتم يوماً مناوشات بين الطلاب المحافظين وزملائهم العماليين في جامعات كامبريدج ولندن وبرمنجهام واكسفورد وبريستول وبراون وشيفلد البريطانية؟ هل نما إلي علم الوزير حسام عيسي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي أحدث تقرير صادر عن تصنيف الجامعات الشهر الماضي ويكشف عن وصول 6 جامعات بريطانية إلي قائمة أفضل 20 جامعة علي مستوي العالم وأن معهد ماسوشستس للتكنولوجيا الأمريكي جاء في المركز الأول وتلاه جامعة هارفارد وجاءت جامعة ستانفورد في المركز السابع ثم جامعة يال في المركز الثامن وجامعة شيكاغو في المركز التاسع ومعهد التكنولوجيا بكاليفورنيا وجامعة برينكتون في المركز العاشر كما دخلت جامعتان من سنغافورة ضمن أول 50 اسماً وسيطرت أوروبا وأمريكا الشمالية ولاسيما بريطانيا والولايات المتحدة علي أهم 200 جامعة حول العالم وكان هناك وجود آسيوي لجامعات من اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج إلي جانب 3 جامعات إسرائيلية. أين نحن من كل هذا؟ وما موقع جامعاتنا من هذا السباق العلمي المحموم؟ كان بالأولي علي الوزير قبل أن يبشرنا بتقديس الحكومة للمظاهرات في الجامعات أن يحدثنا عن المعايير العالمية المعتمدة لقياس كفاءة الجامعات وجودتها والتي بسببها تقدم هؤلاء وتخلفنا نحن. وهي: جودة التعليم. جودة هيئة التدريس. مخرجات البحث. وحجم المؤسسة. لقد عكفت علي تقصي أخبار المظاهرات في جامعات العالم فلم ألمس وجوداً لها إلا في جامعاتنا المصرية ونظيرتها السودانية ويبدو أننا ارتضينا بهذا المكان. مشكلة الوزير حسام عيسي تتمثل في ذلك الصراع بين ميوله الشخصية ومقتضيات مهمته فالوزير رجل سياسي والمسئولية التي لا يتوالها يجب أن تبقي أبعد ما يكون عن ذلك لأنه إذا خالطتها السياسية أفسدتها. الجامعات يجب أن تبقي مكاناً للبحث العلمي وفقط وأعتقد أننا نخطئ ألف مرة إذا سمحنا لحالة التشرذم السياسي والمذهبي الموجودة بالشارع أن تقتحم أسوار الجامعات.. حينئذ لن نجد تعليقاً نقوله سوي: اشرب يا معالي الوزير!!.. و"الحديث متصل".