حكاية هذا الأسبوع سينمائية عن المصابين "بمتلازمة داون" من فيلم اليوم الثامن Lehuitieme Jour انتاج بلجيكي فرنسي بريطاني مشترك عام 1996 تأليف وإخراج جاكو فان دورميل ويتناول في 118 دقيقة قصة صداقة نشأت بالمصادفة بين "هنري" رجل في منتصف العمر خبير ومدرب المبيعات بأحد البنوك ويلعب دوره الممثل الفرنسي دانيال أوتيال و"جورج" شاب مصاب "بمتلازمة داون" ويلعب دوره البلجيكي باسكال دوكون. ونشاهد عبر أحداث الفيلم كيف غيرت هذه الصداقة نظرة "هنري" نحو الحياة بأيامها وناسها ويرسم الفيلم في البداية صورة لحياة "هنري" و"جورج" حتي اللقاء بينهما: فنري "جورج" من خلال سرده لقصة الخلق من وجهة نظر مشبعة بالاحساس بعناصر الطبيعة ومشتاق للشعور بمتعة الحياة رغم حبسه في عالم ضيق لا يخرج عن دار الرعاية حيث رفاقه وحبيبته التي تعاني من نفس اعاقته. يهون عليه خياله الذي يأخذه إلي عالم ملون مبهج يري فيه أمه المتوفية ومطربه المفضل. أما "هنري" فحياته مشحونة يستيقظ علي دقات المنبه المزعج ليبدأ يومه بآلية. يفقد أعصابه وسط زحام المرور ويتكلف الابتسامة مع المتدربين بالبنك الذين يعلمهم أصول المبيعات وبقدر نجاحه العلمي يعاني من فشل أسري حيث هجرته زوجته وابتعد عنه طفلاه بسبب انشغاله بعمله وإهماله لهما. وتتصاعد الأحداث عندما يقرر كل من "هنري" و"جورج" استعادة حياته. جورج يقرر ترك دار الرعاية والذهاب إلي أسرته وهنري يذهب لرؤية بنتيه وفي الطريق يدهس هنري كلب جورج وبسبب شعوره بالمسئولية. يضطر "هنري" أن يأخذ جورج لتوصيله. وهنا تبدأ علاقة صداقة بين الاثنين: "هنري" يري في "جورج" المعاق نقاء وإنسانية يفتقدها باقي البشر. يتصرف بتلقائية ويستطيع ببساطة إضحاك هنري المتوتر دائما.. وبدوره يشعر "جورج" في عناية وحماية "هنري" له بالصداقة التي لا يجدها بسهولة خارج دار الرعاية. حيث تعود المعاملة الحذرة وربما الخوف والنفور ممن يدعونه بالمنغولي وكأنه من طينة أخري ولكن الرحلة لابد أن تنتهي فأسرة "جورج" ترفض استقباله لما يمثله وجوده من تعقيدات بعد وفاة الأم وانشغال أخته بحياتها وأسرة "هنري" هي الأخري ترفض عودته الانفعالية مؤقتاً كأب وزوج ثم رحيله المتوقع في أقرب فرصة. وهكذا يفترق الصديقان دون الوصول لهدفهما.. يعود جورج إلي دار الرعاية يمارس حياته وسط أقرانه بعيداً عن المجتمع الذي لا يتقبله وهنري يؤدي عمله ببيع السعادة للعملاء رغم تعاسته. وتظل مشاعر الصداقة في القلب رغم البعد. فقد حفظ "جورج" موعد عيد ميلاد ابنة صديقه الذي يوافق احتفالية البنك الذي يعمل به "هنري" وقرر ان يذكره به مصطحباً اصدقاءه من دار الرعاية بالبالونات والآلات الموسيقية. يقتحمون البنك ويأخذون "هنري" معهم إلي يوم خاص.. يتحرر فيه من كل القيود ليمضي عدة ساعات في "الجنة" اسم مدينة الملاهي التي يذهب إليها مع أصدقاء "جورج" والتي "للمصادفة" لا تبتعد كثيراً عن البيت الذي تقيم به زوجته وبناته. ويشعل "جورج" و"هنري" الألعاب النارية التي تصل بهجتها حتي غرفة ابنة "هنري" التي ظنت أن والدها لن يتذكر عيد ميلادها وإذا به يجعل منه ليلة مضيئة.. وبينما يقترب "هنري" من استعادة هنائه الأسري. يزيد شعور "جورج" بالغربة في هذا العالم الذي يرفض حتي حقه في الشعور بالحب نحو فتاة بمثل ظروفه ويقرر "جورج" أن مكانه عالم آخر فيه أمه. ورغم أن مشاهد "جورج" كانت في الأغلب مليئة بالابتسامة المنعشة إلا أنه يختتم الفيلم بحزن في مشهد انتحار ومرثية في عيون الناس التي تراه للمرة الأولي كأنسان وليس شاباً منغوليا ومن منذ هذه اللحظة يستعير "هنري" روح "جورج" النقية ليعيش بها حياته فيصبح أكثر سلاماً مع نفسه واقتراًبا من ابنته. وينتهي الفيلم كما بدأ بقصة الخلق.. يحكيها "هنري" هذه المرة لابنتيه وكاميرا تصر علي منحنا شعور السلام بكادرات واسعة تطل علي عالم يبدو أننا لا نتأمله بما يكفي لنكون سعداء. يمكن مشاهدة الفيلم أو تحميله علي موقع veoh com. وتحميل التجرمة العربية subscene.com. وننتظر رأيك وحكايتك علي صفة التحدي علي الفيس بوك. https://www.facebook. com/Eltahadigomhuryia