جاء موكب الفرح في تكوينه جديدا ومظهره فريدا وفي جوهره سعيدا. جلست العروس بفستانها الأبيض الجميل في المقعد الخلفي لعربة توك توك وجلس العريس علي مقعد القيادة ومن خلفهما جيش كبير من عربات التوك توك تتدلي منها البالونات والزينات تحمل الأهل والأقارب والأصدقاء والمدعوين في مشهد جميل ينطق بالبهجة ويسر الناظرين. حدث ذلك بمنطقة أرض الفرنواني بشبرا الخيمة محافظة القليوبية في النصف الثاني من شهر مايو 2008 وربما يكون موكب الزفاف الأول من نوعه الذي يقتصر علي مركبات التوك توك في العالم. أكد المشهد الجميل ان الفرحة تكون بالقناعة والرضا لا من مواكب السيارات أو قاعات الاندية والفنادق الكبري. تزداد الافراح والليالي الملاح بعد عيد الفطر المبارك وكانت تنعقد في أيام خلت وعهود مضت في شهري أكتوبر ونوفمبر في قري الوجه البحري بعد بيع القطن الذي كان يسمي بالذهب الأبيض وكان هذا الوقت يعرف بموسم الايراد. وفي السنوات الأخيرة لم تقتصر حفلات الزفاف علي الفنادق والاندية بل ظهرت في الشوارع والحارات والمدهش انها تتم بنفس الأغنيات والطقوس وتشارك في احيائها فرق الموسيقي الشعبية أو العصرية. في افراح الشارع يجتمع الأهل والأقارب والاصدقاء والجيران في مجلس سعيد ومن فوقهم عناقيد المصابيح الكهربائية وحلقات الرقص الفردية والجماعية لا تتوقف والحضور يصفقون وترتفع الزغاريد ويتردد صداها بين العمارات شاهدت واحدا من هذه الافراح في أحد شوارع منطقة فيصل بالجيزة سنة 2009 في يوم الخميس الأول بعد عيد الفطر سلاسل النور تملأ المكان والعروس والعريس يجلسان في الكوشة الوردية الأولي بفستانها الأبيض رمز الطهارة والنقاء والآخر ببدلته الزرقاء والأهل والاقارب والجيران من حولهما والفرقة الموسيقية تقدم فقراتها الغنائية وبعد قليل هبط العروسان في الكوشة الوردية وشاركا الأصدقاء والصديقات في حلقة رقص جماعية قصيرة. بدأ الفرح في التاسعة مساء واستمر حتي منتصف الليل وتم في أبهي صورة واكمل وجه وافراح الشارع تقليد جديد يعكس نظرة واقعية للأمور في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يتم توجيه تكاليف القاعات والمواصلات واحيانا الفرقة الموسيقية إلي بنود أخري أهم مثل شراء احتياجات البيت الجديد أو لقضاء رحلة شهر العسل أو غير ذلك بدلا من تراكم الديون أو البحث عن مساعدة الآخرين في تدبير هذه الاحتياجات كانت علامات الفرحة وامارات البهجة تملأ المكان وتطل من العيون والوجوه في مشهد ينطق بالمودة والتكافل والوفاء والمجاملة والافراح بوجه عام من المناسبات التي تفيض بالعواطف والانفعالات ولا أنسي ذلك الرجل الكبير الذي تخلي عن وقاره المعهود للحظات قام من بين اعيان القرية ليؤدي فاصلا من الرقص في فرح ابنه الصغير وبدا كأنه يعلن علي الملأ أنه أدي رسالته وأدي واجبه وكان يرتدي العمامة والعباءة فوق الجلباب في مشهد اثار مشاعر الحاضرين وسيدة صعيدية غلبت فرحتها العادات والتقاليد ورقصت في فرح ابنها الوحيد بأحد أندية القاهرة وسيدة ريفية بسيطة رقصت في فرح ابنتها الصغيرة في مشهد ابكي الحاضرين في يوم الفرح وتتردد الأغاني في الافراح علي كل شكل ولون: عاشق يقول للحمام .. سلفني جناحك يوم أرح ازور الحبيب .. وارجعلك في نفس اليوم * وأغنية أخري تقول: الليلة ليلة فرح .. ليلة هنا وسرور والبدر في فرحنا .. زايد علينا نور