* أومبلين. ميس بغداد. الخروج للنهار. يا خيل الله. أسماء عدد من الأفلام الفائزة في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي الذي أعلنت جوائزه مساء الأحد الماضي في حفل اتسم بالدفء والزحام في آن واحد ومع وجود نسمات البحر المنعشة للحضور في ذلك الفندق الجديد الرائع علي كورنيش الاسكندرية والذي يضم قاعتين للعرض السينمائي في مسابقة تحدث لأول مرة في المدينة العريقة. احتفال الختام حظي بدعم محافظ المدينة طارق المهدي الذي كان حجر الزاوية في اقامة المهرجان متخطيا تحذيرات عديدة تطالب بعدم اقامته مراعاة لظروف الأمن. لكن اللواء طارق رأي أن الاسكندرية وشعبها يستحقان شرف الدفاع عن الثقافة والفن المصري وهو الذي لا يكل من التعامل المباشر مع الناس في كل مكان. وكان الترحيب القوي أيضا من مقر المهرجان الجديد جزءاً مما أتاح لجمعية كتاب ونقاد السينما المصرية اقامة الدورة التاسعة والعشرين مع مجلس ادارتها الجديد برئاسة الأمير أباظة رئيس المهرجان أيضا. ومن خلال مجموعة عمل جديدة في مواقع القيادة اجتهدت وأصابت في أمور عديدة وأخطأت في أمور أخري. غير ان البشر دائما هكذا. وما يمكن التوقف عنده هنا هو الطموح الكبير لادارة المهرجان هذا العام في اضافة مسابقات وبرامج جديدة فتحول الي برنامج متخم بالنسبة لأيام قليلة "9 14 أكتوبر" ففضلا عن المسابقة الدولية الرئيسية لأفلام البحر المتوسط. فقد أعيدت مسابقة الفيلم المصري الطويل التي كانت تسمي بانوراما السينما المصرية. وأضيفت مسابقة للفيلم العربي القصير والتسجيلي ومسابقة للفيلم المصري التسجيلي والقصير الي جانب البرامج التقليدية مثل البانوراما والكلاسيكيات وأفلام التكريمات.. أي ثمانية برامج في أربعة أيام بجانب مجموعة من الندوات لعل أهمها ندوات تكريم النجمين الهام شاهين ومحمود حميدة والمخرج محمد خان. فضلا عن أهمية الدراسات التي قدمها عن هؤلاء النجوم نقاد مثل أشرف غريب وأسامة عبدالفتاح وأحمد شوقي بالترتيب. فان اعتذار وحيد حامد عن الحضور أفقد تكريمه أهمية التفاعل مع جمهور متخصص برغم الدراسة القيمة للزميل زين العابدين خيري عنه في كتاب التكريمات وكذلك الأمر مع المخرج التونسي الكبير نور بوزيد ودراسة الناقد ياقوت الديب عنه بينما الفنان الفلسطيني محمد بكري مع دراسة الأمير أباظة عنه وكذلك الممثل المغربي محمد مفتاح. وكان حضورهما اضافة جيدة للمهرجان وندواته. كما ان غياب بعض المكرمين مثل حامد والمخرج الفرنسي فيليب فوكون الذي حظي بدراسة للكاتب صلاح هاشم. هذا الغياب قلل الضغط كثيرا علي البرنامج الطموح الذي تضمن أيضا عرضاً لمجموعة من أفلام "حرب أكتوبر" في ذكراها الأربعين. ولكنه لم يتضمن ندوة لتكريم الناقد الكبير الراحل رفيق الصبان الذي أهديت الدورة نفسها الي روحه. الخروج للنهار * حصل الفيلم الفرنسي "أومبلين" اخراج ستيفان كازيس علي جائزة أفضل فيلم في مسابقة بانوراما البحر المتوسط من لجنة تحكيم دولية برئاسة الفنان محمود قابيل التي أعطت أيضا جوائزها لأفلام أخري هامة مثل المغربي "يا خيل الله" اخراج نبيل عيوش والمصري "الخروج للنهار" اخراج هالة لطفي.. وأتوقف هنا عند الأفلام الثلاثة سريعا لملاحظة انها تعبر عن أزمات انسانية حقيقية بعيون مخرجين ينتمون لمختلف مدارس السينما فبينما يتعرض "يا خيل الله" الي الشباب المغربي الفقير والمهمش في مدن الصفيح والذي يتلقفه المتطرفون دينيا لتجهيزه للشهادة والتخريب. فان "أومبلين" يتعرض لشريحة أخري من الشباب الفرنسي الضائع من خلال بطلته التي تدخل السجن بتهمة ممارسة الاعتداء والاجرام ضد آخرين لكنها تتغير تماما حين تعلم بأنها حامل وتدرك انه لا يصح أن تصبح أماً الا في ظروف أفضل فتبحث عن النجدة والمساعدة. أما "الخروج للنهار" فهو الفيلم المصري الذي أنقذ السينما المصرية في هذا المهرجان بحصول مخرجته هالة لطفي علي جائزة أفضل اخراج في مسابقة بانوراما البحر المتوسط وحصول الممثلة المساعدة دعاء عريقات علي جائزة التمثيل في مسابقة الفيلم المصري الطويل التي حصل من خلالها أيضا علي جائزة أفضل فيلم مصري وفي مضمونه يقترب "الخروج للنهار" مع "أومبلين" و"يا خيل الله" في تقديمه صورة مؤثرة للطبقات المهزومة اجتماعيا في مصر من خلال ثلاث شخصيات فتاة لا تعمل وترعي والدها المشلول. وأم تعمل ممرضة لتنفق علي الأسرة. وأيام تتوالي بلا تغيير حتي يأتي التغيير في النهاية.. لكن بدون تأكيد علي حدوثه! "الخروج للنهار" فيلم مستقل بدأت مخرجته كتابته عام 2008 وطال الوقت لتحصل علي مساعدة للانتاج لكنه فيلم مختلف ومشرف وقادر علي الاشتباك مع المشاهد في نوع من الجدل الخلاق.. وهذه هي وظيفة السينما والفن والثقافة بشكل عام. وهذا ما تؤكد عليه دائما المهرجانات السينمائية.. فتحية الي مهرجان الاسكندرية السينمائي.